وا إسلاماه بين الصليب والتتار( المغول ){ الفصل الثامن } اللص الكُرْدِى ومَصْرَع السلطان
عَرَفَ التتارُ مكانَ جلال الدين، وكان قد بَقِىَ معه نَفَرٌ قليلٌ من رجاله.فلما أحاط التتار بالمكان، صَبَّ رجالُه الماءَ على رأسه ليفيقَ، وانطلقوا به إلى ( آمَد ) قبل أن يُحْدِقَ بهم التتارُ تماماً. لكنهم مُنِعوا من دُخول( آمد ) وكَبَسَهُم العدو،لكن رجاله شاغلوا التتارَ حتى خَلُصَ منهم جلال الدين.وطارَدَهُ التتار. لكن جلالَ الدين كان لا يُبارَى فى رُكوب الخيْل، ففرَّ منهم واحْتَمَى فى بلْدة ( ميافارقين ) الكُرْدِيَّة ومَلِكِها. فلحِقَهُ التتار، فهربَ إلى جَبَل الأكْرادِ الذين يخْطِفون الناسَ ويبيعونهم إلى النخَّاسين(تُجَّار الرقيق) فلجَأ إليْهم، وقالَ لأحَدِهم:: أنا السلطانُ جلالُ الدين اسْتبْقِنِى وأخْفِ مكانى عن عدُوِّىْ، وسأجْعَلُكَ مَلِكًا!!! فأخَذَهُ الكُرْدِىُّ إلى بيْتِهِ وأوْصَى زَوْجتهُ بِخِدْمَتِهِ.ـ.وكان كُرْدِىٌّ آخرُ قدْ رأى جلالَ الدين فعَرَفه، فتسللَ إلى مكانه وحاول قتله!!!(لأن جلالَ الدين كان قد قتل أخاه فى إحْدَى المعارك). لكن حَرْبَة الكرْدِىِّ أخْطأتْ جلال الدين وأصابت الجِدار. فانتزعها جلال الدين وقال للكرْدِىِّ::: الآن أُلْحِقُكَ بأخيك!!! . فضحِكَ الكُردِْىُّ وقال لجلال الدين: لكنى قد شفيت نفْسِى منك باختطافِ ولَدَيْك!!! . فكانت كلمة الكُرْدِىِّ أشدَّ على جلال الدين مما لو أصابته الحَرْبَة فى كبِدِه، فزلزلت كيانه وأفْقَدَته تماسُكه!!!!!
عجِبَ اللصُّ الكردِىُّ أشدَّ العَجَبِ، إذ رأى السلْطانَ جلالَ الدين واجِماً، ينظُرُ إليْهِ فى حالة من الهول والذهول، والحرْبَة تضطربُ فى يده. وإذا السلطانُ الذى كان يوْما ملءَ السمع والبصر. يقودُ الجيوشَ ويزلزلُ العُروشَ.يجْثو على رُكْبَتيه،ويسْأل اللِّصَّ الكُرْدِىَّ بالحُزْن كُلِّه والضَّعْفِ كُلِّه::!!::[ ماذا صَنَعْتَ بِهِما يا هذا ؟؟؟] ـ قال الكُرْدِىُّ: إنهما عِنْدِى.. ولنْ أسَلِّمَهُما إليْكَ حتَّى تؤمِّنَنى.. فقال جلالُ الدين وقدْ تهلَّلَ وجْهُهُ كأنما رُدَّتْ إليْهِ الحياة!!:قدْ آمنتُك ولكَ من المُكافأةِ أكْثرَ مما تُحِبُّ.. قال الكُرْدِىُّ:: لا أُصَدِّقُ حتى ترْمِىَ الحرْبةَ من يَدِك. فألْقاها جلالُ الدين على الأرض قائلا!!:: اذْهَبْ فأتِنِى بِهِما وسَتجِدُ عِنْدِى ما يَسُرُّكَ ويُغْنيك. فانْطلقَ اللصُّ الكُرْدِىُّ خارِجاً من البابِ حتى إذا أيقنَ بِنَجاتِهِ من بطْش جلال الدين، وقفَ خارجَ البابِ وصاحَ: أيُّها المخْبولُ لقد نَجَوْتُ منْكَ.ـ.وبِعْتُ ولدَيْكَ لِتُجَّار الرَّقيْق من الشام فلن يَعُودا إليك أبَداً .ـ. ولو بِمِلءِ الأرض ذهَبَا!!!!!
وهَمَّ اللصُّ الكرْدِىُّ بالهَرَبِ لولا أنه رأى جلال الدين يسْقُطُ على الأرْض وهو يقول بضعفٍ شديد::[ لا حَوْلَ ولا قوَّة إلاَّ بالله!!!] لقد بيعَ محمــودُ وجهـــادُ إلى النَخَّاسين من تُجَّار الرقيق!!! فَكَرَّ الكُرْدِىُّ راجعاً( عاد ) والتقط الحرْبة فطعَنَ بها جَنْبَ جلال الدين، فنشبَتْ بين ضُلوعِهِ!! ولمْ يُحاول جلالُ الدين أن يدْفعَ الكرْدِىَّ عن نفسه، واستسلمَ قائلا:[هنيئاً لك كُرْدِىُّ، لقد ظفرْتَ برَجُل أعْجَزَ جنكيزخان!!!].
ونظرَ السلطانُ الذى كان يوْما مُعَظَّما إلى اللصِّ مُتَوَسِّلا:!: إجْهِزْ علىَّ وأرحْنِى من هذه الحياةِ، فلا خير فيها بعد محمـــــود وجهــــاد. وأراد الكرْدِىُّ أنْ ينْزعَ الحَرْبَة الناشِبَة بين الضُّلوع، فلم يسْتطعْ حتى ساعَدَهُ جلالُ الدين على ذلك!! وهو يقول:[ عَجِّلْ بِمَوْتِى حنانيْكَ ]( رجاءً). وسَدَّدَ اللصُّ الحرْبَة إلى صدْر جلال الدين فدَقَّها فيه حتى نفذ سِنانُها إلى الأرْض وهو يقول::{ هأنذا قدْ أرحْتُكَ من الحياة، ياابن خوارزم شاه}.ـ.
وجَحَظتْ مُقْلتا جلال الدين(عيْناه) وكأنه يرى شبَحا أمامه حتى فاضت رُوحُهُ وهو يقول!!!::: أيُّها البُخارى الصالح!!! أيُّها الحاجُ البُخارى!!! ادْعُ لِى عِنْدَ ربِّك ، عَسَاهُ يغْفِرُ ذنوبى ويُكفِّرُ آثامِى!!!!!!!!
فماذا بعد!!!!؟؟؟؟؟ نُكْمل إن شاء الله
عبد القدوس عبد السلام العبد .. موبايل 01092255676
ساحة النقاش