جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
تطوير استراتيجيات تدريس التاريخ في التعليم العام
مشروع وزارة التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية
لدعم استراتيجيات التعلم والتعليم الإليكتروني
ورقة عمل مقدمة إلى مؤتمر التاريخ في التعليم ما قبل الجامعي والجامعي - سوريا
24-26 إبريل 2006م
ملخص ورقة العمل:
شهد العالم منذ منتصف القرن العشرين الميلادي مجموعة من التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية أدت إلى تغييرات في الأنظمة السياسية والثقافية والتعليمية، وتغيرات في العادات والتقاليد الاجتماعية وأنماط المعيشة والعمل والعلاقات ، وتطورت على إثرها الكثير من الأسس والنظريات والأساليب والإجراءات التربوية والتعليمية وانعكست على مخرجات الأنظمة التعليمية وكفاءتها الداخلية والخارجية .
وتواجه التربية والنظم التعليمية في الألفية الثالثة الميلادية تحديات وتحولات جديدة ومتنوعة برزت نتيجة لتفجر المعرفة وتطور تقنية الاتصالات والمعلوماتية وانفتاح الأسواق الدولية وتزايد التنافس الإقتصادي ، مما حفز الكثير من دول العالم المعاصرة إلى تطوير أنظمتها التعليمية لتواكب المد المعلوماتي الهائل وتتعامل مع ماحملته الألفية من مفاجآت وتطورات متسارعة مثل العولمة والاقتصاد الرقمي والحكومات الإليكترونية والعمل عبر الحدود.
وتتناول ورقة العمل التحولات في النموذج التربوي ، والتحولات في النموذج التعليمي المؤثرة في استراتيجيات التدريس عامة واستراتيجيات تدريس التاريخ خاصة ، وتقدم مشروع وزارة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية لتطوير استراتيجيات تدريس التاريخ في التعليم ما قبل الجامعي وما تحقق للمشروع من نتائج انعكست على العملية التربوية والتعليمية وتحقيق أهداف مقررات التاريخ في مراحل التعليم العام ، كما تتناول المتغيرات الجديدة لمجتمع المعلومات والتعليم الإليكتروني وتأثيرها على الاستراتيجيات المستقبلية لتدريس التاريخ ، وتقديم مقترحات لمعايير استراتيجيات التدريس الصالحة للتعامل مع تقنية المعلومات وتوظيفها لتحقيق الأهداف التربوية والتعليمية وأهداف التاريخ كمادة دراسية منفصلة أو مدمجة أو متكاملة مع المواد الاجتماعية .
*****
محتويات ورقة العمل
تقديم .
التحولات في النموذج التربوي :
المدرسة السلوكية .
المدرسة المعرفية .
المدرسة البنائية .
التحولات في النموذج التعليمي :
التحولات في بيئة التعلم .
التحولات في السلوك الصفي .
التحولات في أدوار المعلم .
التحولات في دور المتعلم .
التحولات في أساليب التقويم .
التحولات في استراتيجيات التعلم والتعليم .
مشروع تطوير استراتيجيات تدريس التاريخ:
تعريف المشروع (الأهداف ، المبررات ).
فلسفة المشروع .
الآثار المتوقعة للمشروع على الميدان التربوي
الاستراتيجيات المطورة لتدريس التاريخ.
مستقبل استراتيجيات تدريس التاريخ :
مجتمع المعلومات .
التعلم الإليكتروني ( مفهومه ، أنواعه ، وسائطه )
استراتيجيات التدريس الإليكتروني للتاريخ .
التوصيات .
الخاتمة .
تقديم .
نتيجة للتحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتحولات في مجال تقنية الاتصالات برزت للأنظمة التربوية والتعليمية مجموعة من التحديات المؤثرة في بنائها وأهدافها ومخرجاتها مما يستدعي التطوير المستمر للمحافظة على العقيدة والهوية والثوابت القومية والوطنية.
ففي المجال السياسي برزت ظاهرة النظام العالمي الجديد الذي تشكل في ظل هيمنة القوة الواحدة وأثر على العلاقات الدولية والحقوق والحريات المدنية وموازين العدل والسيادة والاستقلالية ومعايير الولاء والمواطنة .
