محمود سلطان   |  02-02-2012 13:03

أرجعت بعض القراءات، تنامى النفوذ السياسى للتيار الإسلامى جماهيريًا، إلى انسحاب الدولة أيام مبارك عن المجتمع، وعن القطاع الخدمى، ما أفضى إلى فراغ إنسانى كبير، تمدد فيه الإسلاميون عبر شبكة واسعة ومنظمة من الخدمات الاجتماعية، التى كان الناس يحتاجون إليها، ما أكسبهم حضورًا جماهيريًا كبيرًا قطفت ثماره فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

الوضع هذه الأيام، ربما يكون شبيهًا مع بعض الاختلافات ولعله يكون الأخطر عما كان أيام الرئيس السابق.. فإذا كانت الدولة تخلت عن دورها الاجتماعى أيام مبارك، فأكسبت الإسلاميين "شرعية اجتماعية" موازية لشرعية السلطة.. فإن الدولة ـ بعد الثورة ـ تخلت عن دورها الأمنى، لتترك فراغًا أمنيًا، يعطى أيضًا للإسلاميين "شرعية" القيام بدور أمنى لحفظ المرافق العامة.

 هذه الظاهرة كانت شديدة التجلى، يوم 25 يناير الماضى، إذ يُحسب للإسلاميين أنهم تحملوا عبء تمرير هذا اليوم بسلام، وأعتقد أن السلطات العسكرية اليوم، تعلم جيدا أنه لولا الإسلاميون، لشهدت البلاد اضطرابات سياسية لا نعلم حدودها، يوم الاحتفال بذكرى الثورة، وفى الأيام التى تلته.

منذ يوم أمس الأول، تركت الدولة أيضًا، مسئولية تأمين مجلس الشعب للتيار الإسلامى، فيما وقفت على مسافة بعيدة عن محاولات التعدى على مقر البرلمان، وعلى مبنى التليفزيون الرسمى "ماسبيرو".. وهى ظاهرة ربما تكون ثمرة الإرهاب الإعلامى على فضائيات "غسيل الأموال".. وهى الحملة التى ضيقت المساحات التى من المفترض أن يتحرك خلالها المجلس العسكرى، وفق ما تحدد له من مسئوليات سياسية من جهة وأمنية من جهة أخرى.. إذ نجحت الحملات الإعلامية المتطرفة، فى فضائيات رجال أعمال مبارك الفاسدين، فى غل يد المجلس، وتخويفه من اتخاذ إجراء قانونى أو قضائى ضد "البلطجية" التى يجرى استئجارهم والدفع بهم فى اتجاه التحرش بالجيش واستفزازه وإهانته ومحاولة وضع البلد كله فى مأزق الاحتراب الداخلى.

ما حدث فى اليومين الماضيين هو رسالة بالغة الخطورة عن غياب الدولة، وإسناد مهامها الأمنية للقوى السياسية، التى خرجت منتصرة من الانتخابات الأخيرة.. وإذا كان صانع القرار مدفوعًا فى هذا السياق، تحت ضغط المخاوف من الانتقادات العنيفة المتوقعة، حال أعمل القانون لحماية المرافق العامة، وتأمين السلام الاجتماعى، فإن موقفه "المحايد" هنا يكلفه فاتورة سياسية باهظة، إذ يظل تخليه عن الدولة فى هذا الإطار سببًا وجيهًا للمطالبة بإقصائه وإسقاط الشرعية عنه.. بعد أن تخلى عنها ومنحها تحت ضغط الغوغائية الإعلامية فى فضائيات مبارك إلى تيارات سياسية غير مخولة قانونيًا ولا دستوريا بالقيام بدور الدولة.

[email protected]

    تعليقات حول الموضوع

احفظوا مصر فهى حفظ لكم ياعرب والله خير حافظا وهو ارحم الراحمين

فارس نبيل | 02-02-2012 16:16

 الان وليس غدا لابد من توجه قواتنا المسلحه الى مواقعها الاصليه لتأمين البلاد من العدو الخارجى...الان وليس غدا لابد لكل امام مسجد ان يشحذ عزم الناس للوقوف ضد الظالمين ..الان وليس غدا لابد لكل مسلم عربى ان يقف بجانب مصر حتى يحفظها الله بحفظكم لها





" صانع القرار مدفوعًا "

مصرى مغترب | 02-02-2012 15:27

 إن مايقهرنى أحيانا منك هو الألتواء عن قول الحقيقة الساطعة مثل الشمس سمها ماشئت فلول - مجلس زملاء مبارك ولكن من هو صانع القرار هو المجلس العسكرى حاليا-إن مايحدث هو عمل ممنهج من سرقة السيارات - وخطف الأفراد - والسطو على الصرافات والبنوك - والكارثة فى ملعب بور سعيد لمباراة عاديةالتى وصفها رئيس الفيفا بكارثة ومشيرنا أخذها بيسر وسلام وكأنها شىء عادى بيحصل فى ملاعب مصر-وإستخدام السلاح المرخص والغير مرخص...كل هذا يصب فى إتجاه وهدف واحد وهو"تكريس نظام الحكم إلى ماكان علية قبل 25 يناير"





إذا تخلت الدولة عن المجتمع، وعن القطاع الخدمى،وعن مهامها الأمنية ........ا

يســـــرا حبيب | 02-02-2012 15:02

 إذاً ليس لها الحق في جني الضرائب أو أن تحتفظ بجيش الأمن المليوني الذي يتقاضى مرتبه بدون أن يؤدي أي عمل. والأفضل هو عدم وجودهم لأنهم لو لم يكونوا حاضرين في استاد بورسعيد لقام الشباب بتأمين الملعب أو حتى تلغى المباراة لكنهم يقفون ويطمئن الناس لوجودهم ثم يتركون الشغب يحدث وهم يتفرجون (إن لم يكن لهم يد في حدوثه) فهذه هي قمة الخيانة. مشجعوا الألتراس قالوا ما حدث لا يمكن أن يكون شغب ملاعب لأنهم متعودون عليه ويعرفون حدوده.





سوزان مبارك تقود الثورة المضادة وتدير وتوزع مليارات زوجها وأولادها على البلطجية

هاني9 | 02-02-2012 14:50

 كيف يتم ترك تلك المرأة لتدير الثورة المضادة والأموال الطائلة لزوجها وأولادها وتهربها في مختلف البلاد





يجب فصل ضباط الداخلية وقمل الدولة الفاسدون فورا وبلا اي تأخير

مصرية | 02-02-2012 14:25

 أولا : أثبتت الأيام الماضية ومنذ سقوط المخلوع وحنى الآن ان اصحاب المشروع الاسلامي ومؤيديهم هم أكثر فصائل المجتمع إحتراما للقانون وتحمل للمسئولية وحبا للبلد وأثبتوا في كل الظروف معدنهم الأصيل ،ولذا ارسل لهم تحيه ودعوة خالصة بأن يحميهم الله ويبارك فيهم . ثانيا : أعتقد أنه من السذاجة ان تسترد مصر امنها ومازال ضباط قمل الدولة يعبثون بمقدرات هذا البلد ويعيثون فيها فسادا ولم يتم حتى استجوابهم عن الجرائم التي ارتكبوها في شعب هذا البلد الطاهر

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 31 مشاهدة
نشرت فى 2 فبراير 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

309,481