7
فراج إسماعيل
29
مايو
2012
07:10 PM


لا يقر عاقل ومحب لمصر ما يجرى من أنصار حمدين صباحى وخالد على.. ولا أدرى سبب هيجان الأخير وقيادته للمتظاهرين من شارع إلى شارع حتى ميدان التحرير، مع أنه حاصل على المركز السابع ببضع عشرات من الأصوات، أى أنه حصل على أصوات عدة شقق لا أكثر ولا أقل!

التهييج والمظاهرات التى حرقت مقر حملة شفيق فى الدقى تشوه صورة مصر وحضارة شعبها وتضعه فى درجة عدم النضج الديمقراطى التى قالها عمر سليمان وقبله أحمد نظيف.. الاحتجاجات التى ترفض شفيق باعتباره من الفلول ورئيس حكومة موقعة الجمل، ومعه مرسى لأنه مرشح الإخوان، ولذلك وصف حمدين صباحى الاثنين بأنهما كابوسان.. كابوس الدين وكابوس العسكر.. ولا أعرف كيف استباح لنفسه أن يسمى الدين كابوسا؟!

نتيجة الانتخابات مهما كان الاختلاف على ما شابها من أخطاء، تحظى بثقة المنظمات الدولية التى وصفتها بالنزاهة والشفافية، وفى مقدمتها مركز كارتر للانتخابات، وبذلك فإن لديها شرعية تحيطها بالحصانة وتعتبر الانقلاب عليها فوضى وانقلابا وتخريبا وسلبا لإرادة الأغلبية.

التهييج لا يقتصر على الشوارع والميادين ومنصات الإعلام والنشطاء السياسيين، بل خرجت شرارته من اللجنة الرئاسية التى رفضت الطعون دون سند مقبول، مع أنها قبلت طعن شفيق خلال ثوان بعد استبعاده تطبيقًا لقانون العزل الذى حولته للمحكمة الدستورية، ثم تركته هناك فى الثلاجة لأن رئيس المحكمة هو رئيس اللجنة الرئاسية، الذى رفض الرد على الأسئلة بخصوص موقف شفيق إذا صدر الحكم بدستورية القانون؟!

عاشت القاهرة ليلة مظلمة بسبب هذا التهييج الذى يتساوى فيه قضاة اللجنة الرئاسية والمحكمة الدستورية مع متظاهرى الشوارع والميادين..

مصر يعوزها قضاة يمتعون بروح القانون وسعة التفكير وسرعة الأحكام، ومتظاهرون يعبرون عن آرائهم بطرق سلمية ووسائل قانونية. تعوزها يد حديدية من الجهات الأمنية تحفظ مصالح الناس وأمنهم وطرقهم وأعمالهم وبيوتهم.. وإلا فإنها أمة فى خطر، وبث الذعر سيملأ كل مكان من غير رادع.. علينا أن نتعلم من سلطات الدول الديمقراطية طرق حزمها مع الخارجين عن الشرعية.

قلت كثيرًا من قبل.. القادم أسوأ.. أعدل القول قليلا بأنه مرشح لكوارث ومصر تضيع وربما تحترق.. وربما ربما تشهد حروب الميليشيات.