قُطوفٌ من هامش السيرة { الفصل الثانى عشر } انتقام النجاشى
حينَ عَلِمَ النَّجَاِشىُّ(ملكُ الحَبََشةِ) بِمَحْرَقةِ الأُخْدودِ غَضِبَ أشدّ الغَضَبِ وأقسم أن يُزِيلَ حُكْمَ(ذى نُوَاس بن تُبَّع) وأن يُذِيقَ حِمْيرَ واليمنَ من صُنوفِ العذابِ والتنكيلِ ألوانا.ـ.وأرْسَلَ النجاشِىُّ ذلكَ العربىَّ النصرانىَّ(المسيحى) الذى هَرَبَ من المَحْرَقَةِ فى الأُخْدود ومعه الإنْجيل الذى مسّتهُ النارُ إلى قيْصر(ملك)اليونان يطلُبُ مَدَدا من السُفُنِ لتنقُلَ جُنْدَ الحبشة إلى أرضِ اليمن.ـ.طلَبا للثأرِ والانتقام من حِمْير واليمنِ وابنِ تُبَع ويهودِ قوْمِهِ.ـ.فأرسلَ القيْصَرُ بِدَوْرِهِ إلى حاكمِ الإسكندرية يأمُرُهُ أن يُدَبِرَ أسْطولا كبيرا لا يقِلُّ عن مائةِ سفينةٍ ويُرْسلَ به إلى النجاشىِّ انتقاما لإخوانهم المسيحيين الذين أُحْرٍقوا فى الأخاديد(جمع أُخْدود).
عَلِمَ أحدُ كبار التُّجار الذين يجوبون البِحارَ بأمْر الأُسْطولِ المطلوب.فعرضَ على حاكم الإسكندرية أن ينهضَ بأمرِ تدبيرالسُّفُنِ وأن يُرِيحَ الدوْلة مما قد تتكلَّف فى سبيله من الجُنْدِ والمال والمشقَّةِ.ـ.قال الحاكم مُبْتَسِمَا: لا أرى فى ذلك بأسا.ـ.فهو يُرِيْحُ الدولة، وينْفَعُكَ فى تجارتك فما أرى أن هذه السُفُنَ ستذهبُ فارغة أو تعودُ فارغةً.ـ.وانَّك ستُحقِقُ من وراء ذلك الربحَ الوفيرَ.ـ.وإنها ستعودُ مُثقلة بخير ما تنتج الهند واليمن والحبشة من ضُروبِ التجارة وعُرُوضِها.ـ.وجهَّز التاجر الكبيرُ أكْثرَ من مائة سفينة حَمَّلها من صنوفِ العُروض مما تزرعُ وتنتجُ مصرُ.ـ. وبعد ستة أشهُر أقلع الأُسطولُ العظيمُ من البحرالأحمر فى طريقه إلى الحبشةِ.فلما بلغ التاجرُبأُسطوله العظيم بلاد الأثيوبيين.ـ.أُسْتُقْبِلَ استقبال الفاتحين الظافرين.،.فقد كانت نارُ الغَضَبِ فى صُدورهم أشدُّ من نار المحرقة، ثم قام التاجر بتصريف تجارته ثم تجهيز السُّفُنِ بعد ذلك كى تُشْحَنَ بالجُنْدِ والسلاح والفِيَلَةِ.. تحت قيادة القائد الأول أرْياط..ونائبه القائد الثانى أبرهة.
عبرت السُفُنُ البحرَ ونزل الجُنْدُ بأرض اليمن بغيْرِ عناء.ـ.فإنَّ الملكَ العربىَّ ما إن رأى كثرة الجُنْدِ والسلاح والأفيال المُرَوِّعَةِ(المُخيْفةِ) حتى وجَّه فرَسَهُ نحْوَ البحرِ فاقتحَمَهُ ليموت غريقا.ـ.وتفرَّقَ جُنْدُ اليمن وأشرافها من الأقيال والأذواء.ـ.وخلُصت لجُنْدِالحبشة الطريق إلى صنعاء. ثم توَجَّهَ الجيشُ إلى نجران ـ فرأى أرياط(القائد الأول) من آثار المَحْرقةِ وأطلالِها ما يُمَزِقُ الأفْئدة ويُذيب النُفوس فانتقم الجيشُ من اليهودِ شرَّ انتقام بما لا تنساه الأيام.ـ. ثم بُنِيَتْ الكنائس وانتشر التعمير وأصبح النصارى آمنين ـ ودخل كثيرٌ من أهْل اليمن فى النصرانية رغْبة أو رهبة ثم عاد الجيشُ إلى صنعاء. وطلب القائد الأول أرياط من التاجر أن يتركَ للجيش ثُلُثَ السفن على أن يُعَوِّضَه بالمال والعُروض.ثم بدأ التاجر الكبير شحن بقية الأسطول بعُروض اليمن من زراعة وصناعة وغيرها من النفائس.ـ.ثم وقع خلاف شديد بين القائدين أرياط وأبرهة.ـ.فالأول يرى الاكتفاء باليمن كمستعمرة حبشية يستغلُّ ثرواتها ويستذلُّ أهلها،ويسخرهم للسادة الفاتحين، وأما الثانى فيرى نشر الدين المسيحى بقوة السلاح فى بلاد اليمن وخارجها.{ عملا بمشورة بعض القسس الذين أخبروه أن نبى اّخر الزمان قد اّن أوان موْلده بمكة} وانضم لكلٍ منهما جانب من الجيش... فوجد أرياط أنه لا سبيل إلا أن يضرب بعض الجيش ببعض.ـ.أو ينتظر أمر النجاشى.ـ
هنا قرر التاجر أن يبقى باليمن، وطلب من شُركائه أن يُكْمِلوا الحملة التجارية، أما هو فباق ليعلمَ نهاية الحملة العسكرية.ـ.ثم وصل رسولُ الملك النجاشى ليبلغ القائدَ الأول أرياط أن النجاشى يكْرَه أن يقتتلَ الجيشان فتُسْفك دماءُ الأبرياء من الجُنْد ويقترحُ على القائدين المُبارزة فأيهما ظفر بِصاحِبِهِ كان الأمْرُ إليه . فلما التقى الخصمان(أرياط و أبرهة) بطش أرياط بِعَدُوِهِ أبْرهة لكن الحَرْبَةَ لم تقتلْه وإنما شَقَّتْ جَبْهَتَهُ وأنْفَهُ وشَفَتَهُ فأسْرَعَ عبْدٌ من عَبيدِ أبرهة فضرب أرياط من خَلْفِهِ فأرداه قتيلا وفاز أبرهة بالغدر والخيانة .ـ. ثم اجتمع الجيش تحت قيادة { أبرهة.... الأشْـــرَم .... } وهنا وقع فى نفس التاجر أن هذه النتيجة ليست من عمل الإنسان ولا المُصادفة وإنما هى (قضـــــــاءُ اللــــهِ لأمــر يـُــراد)
فماذا بعد... نكمل إن شاء الله .. عبد القدوس عبد السلام العبد موبايل 01092255676 تم تعديل الموبايل إلى 0109
ساحة النقاش