3
محمد على خير
20
إبريل
2012
07:40 PM


ليس مواطنًا عاديا, أو عالما إسلاميًا عاديًا, كما أنه ليس مثقفا عابرا, ومنصبه أيضا غير عادى, كل ما يتعلق به وبشخصه ومكانته ليس عاديا ومن ثم فإن أفعاله لايمكن تفسيرها كتصرف شخصى مثلما قال, إنه العالم الجليل رفيع القامة والقيمة الدكتور على جمعة مفتى مصر والسياسى وعالم الدين, وقائد الرأى الذى يحرك الجماهير, فتصرفه وكلامه وتعليقه بمثابة الفتوى, فكيف لرجل هذا حاله ثم يخرج منه هذا التبرير عن فعلته خارج السياق عندما زار القدس.

يبرر فضيلة المفتى تلك الزيارة تبريرات غير مقنعة – بالنسبة لى على الأقل- مثل قوله بأن الزيارة كانت شخصية, ونسى فضيلته أن الذى قام بتلك الزيارة هو مفتى مصر, تلك الدولة الكبيرة، التى قام شعبها بثورة عظيمة أطاحت بنظام حكم فاسد, ذلك النظام الذى دعم إسرائيل على حساب المصالح العليا للشعبين المصرى والفلسطينى, كما أن هذا الشعب المصرى أعلن عن غضبته أكثر من مرة خلال العام الماضى ضد الاحتلال الإسرائيلى, فكيف للمفتى أن يزور (تطبيعا) دولة الاحتلال حتى لو برر ذلك بأنها زيارة شخصية؟

ويرى فضيلة المفتى أن الدعوة جاءته من الملك الأردنى، وكانت الحراسة أردنية كما أن جواز سفره لم يتم ختمه من السلطات الإسرائيلية ونسى فضيلته أن الزيارة فى معناها هى تطبيع مباشر مع الدولة الإسرائيلية، وأن الأخيرة سوف تستفيد، وتستثمر تلك الزيارة لمصالحها، ولم تكن تتوقع زيارة فضيلة مفتى مصر.

كيف اقتنع د.على جمعة بأن تلك الزيارة ليست رسمية وأنها لا تمثل الأزهر ودار الإفتاء, ونسى فضيلته أن يسأل نفسه سؤالا مفاده: هل بوسع أى عالم دين مسلم وليس مفتيًا أن يزور القدس بدعوة ملكية من ملك الأردن وتحت حراسة الأمن الأردنى أم أن هذا الترتيب للزيارة قد جرى للدكتور على جمعة بصفته مفتى مصر وليس بصفته الشخصية, ثم هل بمجرد أن تتم دعوته لزيارة القدس فتكون الاستجابة الفورية لأنه لا يستطيع الرفض ولا أعرف تفسيرًا لذلك, فلماذا لم يرفض فضيلة المفتى الدعوة, فهل صاحبها ضغط ما؟, لقد كان بوسع فضيلة المفتى الاعتذار عن قبول الدعوة لأن مصر ومؤسساتها ترفض التطبيع مع الكيان الإسرائيلى المحتل.

يكمل د.على جمعة موضحًا أسبابًا أخرى للزيارة منها مثلا أنه استمع إلى معاناة المقدسيين بسبب الاحتلال الإسرائيلى وكيف يعيشون فى واقع مأساوى صعب, وتناسى فضيلة المفتى أن العالم كله رغم أنه لم يزر القدس المحتلة إلا أنه يعرف حجم المأساة التى يعيشها الفلسطينيون, فكيف الحال ومصر لايخلو يومها من زيارة فلسطين سواء على المستويين الرسمى والشعبى, مما يجعلنا نستمع إلى شكواهم دون حاجة للتطبيع مع العدو الإسرائيلى.

لا أقبل التشكيك فى نوايا العالم الجليل د.على جمعة فهو عندى صاحب المقام الجليل لكن بزيارته للقدس فقد جاوزه الصواب وما كان لمن هو فى مكانته أن يفعل ما فعله, رغم يقينى أن السلطات المصرية كانت على علم بتلك الخطوة ووافقت.

نرجو من د.على جمعة مراجعة نفسه والاعتذار عما جرى حتى لا يكون مبررا لآخرين كى يفعلوا ما فعله فضيلة المفتى؟ هفوة العالم بمائة ألف.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 23 مشاهدة
نشرت فى 21 إبريل 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

306,242