وفي المجال الاقتصادي برزت ظاهرة عولمة الاقتصاد وانفتاح الأسواق وظهور المنظمات والتكتلات الاقتصادية الدولية الأمر الذي دعى إلى التوسع في مجال الخصخصة وفتح الحدود أمام الاستثمارات الدولية وانتقال رؤس الأموال عبر الحدود وهيمنة الشركات العالمية العابرة للقارات .
وفي المجال الثقافي برزت ظاهرت عولمة الثقافة والإعلام المفتوح المستهدف اختراق خصوصيات الأمم واستلاب هويتها ، وتذويب الحضارات في عالم ليس له معيار أخلاقي محدد ، وقد شجع التطور المتنامي في تقنية الاتصالات واستخدامها في مجال الإعلام إلى توسيع دائرة التأثير لتشمل العالم بأسره.
وفي المجال المعلوماتي برزت مجموعة من المفاهيم الجديدة مثل تقنية المعلومات ، والنافذة العالمية للمعلوماتية (الإنترنت) والتعليم الإليكتروني ، والمناهج الرقمية ، والتعليم والتدريب عن بعد، والفصول الافتراضية ، وبرمجيات التعليم ، والمدارس والجامعات المفتوحة .. ونحوها ، والتي أثرت على المنظومة التربوية تأثيرًا مباشرًا .
كل ذلك دفع بالدول إلى التطوير في الأنظمة التربوية والتعليمية ، وإعادة النظر في محتوى المقررات الدراسية وفي اساليب التعليم والتعلم والتقويم التربوي واستراتيجيات التدريس وتطويرها بما يستجيب مع المتغيرات الجديدة ويؤهل لمواجهة التحديات المتواصلة في المجالات المختلفة .
وتدريس التاريخ تأثر كما طرق التدريس الأخرى بما طرأ على الأنظمة التربوية والتعليمية من تحولات نتيجة للتطورات في مجال النظريات والمفاهيم التربوية وظهور مجموعة من الاتجاهات والمدارس التربوية ، كما تأثر بالمتغيرات الجديدة في عصر المعلومات والتحولات في النموذج التعليمي ، فلم يعد تقديم التاريخ في مناهج التعليم تقليديًا ، ولم يعد تدريسه في مدارس المستقبل الإليكترونية تقليديًا ، فهناك صيغ جديدة وطرق تدريس جديدة أيضًا .
التحولات في النموذج التربوي :
نتيجة لتطور الفكر التربوي ظهرت مجموعة من النظريات التي تناولت التعلم وأساليبه كنماذج تربوية تحقق الهدف من التعليم ، وعلى الرغم من تعدد تلك النظريات إلا أنها تقع ضمن ثلاث مدارس رئيسة تمثل التحولات الرئيسة في النموذج التربوي .
المدرسة السلوكية .
وقد شاعت خلال الخمسينات الميلادية من القرن المنصرم ، وتتلخص رؤيتها في أن التعلم عملية سلوكية تعتمد على المثير وتؤدي إلى الاستجابة ، ويتكيف المتعلم من خلالها مع عملية التعلم وبيئة التعليم ، وركزت هذه المدرسة على قياس السلوك الظاهر من المتعلم وأهملت عمليات الذهن الداخلية و الجوانب العاطفية ، ويعتقد أصحاب هذه النظرية أن المعرفة تقع خارج عقل المتعلم وبالتعليم يمكن نقلها له في صورة خبرات تعليمية .
ويؤكد علماء الاتجاه السلوكي وفي مقدمتهم أن التعلم هو تغير في سلوك المتعلم نتيجة المرور بخبرات أو تدريب يستهدف ذلك التغيير ، ويرون أن الأساس النظري السلوكي لتصميم خبرات التعلم يتحدد وفق الأطر الآتية : ( الغانم ،1426هـ ، ص70).
• أهداف التعلم .
• طريقة حدوث التعلم .
• ضبط العوامل التي تؤثر على التعلم .
• تعزيز التعلم .
• انتقال أثر التعلم .
• اختبار نواتج التعلم.
• تنظيم موقف التعلم .
وتأثير هذه المدرسة لا يزال قائمًا في الكثير من الأنظمة التعليمية وتصميم الخبرات التعليمية رغم ظهور كثير من الانتقادات عليه وظهور مدارس أخرى ساعدت على إحداث التحولات في النموذج التربوي .
