- مهارة التحدث :

إن النسبة الأكبر من الاتصالات مع الآخرين تتم شفهياَ، ولذا فإنه من الأهمية تمتع الانسان بمهارة التحدث، فإنها تعتبر من أهم المهارات اللازمة  للحياة الاجتماعية والعلمية بعد ذلك. فالكثير من المتحدثين يعتقدون اْن إلمامهم وإدراكهم بموضوع الحديث وإتقانهم له كافيا ليتحدثوا إلى الآخرين، وأن تحتوى رسائلهم الكثير من الحقائق والمواقف التي تساعدهم فى ذلك إلا انهم لا ينجحون لأنهم تجاهلوا عناصر أخرى هامه تفقد الحديث قوة التأثير. لذا فمن الأهمية أن يلم المتحدث بمهارة التحدث بجانب إلمامه بعناصر الموضوع الذى هو بصدده ( محتوى الرسالة ).

   وتتمثل مهارة التحدث فى :

·        إختيار مستوى الصوت الذى يتناسب مع موضوع الحديث فالبداية دائما تكون بنغمة معتدلة و طبيعية مع الاحتفاظ بإمكانية تغيير مستوى الصوت مع تطور موضوع الحديث لخلق الأثر المناسب، و يجب ملاحظة أن نبرة الصوت المنخفضة تسبب الرتابة و الملل و شرود الذهن ، و نبرة الصوت المرتفعة جدا تؤذى ,آذان و مشاعر المستمع .

·        القدرة على التحكم فى سرعة حركة اللسان داخل الفم بما يسمح بضبط و تنظيم  منطوق الكلمات و الألفاظ، والتدريب على ذلك هام للاستعداد للحديث حيث تتحدد سرعة خروج الكلمات حسب المعانى فى كل  جملة أو فقرة .

·        استخدام الوقفات التى يمكن أن تضيف قوة للحديث من حيث استخدام الوقفات لزيارة التأكيد على المعنى الذى يريد توصيله، أو استخدام  الوقفات عند نهايات الجمل أو بين الفقرات أو الفصل بين المعانى والكلمات .

·        كما تسمح مهارة استخدام الوقفات للمتحدث أن تعطيه الفرصة لتنظيم عملية التنفس، فمهارة تنظيم عملية التنفس أثناء الحديث هامة جداَ بحيث لا يظهر المتحدث لاهثاَ خلف ما يخرج من فمه من كلمات و تشمل هذه المهارة تنظيم التنفس وأخذه دائماَ من القفص الصدرى ، وارتفاع وانخفاض الحجاب الحاجز وليس التنفس من الفم أثناء الحديث، كذلك معرفة متى  أخذ النفس، و يكون ذلك فى الوقفات  وأثناء الفصلات و علامات الترقيم و بين الجمل وبعضها، وفى آخر الفقرات وأثناء استخدام السكون والوقفات التى يستلزمها الحديث للتأكيد و توصيل المعنى .

·        وضوح الكلمات ومخارج الألفاظ فكثير من المتحدثين لا تظهر لديهم بعض الحروف أو أثناء الحديث لا يتم التركيز على الكلمات من خلال عدم وضوح مخارج الألفاظ والحروف ذاتها ، لذا فمن الأهمية للمتحدث أن تكون لديه المهارة  فى وضوح مخارج  الألفاظ و ذلك بالتدريب على الكلمات الصعبة و المركبة التى  فى حديثه قبل الإلقاء والتأكيد عليها واستخدام السرعة المناسبة فى الحديث .

·        عدم التردد واللعثمة والزلات أثناء الحديث من المهارات الأساسية فى المتحدث بحيث لا يكون مترددا أو يعيد بعض الكلمات ويكررها دون داع ، كذلك فان اللعثمة توضع عدم تمكن المتحدث من المادة التى يطرحها أو عدم ثقته بنفسه لذا فمن الأهمية تدريب المتحدث على المادة التى يقوم بطرحها وأن يكون هناك ألفة بينه و بينها.

·        كثير من المتحدثين يقومون بملء الفرغات بين الفقرات والأخرى باستخدام أدوات و أصوات مثل ( الآه والهتهته ) وتكرار الكلمات وغيرها من اللوازم الصوتية، ومهارة الحديث تستسلزم أن يكون المتحدث على وعى بالمحتوى الذى يقوم بالحديث عنه، وأن يكون لديه المهارة بكيفية استخدام أدوات الربط بين الفقرات وكيفية ملء الفرغات، من خلال استخدام التأكيد والسكون وإعادة بعض الكلمات وليس بالأصوات الأخرى التى ذكرت.

