abdelaliem

موقع مخصص (بالتكنولوجيا الحديثة بوجة عام وبالاعلام بوجة خاص)

 

صحافة الضاحك الباكي

لم تكن المباراة الودية التي انتهت بنقطة لكل فريق وحدها مثالا للطرح الضاحك الباكي في الصحافة لازالت تمارس الكثير من المضحكات المبكية مما هو اشد وقعا من مجرد صحفي يعتقد ان المباراة الودية ذات نقطتين غير ان الكوميدية الشكلية لهذا المثال جعلته وحده على السطح حتى عند اولئك الذين يمارسون كوميدية موضوعية بحق الرياضة السعودية بصفة يومية وإلا فأي التقاء يمكن ان يقوم بين نقطة مباراة ودية وهذه النقاط الحاتمية التي تمنحها بعض الأقلام لأي قرار ؟ وأي تقابل يمكن رصده بين من يبكي على النقطة الأخرى الضائعة في مباراة ودية و بين من يبكي على لاعب نسقه أحد الأندية ؟ و أي تصفيق ساخر قد تسجله ضد من جعل المباريات الودية محل سباق محموم على النقاط ومن جعل اللاعبين المنسقين محل سباق محموم على الأموال ؟ بل اننا لانستطيع المقارنة بين سطور تسجل النقاط الودية وسطور تسجل المشاعر الودية و لا نجد حسابا مشتركا ضد الإحتفاء الطاريء بأبعاد التعادل النقطي لفريق ما في لقاء ودي وضد الإحتفاء اليومي بأبعاد المقومات الشكلية للاعب ما .

إنها امثلة قد تظل ظاهريا اقل سخرية ودموعا من حكاية النقطة الودية لكن الدخول في مدلولات وآثار هذه الأمثلة سيجعل القاريء يضحك ويبكي كما لم يفعل من قبل وهو يقلب صفحة رياضية .

هؤلاء الذين يطبلون للقرار امس كيف يطبلون لإلغائه اليوم ؟ يكتبون انه لمصلحة الرياضة فاذا صدر قرار معاكس له كتبوا ايضا انه لمصلحة الرياضة ! كيف هذا وليس بين القرارين مرحلة زمنية يمكن ان تجعلها لمصلحة واحدة وفقا للمقتضيات المرحلية ؟

هؤلاء الذين اقاموا الدنيا ولم يقعدوها بعد من أجل لاعب نسقه احد الأندية هل يدركون ضد من هم يكتبون ؟

إنهم يكتبون ضد إتجاه الأندية السعودية نحو مرحلة النظرة العامة التي لا تجعل ناديا يتمسك بلاعب لن يستفيد منه او لن يمنحه الفرصة خوفا من إستفادة ناد آخر منه . وقد كانت الصحافة الرياضية السعودية تصرخ طيلة السنوات الماضية .. نسقوهم .. أعطوهم الفرصة لاندية أخرى خدمة للمصلحة العامة فلما استجابت الأندية خرج علينا من يبكي على لاعب نسقه النصر أو الهلال . ليس هذا فحسب ولكنهم خدعوا المنسقين وصدقوا عروضهم الوهمية فاهدروا عليهم فرصة التسجيل في أندية اقل إنتظارا لاندية أكبر فضاع الهدف العام من التنسيق وضاعت نتائجه إلى اثارة صحفية عقيمة انهالت فيها مئات الآلاف على لاعبين يبحثون عن الفرصة المجانية . هذه الصفحات الرياضية التي تسابق على الإشادة باللاعبين المستجدين و إبراز صورهم إلى درجة ان احدهم وقبل ان يرتدي قميص الفريق رأى صورته بالصفحة الاولى من جريدة رياضية منتشرة . ترى ماذا سيقدم هذا اللاعب وقد حقق احلام الشهرة قبل ان تلمس قدمه الكرة في مباراة رسمية وكيف سيتصرف غدا عندما يبتسم له الحظ فيسجل هدفا او يمنع دخول هدف ؟

رحم الله زمانا ينتظر المستجد طويلا ريثما يرى صورته مع الفريق بل ريثما يرى اسمه مكتوبا بشكل صحيح على صفحات الجرائد بعد ان حل زمان تنشر فيه صور المبتدئين في الصفحات الأولى . تلك المقومات الشكلية للنجومية التي تركز عليها بعض الصفحات الرياضية حيث اصبحت صورة اللاعب اهم دوافع الإهتمام به وفرضه كمادة يومية على القاريء حتى لو كان ينتمي إلى فريق الدرجة الثانية فانني لا أجد ما اقوله عنها سوى انها تمثل تقليدا شاذ للمجلات الإستعراضية ليس على حساب القاريء والمجتمع فحسب وانما ايضا على حساب حقيقة الموهبة وواقع النجومية في الكرة السعودية .

هذه أشياء من أشياء في واقع الصحافة الرياضية السعودية تعطل مسيرتها وتحجم انطلاقتها فتهمش دورها وتعبث بإهتماماتها أكبر مما فعله ذلك الصحفي الذي اعطى للهلال السعودي نقطة واحدة فقط بتعادله مع الوصل الإماراتى وديا .

المصدر: http://www.aldwaish.com
abdelaliem

الاعلام بداية تطور جميـع المجالات

  • Currently 75/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
25 تصويتات / 241 مشاهدة
نشرت فى 5 مايو 2010 بواسطة abdelaliem

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

160,646