المدرسة المعرفية .
وتركز هذه المدرسة على عمليات الدماغ كترميز المعرفة وتمثيلها وتخزين المعلومات واستدعائها والتكامل بين المعارف الجديدة والسابقة ، ويولون اهتماما بالطريقة التي يتم بها تشكيل المعرفة وإعدادها لعمليتي التعليم والتعلم .
ويرى (برونر 1990م Bruner ) إن عملية التعلم تمر بمراحل ثلاث (العقيلي 1416هـ ، ص 60):
• التخطيط لتعلم المفاهيم المستهدفة ، وتشمل تحديد المفاهيم ، وتحديد أمثلتها السالبة والموجبة ، وتحديد طريقة عرضها ، وتحديد وسيط العرض المناسب لها.
• تقديم المعلومات على هيئة أمثلة ، وتشمل عرض الأمثلة السالبة والموجبة ، واتاحة الفرصة للمتعلم للمقارنة والتحليل ووضع الفرضيات ، ومن ثم اكتشاف المفاهيم المستهدفة.
• تقويم اكتشاف المفاهيم ، ويشمل اقتراح المزيد من الأمثلة المنتمية وغير المنتمية ، والتغذية الراجعة ، والتأكد من صواب الاكتشاف ، وطلب تعريفات للمفاهيم .
ويرى (أوزبل 1968م Ausubel) أن المقدمات المعرفية عبارة عن مجموعة من الأفكار الجزئية التي تكون الفكرة الرئيسة وهي لازمة لترابط المفاهيم واستيعابها ، وينطلق نموذجه التعليمي من أساس ربط المفاهيم السابقة بالأخرى للاحقة لتحقيق التواصل المعرفي وتحقيق التكامل بين أجزاء المعرفة ، ويشتمل نموذجه على ثلاث مراحل أساسية للتعلم ، (الغانم 1426هـ ، ص 78):
• مرحلة تحقيق التوافق التكاملي : ويتحقق من خلالها الربط بين التعلم القبلي والتعلم المستهدف من خلال تعزيز البنى المعرفية السابقة وتلخيصها وحصر تكرارها ووصف العلاقات الأفقية والرأسية بينها ، وتشمل هذه المرحلة للتعلم تحديدالأهداف ، وتقديم المنظمات التمهيدية ، وتحديد السمات المميزة ، وإعطاء أمثلة منتمية وغير منتمية ، وعرض المحتوى للمفاهيم والأفكار ، والتهيئة للخبرات الجديدة المستهدفة .
• مرحلة تنشيط التعلم المستقبل ، ويتحقق من خلالها الربط بين الخبرات المتنوعة بالأسئلة، وضرب الأمثلة للمفاهيم الجديدة على غرار السابقة ، والبناء المعرفي لمكوناتها الجزئية ، ومقارنتها بغيرها من المفاهيم المكتسبة ، وتشمل هذه المرحلة للتعلم توضيح البنية المعرفية القديمة ، وترتيب الأفكار منطقيًا ، وتوضيح مميزات المادة الجديدة، وعرضها بالطرق الملائمة .
• مرحلة التثبت والتقويم والتلخيص ، ويتحقق من خلالها تلخيص أهم الأفكار والمفاهيم ، والمزيد من التطبيقات على المفاهيم الجديدة ، وتوفير فرص استخدام المفاهيم الجديدة في مواقف جديدة ، وتشمل هذه المرحلة للتعلم استخدام مباديء الدمج والمفارقة وتنشيط التعلم ، والتقويم ، وتشجيع المتعلم لإتخاذ مواقف ناقدة تجاه المفاهيم المتعلمة ، وتلخيصها.
وقد انعكست نظريات هذه المدرسة ومفاهيمها على بناء المناهج التعليمية وتحديد صفات المنهج وأساليب التعلم والتدريس وتنشيط بيئة التعلم وتوجيهها نحو الحوار وتبادل الأفكار والرؤى للوصول إلى مفاهيم وحقائق جديدة مترابطة مع سابقتها ومتكاملة معها .
المدرسة البنائية .
