authentication required





محمود سلطان
28
مايو
2012
07:35 PM


لا أتمنى أن تتمادى القوى الوطنية التي توصف بـ"المدنية" في دلالها ودلعها، وأن تتشدد في شروطها لدعم مرشح الحرية والعدالة.. أعلم أن ثمة "عدم ثقة" موجودة لأسباب كثيرة لا نريد الخوض فيها الآن.. ولا ننسى أن "السياسة هي فن الممكن" .. وقديمًا قالوا : إذا أردت أن تطاع فأمُرْ بما يستطاع.. غير أن البعض يعتقد بأن "زنقة" الإخوان كبيرة إلى الحد الذي يغري بالضغط عليهم بشروط قد تتجاوز أي سقف سياسي أو أخلاقي.. وهو تقدير خاطئ لا يستند إلى الحقائق على الأرض.

ويبدو أن "الغُلاة" نسوا تجربة استفتاء مارس قبل الماضي.. والانتخابات البرلمانية الأخيرة.. والتي تؤكد أنه إذا اتفق الإخوان والسلفيون على "أمر جامع" فإن النتيجة محسومة لصالحهم في النهاية، وفي تقديري أن الذي ضيع أبو الفتوح.. وأدخل مرسي الإعادة.. هو تفتت الصوت الإسلامي وإحجام كتلة كبيرة من القوى السلفية عن المشاركة، بسبب الاضطرابات الواسعة التي بدت عليها القيادات الدينية السلفية وانقسامها، ما أثر سلبًا فى المريدين والأتباع والمحبين، خاصة أن الأطر السلفية لا تنتظم من خلال "علاقة سلطة" تقوم على "السمع والطاعة".. وإنما هي "ولاية أخلاقية" لا تلزِم الرأي العام داخلها بالنزول عند "قرار" أعلى سلطة بها.. فالسمع والطاعة في "الإخوان" ـ مثلاً ـ يقابله اتباع "الدليل الشرعي" عند السلفية.. وهو الفارق الذي لا يُنتبَه إليه في ظل النظر إلى الحالة الإسلامية باعتبارها كتلة واحدة.

لم يعد أمام الإسلاميين ـ على اتساعهم وتنوُّعهم ـ خيارات كثيرة ومتعددة، تفضي إلى "التفتت" و"الانقسام" أو التزام البيوت اتقاءَ "الفتنة".. وإنما خيار واحد وهو مرشح الحرية والعدالة "محمد مرسي".

ولعل جولة الإعادة ستكون أقرب ما تكون إلى خبرة استفتاء مارس، وبرلمان ما بعد الثورة.. إذ سيحتشد الإسلاميون جميعًا خلف مرشحهم القادم من داخل رحِم المناضلين الإسلاميين.. بمعنى أنه من المرجح أن يُحسم مستقبل المقعد الرئاسي لمرسي، بدون أية مساندة من القوى الأخرى التي توصف بـ"المدنية".. وهي وإن كانت النتيجة التي يريدها الإسلاميون إلا أنها تعني وجود رئيس جاء على غير رغبة قوى سياسية أخرى شاركت في الثورة، وقادرة على المشاغبة وإثارة المتاعب في الشارع وعلى الفضائيات ضد الرئيس المنتخب، وإرباكه وهدر طاقاته وإدخال البلاد إلى أتون الاضطرابات السياسية.

ولذا فإن "التوافق" مع القوى الوطنية قبل جولة الإعادة.. هي مسألة فقط "رمزية".. وليست حاسمة فيما يتعلق بنتائج الانتخابات.. وتظل من قبيل تهدئة البيئة السياسية والأمنية في المرحلة الانتقالية والتي قد تطول وتتجاوز السنوات الأربع القادمة.

فعلى الجماعة الوطنية المصرية أن تتحلى بالمسؤولية.. وتعرف قدْرها ووزنها.. وأن لا تغالي في مطالبها.. وعلى الإخوان أن يخلصوا النية في الالتزام بشعارهم "مشاركة لا مغالبة"، والذي فشل في أكثر من اختبار.. وعليهم اليوم سداد "الفاتورة" وتجاوز "مرارات" هذه "الرذالة" التي ما انفكت تمارسها القوى "المدنية".

[email protected]

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 44 مشاهدة
نشرت فى 30 مايو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

309,496