ـ عبد العزيز محمود عبد العزيز محمود | 19-11-2011 01:42 تنهار الدولة - أية دولة - حين تفقد السيطرة على بعض أو كل أراضيها وحين تتآكل فيها السلطة الشرعية، لدرجة عدم القدرة على توفير الخدمات وحماية الأمن والتفاعل مع المجتمع الدولي. لكن الدولة لا تنهار قبل أن تتحول إلى دولة فاشلة تتولى أمورها حكومة مركزية ضعيفة وعاجزة عن إدارة شئون الحكم وتوفير الخدمات والأمن ومواجهة تداعيات التدهور الاقتصادي الحاد. في الدولة الفاشلة تتفكك مؤسسات الحكم وترتفع معدلات الفقر والعنف والفساد والجريمة وتنتشر المظالم الطائفية والعرقية والفئوية وتتدهور الخدمات العامة، كالصحة والتعليم والنقل العام والمياه والكهرباء وتتواصل انتهاكات حقوق الإنسان. مواطنو الدول الفاشلة يعانون من التمييز وعدم المساواة في الثروة القومية والتعليم وفرص العمل وغياب الحريات العامة والجمود السياسي وسيطرة نخبة أو مجموعة على مقاليد السلطة والثروة. في الدولة الفاشلة تنهار قيمة العملة الوطنية وتنتشر تجارة المخدرات والتهريب وكل أشكال الاقتصاد الخفي وتهرب رؤوس الأموال وتعجز الحكومات عن سداد الرواتب والمعاشات والوفاء بالالتزامات المالية للمواطنين. لا توجد دولة فاشلة سيدة قرارها، فالدول الأجنبية والجهات المانحة تتدخل في شئونها الداخلية، وفى مرحلة تالية يسيطر على الدولة أمراء الحرب وقطاع الطرق وزعماء العصابات والبلطجية وتفقد الحكومة المركزية سيطرتها على كل شيء! في العالم الآن 17 دولة هي الأكثر فشلا في العالم - طبقا لتقرير الدولة الفاشلة لعام 2011 -على رأسها الصومال وتشاد والسودان والعراق وأفغانستان وباكستان واليمن وليبيريا وتيمور الشرقية وهايتي ونيجيريا. في هذه الدول كانت هناك أنظمة استبدادية احتكرت السلطة والثروة، وفشلت في توفير الاحتياجات الضرورية للمواطنين، ومع تراكم الأزمات الاقتصادية والسياسية، تفككت مؤسسات الحكم وانهارت الدولة، ولم يعد أمام المواطنين سوى الاحتكام إلى العنف والسلاح. التحدي الأكبر الذي تواجهه دول الربيع العربي – التي تندرج هي الأخرى في عداد الدول الفاشلة - إن الانتفاضات أو الثورات الشعبية التي حدثت فيها تهدد بتحويلها إلى دول منهارة بدلا من أن تقودها إلى الاستقرار والتقدم! في عام ،2006 وصف المفكر الأمريكي نعوم تشومسكى - أستاذ اللغويات بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا - الولايات المتحدة بأنها أصبحت دولة فاشلة، وأنها أصبحت تشكل خطرا على شعبها والعالم، بسبب احتكار أقلية فيها للسلطة والثروة. وما لم يقله تشومسكى إن دولا أخرى كثيرة تسير على نفس طريق الفشل، بل إنها مرشحة للانهيار، إذا لم تتمكن من السيطرة على الاضطرابات الاجتماعية فيها بتوسيع دائرة المشاركة الشعبية في صنع القرار. وفى مصر الآن من يروج لانهيار الدولة والقضاء على ما تبقى من مؤسسات الحكم، والخوف كل الخوف أن تتحول مصر إلى ما يشبه الصومال أو أفغانستان أو هايتي، وعندها سوف نندم جميعا حين لا ينفع الندم!

المصدر: المصريون
abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 48 مشاهدة
نشرت فى 20 نوفمبر 2011 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

305,084