وتقوم فلسفة المدرسة البنائية على الخبرة التعليمية المفتوحة وتصميم التعلم وبيئة التعلم بما يحقق المزيد من التعلم وفق إمكانات وخصائص المتعلم ، ولا يكون المحتوى محددًا بل يحدده اتجاه المتعلم ولايستخدم فيه أساليب التقويم العامة التي تتنبأ بالمخرجات بل تستخدم فيه أساليب التقويم البديلة والذاتية من قبل المتعلم ، وهو توجه لا يعكس نظرية وصفية للتعلم بل هو دليل لكيفية تصميم بيئة التعلم البنائي .
ويتطلب التعلم في ظل الفلسفة البنائية نشاط المتعلم ، ويحتوي على محاور للتركيز على بيئة التعلم التي تتضمن مشكلات حقيقية ومتتابعة ، ووسائل لتوجيه المتعلم أثناء تعامله مع تلك المشكلات ، وهذا التوجه يحتاج إلى رؤية جديدة لتصميم محتوى التعلم وأساليب التدريس وتصميم بيئة التعلم النشطة (هندي 1409، ص 47).
وقد اقترح ( جوناسن Jonassen) نموذجًا لتصميم بيئة تعلم بنائي تقوم على التفكير الداخلي الذي يساعد على التفسير والتنبوء والاستفادة من النتائج ، والتفكير الجماعي لمشاركة الرؤى مع الآخرين ، وتقديم قضايا ومشكلات حياتية واقعية للمتعلمين تتلاءم مع ميولهم واهتماماتهم واحتياجاتهم ، و أساليب وطرق لحل تلك القضايا والمشكلات ، ووصف استخدامها من قبل المتعلمين في بيئة تعلم نشطة تساعد على التفكير وبناء نماذج المعرفة (الغانم 1426هـ ، ص 87).
ونتيجة للتطور المذهل في تقنية المعلومات والاتصالات برزت أهمية النظرية البنائية لتصميم خبرات التعلم والمواقف التعليمية ، وتطورت معها أدوار المعلم لتشمل :
• توفير بيئة تعليمية آمنة يعبر فيها الطالب عن رأيه بحرية .
• توظيف الخبرات السابقة للمتعلمين في المواقف التعليمية وربطها بالتعلم الجديد لمساعدتهم على التعلم المتكامل مع البناء المعرفي الملائم .
• تقديم مواقف وخبرات ومشكلات حسية حقيقية وغير حقيقية تساعد المتعلمين على التفكير الإيجابي وتحفزهم على التعلم .
• إثراء البيئة التعليمية بالمثيرات المتنوعة التي تدفع المتعلمين إلى البحث عن المعرفة وتحليلها وبنائها وتوظيفها .
• توفير خبرات تعليمية وفرص تعلم داعمة للمهارات العقلية ومحفزة للتعلم الذاتي .
• توفير مصادر تعلم متنوعة يمكن للمتعلم استخدامها وتوظيفها لتلبية احتياجاته.
• تنظيم الخبرات التعلمية بحيث تساعد المتعلم على التفكير التأملي وتحليل جزئيات المعرفة من أجل الاكتشاف .
• تنويع أساليب التدريس بما يلبي احتياجات المتعلمين ويراعي الفروق الفردية بينهم .
• تقويم تقدم التعلم تقويمًا بنائيًا وتوظيفه لتقديم تغذية راجعة تساعد على توجيه التعلم .
• توفير أنشطة ووسائط تعلم تنمي مهارات البحث والاكتشاف والاستقصاء واستخدامها في موقف التعلم .
• تنفيذ المواقف التعلمية بما يحقق العمل الجماعي وتعاون المجموعات .
التحولات في النموذج التعليمي :
لمواجهة التحديات التي تواجه النظام التربوي والتعليمي والناشئة عن التحولات السياسية والاقتصادية والثقافية والتحول في النشاط البشري من عصر الصناعة إلى عصر المعرفة والتحول في نظرية التعلم ومحتوى التعليم ، فقد حدثت مجموعة من التحولات في النموذج التعليمي تتلخص في الآتي :
1-التحولات في بيئة التعلم .
