محمود سلطان
22
إبريل
2012
07:45 PM


عاد بعض مثيرى الشغب من النخبة المصرية سِيرتهم الأولى، وشرعوا فى وضع العراقيل أمام كتابة الدستور قبل الانتخابات.. بزعم أنها مهمة مستحيلة، وأن ما تبقّى من الوقت لا يكفى.. مع التهديد بـ"ثورة" ثانية حال تأجّلت انتخابات الرئاسة، إذا لم يُنجز "الدستور أولاً".

المدهش أن مثل هذا الكلام يشارك فيه "مرشحون" للرئاسة، هم الأوفر حظًا بالفوز، فيما يعتبر خفة لا تليق بجلال المنصب وهيبته الذى يحلمون به.

والحال أن المجلس العسكرى لن يكون مضطرًا إلى تأجيل الانتخابات، حال "تمايَصَتْ" القوى الوطنية وغالت فى "دلعها"، وعلقت كتابة الدستور إلى أن تنتهى وصلات "الردح" فيما بينها؛ لأن القانون يعطى لـ"العسكرى" الحق فى كتابة الدستور إذا حان موعد الاستحقاق الرئاسى، والنخبة مصرة على أن يقدم الإخوان والسلفيون اعتذارًا على تصويتهم بـ"نعم" فى استفتاء 19 مارس فى العام الماضى.. كشرط لقبول التفاوض بشأن إعادة تشكيل تأسيسية الدستور.

والأكثر دهشة.. أن النخبة تتحدث وكأنها فى جبال "تُورا بُورا".. أو أن مصر بلد قادم من عالم آخر لا تراث سياسى ولا عمق تاريخى وحضارى له بالمرة.. وأنه يحتاج إلى دستور يُكتب "من أول وجديد".. وهى المهمة "المستحيلة" التى تحتاج ـ بحسب رأيهم ـ الجلوس تحت "الصفصافة" إلى أجل غير مسمى!!

ويتردد مثل هذا الكلام .. على الرغم من أن نحو 95% من مواد الدستور المقترَح، تحظى بتوافُق عام، بما فيها المادة الثانية ولا خلاف إلا على ما يتعلق بنسبة العمال والفلاحين ومستقبل مجلس الشورى وشكل النظام السياسى، وما إذا كان برلمانيًا أو رئاسيًا أو مختلطًا.. فيما يظل دستور 71 هو الأصل الذى يرى أساتذة القانون الدستورى وبعض النخبة التى تتسم بالرصانة، أنه دستور جيد ويحتاج إلى تعديلات طفيفة،  فضلاً عن دستور 54، وهو واحد من أفضل ما كُتب، وشارك فى وضعه رواد النهضة المصرية والعربية فى العصر الحديث، مثل: عبد الرزَّاق السنهورى، رئيس مجلس الدولة، وأحمد محمد حسن، رئيس محكمة النقض، والشيخ حسن مأمون، رئيس المحكمة العليا الشرعية، والدكتور طه حسين وأحمد لطفى السيد وأستاذ القانون الدستورى الدكتور السيد صبرى والدكتور عبد الرحمن بدوى ومصطفى مرعى وفكرى أباظة ومكرم عبيد وإبراهيم شكرى وغيرهم.. ناهيك عن دستور 23، وهو واحد من أفضل الدساتير فى العالم.

مصر إذن تمتلك تراثًا عظيمًا فى ذلك الشأن.. يمكن الاعتماد عليه، فى إنجاز دستور ما بعد ثورة يناير، خلال أيام وليس أشهرًا أو سنوات.. غير أن "المرجفين" فى المدينة، ما انفكُّوا يثيرون الفتن بشأنه.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 55 مشاهدة
نشرت فى 22 إبريل 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

309,481