41
سيد علي
13
إبريل
2012
07:11 PM


لست ممن ينصبون أنفسهم متحدثًا باسم الآخرين حتى ولو كانوا من الأقربين ولهذا أتوقف كثيرًا عند من ينصبون أنفسهم أوصياءً على الناس ويحسبون فى أنفسهم الحكمة والرشد والصلاح، ذلك أن هؤلاء يعتقدون أنهم الأرقى والأكثر علمًا وخبرةً من الشعب الأمى الجاهل الذى لا يستحق الديمقراطية طالما لم يأتِ بهم فى الانتخابات، وقد أثبتت التجربة المصرية أكثر من مرة أن الشارع أكثر وعيًا وطهرًا من نخبته وأن حسابات الناس العادية وطنية خالصة عكس نخبته التى تعمل لحسابات حزبية وأيديولوجية وشخصية، وقد ظهر ذلك فى عمليات التحرش التى تمت بعد الثورة بقليل وانقسام المصريين فسطاطين فيما عرف أيامها الدستور.

أولا وأزعم وكنت شاهدًا فى كواليس الإعلام أن ساويرس وجماعة العلمانيين وفلول اليسار هم من أوقد نار الفتنة والتقسيم وقبل الاستفتاء شنوا الحملات الإعلامية والإعلانية، ويومها قال الشارع كلمته وتكرر المشهد مرة أخرى قبل الانتخابات البرلمانية فيما عرف وقتها بضرورة صدور قانون الغدر لمنع أعضاء الوطنى المنحل من الترشح، ولم يصدر، وجرت الانتخابات ومرة ثانية استبعد الناس كل مرشحى الحزب الوطنى ولم يفهم النواب أو النخبة أن الضمير العام للناس لا يحتاج لوصاية حتى فوجئنا بالنائب عصام سلطان وعدد كبير من النواب والمرشحين للرئاسة وبعض المثقفين ينتقدون ترشيح عمر سليمان للرئاسة وذهب بعضهم لوصف ذلك بأنه إهانة لمصر والمصريين ولدماء الشهداء، حتى تقدم النائب سلطان بمشروع قانون يمنع رموز النظام السابق من الترشح للرئاسة، وبدا وكأن هناك تصفية حسابات وإننا عدنا مرة أخرى لتفصيل قوانين على أشخاص وهذه بداية مؤسفة لما ما بعدها وسوف تدفع مصر الثمن كما دفعته فى أعقاب يوليو 52 ويونيه 67 ومايو 71، وكما دفعته ثورات كثيرة بدأت بتصفية الحسابات وتقسيم الناس فى عصر مختلف تمامًا، وفى أعقاب ثورة عظيمة قامت لتدافع عن الحرية والعدالة والكرامة ثم نرى أن من يقوم بذلك هم أكثر الذين عانوا التعسف وظلم وقهر النظام السابق، وكان أولى بهم ضرب المثل، أقول ذلك متمنيًا ألا اضطر للشرح دفاعًا عن وجهة نظرى، لأنه من نكد الدنيا على الصحفى أو الكاتب أن يشرح ما يكتبه وأن يعلن مقدمًا براءته من سوء الظن الذى يبديه بعض القراء من تعليقاتهم من جماعة إن لم تكن معى فأنت ضدى، أقول ذلك وأعلم أن هناك حظوظًا كبيرةً لفوز عمر سليمان بالرئاسة إذا سارت الأمور بشكل طبيعى وأنه سينافس وبقوة على عكس ما يتمنى كثيرون لأسباب موضوعية وأخرى نتيجة لأخطاء المنافسين ومثلما كان الإخوان يحصلون على بعض المقاعد نكايةً فى الحزب الوطنى وكرهًا فيه سيحصل سليمان على كثير من الأصوات بنفس الطريقة وقد ساعد تردد ومناورات الإخوان فى مسألة المرشح الأصلى والاحتياطى فى البلبلة ثم كان ما وقع لحازم أبو إسماعيل ومسألة جنسية والدته فى بعض التغيير للصورة النمطية للإسلاميين عند الناخب، إضافة إلى أن الماراثون الطويل لبقية مرشحى الرئاسة أفقدهم جزءًا من اللياقة السياسية ثم كانت الأزمات المتتالية من انفلات أمنى وبلطجة وأزمات معيشية ونقص البنزين والسولار مع شحنات الإحباط التى تبنتها برامج التوك شو اليومية إضافة لكثير من الميزات النسبية لعمر سليمان كرجل كان فى قلب المطبخ السياسى وصمته الذى يعطيه غموضًا أكثر وتخصصه الأمنى يداعب آمال المحبطين فى حياة هادئة آمنة إضافة لحشد الأقباط للتصويت وهكذا فإن هناك فرصًا كثيرة له ربما استدعت تفصيل قانون له ولكن سنة الله فى الأرض لن تجد لها تبديلاً والرأى عندى أن عمر سليمان هو هامان مبارك، والغريب أن لفظ هامان جاء فى القرآن فى ست آيات مقترنًا بفرعون، ومن المعروف أن فرعون هو اسم حاكم مصر ولم يتحدث القرآن عن فرعون إلا وربطه بهامان فقد اشترك كلاهما فى الكفر والتكذيب بسيدنا موسى وكان هامان سندًا وعونًا دومًا للفرعون وتذكر كل كتب التاريخ أن هذا الهامان ترقى وصار قائدًا للمركبات وناظرًا للخيول الملكية وكان رسول الفرعون للدول الأجنبية، ومن المعروف أن اسم هامان لم يرد ذكره فى أى كتاب حتى جاء بالقرآن الكريم وعرفناه بعد فك طلاسم الهيروغليفية بكشف حجر رشيد، وتم الكشف عن وجود شخص مقرب من الفرعون اسمه هامان مسجل على أكثر من حجر أثرى، وهناك حجر عليه هذا الاسم موجود فى متحف "هوف" فى "فيينا" ثم عرفنا بعد ذلك أن هامان ليس اسمًا لشخص ولكنه لقب لنائب الفرعون مثلما يطلق على الفرعون على حاكم مصر أو ملكها وهو ما يؤكده العالم الفرنسى "موريس أكاى" بعد بحث علمى مستفيض يقف بجانب رواية القرآن ويدحض كل ما يخالفه فى التوراة فى "سفر استير" وتلك رواية أخرى، عمومًا جاء ذكر هامان فى ست آيات لمن يريد العودة فى سور "القصص" آيات 6و8 و38، وفى الآية 39 "العنكبوت"، و24 و36 "غافر"، وخلاصة القول عندى إن مصير أى هامان هو نفس مصير سيده الفرعون وهذا قول الله وسنته التى لن تجد لها تبديلاً.

 

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 34 مشاهدة
نشرت فى 14 إبريل 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

305,491