·        أحياناَ والرغم من تمكن المتحدث من الموضوع الحديث إلا أنه لا يجد الكلمات المناسبة والتى تعمل على إيصال ما يقصده أو يعنيه لمن يتحدث إليهم، فإن التعبير بالكلمات الملائمة والمناسبة تعد من المهارات الهامه فى الحديث لأنها تعمل على وجود الأرضية الواضحة و المشتركة بين كل من المتحدث والمستمع، وكذلك على وضوح الرسالة وبالتالى تفهم المستقبل لمحتوى الرسالة واقتناعه بها، و أيضاَ قدرته على التعبير وإعطاء التغذية العسكية الواضحه التى يتفهمها بدوره المستقبل الذى كان من قبل هو المرسل .

ويمكن اكتساب مهارة التحدث من خلال البرامج التدريبية، إلا أن التدريب الذاتى يمثل عنصراَ أكثر قوة وتأثيراً فى اكتساب هذه المهارة، و يمكن التدريب عن طريق تسجيل الحديث وإعادة سماعه ووضع محكات لقياس مدى التزام المتحدث بهذه المحكات، من حيث السرعة فى خروج الكلمات واستخدام الوقفات والمهارة فى التنفس أثناء الحديث .. .. . الخ .

ويمكن التدريب على هذه المهارة بتسجيل صوتى لفقرات من الأحاديث الإذاعية أو النشرات الإخبارية وكذلك المعلقين الرياضيين فى بعض المباريات، لتظهر أكثر مهارة استخدام سرعة الصوت وارتفاعه وانخفاضه والتحكم فى نغمته، والاستماع للنشرات الإخبارية يفيد في وضوح مخارج الألفاظ والوقفات وملاحظة مهارة التنفس أثناء الحديث وعدم اللهث وعدم التردد وكذلك القدرة على التوقف من حين لآخر.

ويمكن التدريب على التفس أثناء الحديث: برفع الكرسي الذي تجلس عليه ووضع عليه الكتاب الذي تقرأه وتأخذ نفساً عميقاً وتخرجه بانتظام وإعادة أخذ النفس من الأنف وليس من الفم واستخدام الوقفات وتقسيم الجمل للمساعدة على تواصل عملية التنفس دون ملاحظة الجمهور وخروج صوت الشهقة التي تلازم أخذ النفس بعمق من الفم كالذي يلهث.

 زيادة حصيلة كلماتك: إن استخدام كلمات محدودة مثل وتر وحيد في جيتار يؤدى مهام قليلة/محدودة. فلن تتمكن من تعلم كلمات كثيرة جديدة في ليلة وضحاها ولكن مع استمرار الوعي والتدريب ستتمكن من زيادة حصيلة كلماتك، واستخدام الكثير من الكلمات المختلفة لصياغة العبارة يقلل من طول الجملة وكذلك يزيد من مصداقيتك.

وإليك بعض النقاط:

1- استمع إلى شرائط الكلمات.

2- اسمع النطق الصحيح للكلمات الغريبة عليك.

3- كرر الكلمات بصوت عال، وتمرن على وضعها في جمل.

4- قارن طريقة نطقك للكلمات بالطريقة التي في الشريط.

5- احمل بطاقات الكلمات في جيبك أو محفظتك للتمرين عليها وأنت في القطار أو المحطة الاتوبيس.

6- قم بحل كثير من الكلمات المتقاطعة.(واعملها)

7- ضع دائرة على الكلمات التي لا تفهمها عندما تقرأ، ثم ابحث عنها في القاموس.

 إستئصال الوقفات المسموعة: الوقفات المسموعة مثل التهته وأه وأممم وغيرها من أخطاء لفظية كلها تعوق وصول رسالتك وتقلل من مصداقيتك.

إليك بعض النقاط:

1- توقف فكر ثم تكلم.

2- اجعل جملك قصيرة وبسيطة.

3- استبدل الوقفات المسموعة بالصمت  

4- قلل من أسباب الوقفات المسموعة.

