112
محمود سلطان
05
مايو
2012
07:40 PM


استطاع المجلس العسكرى أن يفض اعتصام العباسية، بطريقة "شِيك".. يعنى كان لديه خُطط لمواجهة المحتجِّين، بدون خسائر كبيرة.. وهو ما يثير التساؤل مجددًا بشأن دوره فى الأيام التى سبقت وسقط خلالها عشرات القتلى والجرحى!

فإذا كان "العسكرى" قادرًا على فض أى احتجاج بدون "قتلى"، فلِمَ ترك الشباب تنهش لحمَه "وحوشٌ" ضاريةٌ مسلحةٌ بالبلط والجنازير والسيوف، وقنابل المولوتوف والمسيلة للدموع، وبالرصاص الحى أيضًا.

مسألة ـ فعلاً ـ محيرة.. ولماذا لم يفعلها فى أحداث ماسبيرو، ومحمد محمود ومجلس الوزراء؟!.. ولعل السؤال الأهم، يتعلق حول ما إذا كان هناك قرار لـ"تأديب" المتظاهرين.. وإبراق رسائل تفيد بأن فاتورة التظاهر.. ستسدَّد دمًا وجثثًا ونعوشًا تحمل جثامين شباب "مثل الورد"، وتسلم إلى ذويهم كـ"مكافأة" ممهورة بخاتم "النسر" لتذكيرهم بسوء العاقبة!، كلما هَمَّ آخرون بإعادة وهج الثورة مجددًا فى النفوس والضمائر والشوارع والميادين.. كلما استشعروا بخُطى "اللصوص" تقترب من قطف ثمارها، وتسليمها إلى "أيتام" مبارك من جديد؟!

لقد اخترع "البعض" حكاية "اقتحام" وزارة الدفاع؛ ليحشد رأيًا عامًا، مناهضًا لرقابة الميادين لأداء الحكام الانتقاليين من جهة.. وليبرر لـ"السلاح الميرى" استخدام القوة وفق تطورات المشهد فى العباسية، وعودة "البوليس الحربى" إلى ذات المهمة التى استخدمه فيها جمال عبد الناصر، لترويع المعارضة، واعتقال النشطاء وشحنهم إلى ما وراء الشمس.. من جهة أخرى.

العسكريون اعتقلوا مدنيين وأحالوهم إلى النيابة العسكرية.. وقد يقولون إنه حق أصيل للقضاء العسكرى .. وعادة ما يتحدث المجلس عن "حقه" وعن "عرقه"!، فيما لا يتحدث مطلقًا عن حقوق المصريين.. وعلى نحو يشير إلى أن رأيه هو "الحق المطلق"، وما دونه فهو "الباطل".. وعلى ذات النحو الذى نشعره مع كل بيان أو مؤتمر صحفى، والذى عادة ما يخرج بعناوين كبيرة، تتحدث عن المؤسسة العسكرية باعتبارها الجهة الوحيدة التي "تحتكر" حصريًا "الوطنية المصرية".. وهى التى تحدد فحواها ومضمونها وشروطها.. وتنظر إلى الآخرين باعتبارهم شوية "أولاد"، يشاغبون قد يحتاجون إلى "الطبطبة" أحيانًا وإلى الضرب فى "الفلكة" كما حدث فى أكثر من موقف .. وآخرها فى ميدان العباسية.

أتمنى أن يكون "العسكرى" قد فهم رسالة "العباسية".. آملاً ـ فى الوقت ذاته ـ أن تعى القوى الوطنية "خطورة" رضاهم بأن يظلوا على هذا القدر من "العبثية" التى "طمَّعت" فيهم أصحاب الياقات الكاكى.. إذ لم يعد "العسكر" محض حكام من وراء ستار.. وإنما عادوا إلى صدارة المشهد، وأظهروا يوم أمس الأول ـ ولأول مرة ـ العين الحمراء للجميع.. بعدما "طمعوا" فى شباب غض وأعزل باعوهم "المتاجرون" بالثورة.. وبدت أمامهم "الجغرافيا السياسية" لمصر .. كمناطق فارغة، تغرى على التمدد وملء الفراغ، فانتبهوا.

[email protected]

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 58 مشاهدة
نشرت فى 7 مايو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

309,479