21
محمود سلطان
31
مايو
2012
07:45 PM


حبسني المرض عن تلبية دعوة د. محمد مرسي لي، للمشاركة في مؤتمره الذي عُقد عصر يوم أمس في فندق "موفنبيك" بمدينة السادس من أكتوبر.. وهو بالتأكيد كان فرصة مهمة، لسماع وجهة نظر "الحرية والعدالة" مباشرة بدون وسطاء.. وهي مَيْزة تحصن المراقب من بناء تصورات ورؤى بالاعتماد على ما ينقله "إعلام"، غالبيته بات جزءًا من حملة الدِّعاية لمرشح الفلول "أحمد شفيق".

غير أن ما اطَّلعت عليه من اقتراحات قدمها مرسي، خلال الأيام القليلة الماضية، تعتبر ضمانات معقولة، وفي مجملها، تعكس تصرف طرف بمسؤولية كبيرة مقابل أطراف أخرى "عبثية" و"ساذجة"، تتعمد "تعجيز" أية محاولة للتوافق حول محمد مرسي، والاصطفاف خلفه بوصفه "رمزًا" لقُوى الثورة.. ولو "أحضر لهم لبن العصفور"!

تكلمت هنا عن أخطاء الإخوان.. ولست في موقف الدفاع عنها.. وهي كأي جماعة سياسية لها "مثالب" و"مناقب".. ولعل البعض ينسى أن بعض مَن يطالبونها بـ"الطهْر السياسي".. هم ذاتهم جاءوا بـ"الكبائر" التي لا توبة منها ولا طهارة حتى لو اغتسلوا سبع مرات، إحداهن بالتراب.

الحزب العربي الناصري.. الذي يتصدَّر بعض قادته الآن، حركة "لازم حمدين"، مطالِبين بفرْضه نائبًا لرئيس الجمهورية في وظيفة "رقيب" على أداء الرئيس "الإخواني".. هو ذاته الحزب الذي زوَّر انتخاباته.. وقاد حركة انفصال داخلية، أسفرت عن تقسيم الحزب إلى حزبين.. وحزب "الوفد" الذي انفطر قلبُه "يا حبة عيني" خوفًا على "الليبرالية" من "الظلامي" محمد مرسي.. هو ذاته الحزب الذي نُقِلت السلطة داخله من د. نعمان جمعة إلى د.محمود أباظة، بـ"الانقلاب المسلح"، الذي استخدم فيه كل أنواع الأسلحة الخفيفة، وسقط خلاله العشرات من الجرحى.

في المقابل.. نُقِلت السلطة داخل جماعة الإخوان المسلمين سلميًّا وبشكل ديمقراطي، من المرشد السابق الأستاذ محمد مهدي عاكف.. إلى المرشد الحالي د. محمد بديع، وفي احتفالية علانية نقلتها كل وسائل الإعلام.

موقف "الحرية والعدالة" على مستوى الوعي بدقة اللحظة وحساسيتها، تطور كثيرًا، وبدا الأكثر إدراكًا بجسامة المسؤولية.. غير أن "وثيقة الشرف" التي تقدَّم بها الحزب تحتاج إلى ترجمة فورية، وإنزالها من إطار "النص" إلى منزلة "الواقع".. فينبغي تسمية ـ بالتشاور مع القوى السياسية الأخرى الجادة ـ نواب الرئيس، ورئيس الحكومة وأسماء الذين ستُسنَد إليهم الحقائب الوزارية.. وفي تقديري أن هذه الخطوة ستفضي إلى "توافق" حقيقي سيوفر لمرسي فرصة الفوز بمنصب الرئاسة.. متجاوزًا صفتَه "التنظيمية ـ الإخوان" إلى رحاب "الجماعة الوطنية" كرئيس لكل المصريين.. وهي خطوة هامة لتسكين الشارع بعد فوزه، والحيلولة دون حدوث اضطرابات سياسية.

فالرضا العام شرط أساسي لاستقرار منصب الرئاسة في الفترة الانتقالية التي قد تستمر لعدة سنوا

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 22 مشاهدة
نشرت فى 1 يونيو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

309,489