بيئة التعلم التقليدية بيئة التعلم الجديدة
بيئة تعلم مغلقة محددة الصفة بيئات تعلم مفتوحة متنوعة ومرنة ونشطة
مصادر تعلم محددة أهمها الكتاب والمعلم مصادر تعلم متنوعة إليكترونية وتفاعلية
تعلم مفاهيم ومهارات منفصلة تعلم مفاهيم ومهارات متكاملة
استخدام التقنيات للتدريس استخدام التقنيات للتعلم
التركيز على تعلم الحقائق التركيز على الاستقصاء والاكتشاف
تعلم منفصل عن الواقع التعلم في مواقف حقيقية وافتراضية
التركيز على تقويم النواتج تنويع التقويم وشموله العمليات والنواتج
إدارة الموقف التعليمي مركزية للمعلم إدارة الموقف التعليمي ذاتية للمتعلمين
التعلم في المكان والظروف الواحدة للجميع تعلم مفتوح إليكتروني تزامني وغير تزامني
التعلم في فصول دراسية التعلم في فصول إليكترونة ومعامل متنوعة
بيئة تعلم مملة بيئة تعلم حافزة
2-التحولات في السلوك الصفي .
السلوك الصفي التقليدي السلوك الصفي المتطور
التعليم في مجموعات كبيرة مختلفة التعليم في مجموعات صغيرة ومتلائمة
التعليم بالمحاضرة والتلقين التعليم بحلقات النقاش ورش العمل والتدريب
سلبية المتعلم إيجابية المتعلم ومشاركته الفاعلة والنشطة
يتم فيه الحفز بالتنافس يتم الحفز فية بالتعاون
يتعلم جميع المتعلمين نفس المفاهيم يتم تعلم مفاهيم مختلفة وفق اهتمامات المتعلمين
اساليب التعليم والتفاعل لفظية أساليب تعليم تفاعلية متنوعة لفظية وبصرية
يتم التواصل مع المتعلمين الممتازين يتم التواصل مع الجميع بطرق متنوعة وشاملة
الزمن محدد وفق جدولة الحصص الزمن مرن يتم ضبطه من قبل المتعلمين
معيار النجاح مستوى تحصيل المعلومات معيار النجاح اتقان المهارات
3-التحولات في أدوار المعلم .
الأدوار التقليدية الأدوار المتطورة
تخطيط بيئة التعلم وتوجيهها وتقويمها بيئة التعلم تخطط وتوجه وتقوم عن طريق المتعلم
يكون المعلم مصدر المعرفة والمعلومات المعلم مستشار تربوي ومعلوماتي
دور المعلم تنفيذ المادة الدراسية دور المعلم مطور للمادة الدراسية
العمل مع مجموعات كبيرة من المتعلمين العمل مرشد أكاديمي للمحتاجين للإرشاد
العمل داخل حجرات دراسية منعزلة العمل مع فريق عمل متعاون من المعلمين والمتعلمين
اتقان معارف المادة الدراسية اتقان أساليب اكتشاف المعرفة
4- التحولات في دور المتعلم .
الأدوار التقليدية الأدوار المتطورة
يتلقى من المعلم التوجيهات للتعلم يبحث عن التعلم ويسترشد بالتوجيهات عند الحاجة
يستمر في دور المتلقي يشارك في التعلم ويمارس دور الخبير والمكتشف
يسير وفق الخطة الموضوعة له من قبل المعلم يخطط لنفسه أسلوب التعلم ويستخدم الأساليب
المتعلم جزء من مجموعة متباينة الخصائص المتعلم له خصوصيتة وفق خصائصه الذاتية
يعتبر المعلم مصدر الإجابات على الأسئلة يعتبر المعلم مساعدا ومتعاونا للإكتشاف والبحث عن الحلول
يتعلم بشكل فردي يتعلم بالتعاون مع المجموعة
يتقدم في التعليم وفق جدولة زمنية تشمله وزملائه يتقدم في التعليم وفق قدراته
5- التحولات في أساليب التقويم .
التقويم التقليدي التقويم المتطور
التركيز على تقويم التحصيل الدراسي (الفاعلية) التركيز على تقويم التحصيل والعملية(الكفاءة)
التركيز على التقويم الكمي شمول التقويم النوعي والكمي
التقويم باستخدام اختبارات التحصيل تقويم الأداء باستخدام الحقائب الوثائقية
التقويم متقطع ومنفصل عن التنظيم التقويم مستمر وجزء من التعليم والتعلم
التقويم النهائي هو المحك للحكم مصدر الحكم جميع أنواع التقويم القبلي والبنائي والمستمر والنهائي
التقويم لقياس المخرجات التقويم تغذية راجعة لتحسين مستوى المخرجات
التقويم أداة المعلم لاصدار الحكم التقويم أداة المعلم والمتعلم للتعلم
6- التحولات في استراتيجيات التعلم والتعليم .