5- لو وجدت نفسك ستطر للتوقف قم بإعادة أخر جملة ذكرتها.

6- تمرن على مواصلة الحديث واستخدام وقفات تحتاجها أنت لالتقاط الانفاس وكذلك لراحة المستمع وكذلك للتأكيد على ما تقول.

7- سجل لنفسك ثم استمع للوقفات المسموعة أيهما استخدمت، ركز على التقليل منها.

النطق بوضوح: عندما تلفظ الكلمات بشكل واضح فلا يهم إذا كان صوتك عالياً أم لا، لأن المستمع سيتمكن من فهمك.

وإليك بعض النقاط:

1- سجل لنفسك ثم استمع للشريط.

2- إنطق بوضوح للتفسير و إزالة سوء الفهم.

3- تنفس بعمق حتى تقلل من احتمالات تلعثمك.

4- لاحظ أي الكلمات أو الأصوات تحتاج لتوضيح.

5- استمع إلى مذيعي الراديو والتلفزيون الذين لديهم نطق جيد.

تمرين اللسان والفكين والشفاة: قم بتمرين لسانك وفكيك وشفتيك من خلال المبالغة في كلماتك وأصواتك، فهذه التمارين تريحك من التوتر، وتحسن اللفظ وتساعد على تطوير تعبيرات الوجه وتزيد من قوة الكلمات.

وإليك بعض النقاط:

1- ركز على تأثير لسانك وفكيك وشفتيك عندما تنطق الكلمات.

2- قم بتمرين لسانك وشفتيك وفكيك بشكل خاص.

3- قم بالتمرين أمام مرآة حتى تتمكن من رؤية مدى تقدمك.

4- قم بالمبالغة في نطق الكلمات حتى تصبح مرتاحاً للتغيرات التي تراها وتسمعها.

مدى سرعة الحديث: في أي محادثة لو أن المستمع عليه أن يفهم رسالتك بشكل واضح فأنت بحاجة لإعداد سرعة ملائمة لحديثك، فبالتحدث بسرعة كبيرة مع التركيز على الكلمات فأنت تخاطر بإمكانية أن يسيئ المستمعون فهم ما تود قوله أو أن يشعروا بالتعب من الاستماع إليك. ولو تحدثت بشكل بطيئ جداً لفترة من الوقت فقد يبدوا هذا إشارة إلى نقص الطاقة أو الاهتمام ويدعوا للشعور بالملل.

وإليك بعض النقاط:

1- ركز على نقطة ما بإبطاء سرعتك.

2- غير من معدل سرعة خطابك/حديثك فهذا يظهر الثقة كما يزيد من احتمال التواصل الواضح.

3- قلل من سرعتك فهذا سيمنح المستمعين الفرصة للتفكير فيما تقوله والتفاعل معه.

4- استبعد رد الفعل اللفظي وغير اللفظي لمستمعيك بالحديث ببطء إذا اتضح لك أنهم يواجهون صعوبة في فهمك.

مستوى الصوت: إن ارتفاع صوتك وخفضه كاستخدام علامات الترقيم تجذب انتباة مستمعيك.

وإليك بعض النقاط:

1- أضف التنوع لمحادثتك بتنوع مستوى الصوت.

2- خذ جملة ما أو تعبيراً واستكشف معناها من خلال تنويع مستوى الصوت.

3- استخدم الصوت للتأكيد.

4- قم بالتمرين على تغيير صوتك من منخفض لعال ثم منخفض مرة أخرى.

5- أبرز جوانب صوتك بزيادة حجم الصوت.

ويمكن تحديد مهارة التحدث في التعريف الاجرائي التالي:

(1) التحدث بسرعة مناسبة.

(2) وضوح مخارج الألفاظ.

(3) مناسبة الصوت من حيث الارتفاع والانخفاض.

(4) تنظيم عملية التنفس أثناء التحدث.

(5) القدرة على الربط بين فقرات الحديث.

(6) عدم وجود اللعثمة والزلات.

(7) إجادة التعبير بالكلمات الملائمة.

المصدر: د/عبدالله محمود محمد
abdallama

أ م د/ عبدالله محمود محمد

  • Currently 48/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 2428 مشاهدة
نشرت فى 28 أغسطس 2011 بواسطة abdallama

ساحة النقاش

abdalla mahmoud

abdallama
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

44,764