الاستراتيجيات تقليدية الاستراتيجيات المتطورة
التعليم المتمحور حول المعلم التعلم المتمحور حول الطالب
استخدام التقنيات وسائل تعليمية استخدام التقنيات مصادر للتعلم
تخطط وتختار من قبل المعلم يختارها المتعلم وفق خصائص الموقف التعلمي
تبنى بناء على مواصفات الموقف التعليمي مرنة يتم الانتقال فيها بحسب طبيعة التعلم
تستخدم الاتصال الموجه من قبل المعلم تستخدم الاتصال المتنوع من المتعلم وإليه
تستهدف تقديم المادة المقررة تستهدف التعلم المرتكز على المهام وحل المشكلات
تعتمد التعليم الفردي تقوم على التعليم التعاوني
تنفذ في بيئة التعليم التقليدية توظف التعليم الإليكتروني للتعلم
يقوم المعلم بالتفكير والاكتشاف للمتعلمين يقوم المتعلم بالتفكير والاكتشاف
في ظل هذه التحولات الجديدة في النموذج التعليمي ينبغي أن يكون للتربية أدوار جديدة تواكب التحولات وتواجه التحديات المتنوعة في عالم متغير ومتطور ، وفيما يلي بعض الأدوار المقترحة للتربية المعاصرة والمستقبلة :
• توفير فرص التعليم النوعي للجميع.
• توظيف التعليم لتحقيق الأمن الوطني.
• التأكيد على التعلم الذاتي المستمر.
• تشجيع الاتجاهات التي تدعم التسامح والاختلاف البناء.
• التدريب على الإبداع وتوليد الأفكار الجديدة.
• إعداد الفرد للعمل وسط الاقتصاديات التنافسية.
• تعزيز مساهمة المؤسسات الإنتاجية لتمويل التعليم والمشاركة في تطويرة .
• توسيع قاعدة المشاركة في التوجيه وصنع القرارات التربوية.
• تمهين التعليم وتجديد كفايات المعلم.
• تمكين الفرد من التعامل الواعي والناقد مع القيم المعاصرة الوافدة.
• إبراز دور الحاسوب والربط والتعليم الإلكتروني في بناء المعرفة.
• تقويم الطالب، والعملية التربوية برمتها وفق منهجية جديدة.
• اعتماد الجودة، واللامركزية، والمشاركة، والمعلوماتية في التطوير التربوي.
• التفاعل مع الثقافات العالمية والانفتاح على التجارب الإنسانية.
• تهيئة المتعلم لمواجهة تحديات العولمة وفق منظومة قيمية إسلامية أخلاقية متكاملة.
• مواكبة التطور المتسارع في مجال تقنية المعلومات والاتصالات وتوظيفها بفعالية.
• بناء استراتيجيات متكاملة لإدارة المعرفة والمساهمة في تطوير مجتمع المعلومات.
• توظيف التعلم الإلكتروني في التعليم المدرسي وفق منظور شمولي.
• تغيير الاتجاهات السلبية لدى بعض القيادات التربوية والمعلمين نحو التقنية.
• التهيئة للتغيير كقاعدة للتطوير، والاستجابة الفاعلة والمتفاعلة معه.
• بناء القدرات الفردية والمؤسسية للتكيف مع المتغيرات المتسارعة والإسهام في إحداثها.
• إحداث التغيير وفق استراتيجية مؤسسية متكاملة تهدف إلى التطوير المستمر.
مشروع تطوير استراتيجيات تدريس التاريخ والمواد الاجتماعية:
إن الاهتمام بالمعلم وتطوير مستوى أدائه هو محور رئيس لعمل الكثير من أنظمة التعليم في مختلف دول العالم . وذلك لأن المعلم هو العنصر الأساسي الذي تقوم عليه العملية التعليمية , التي لا يمكن نجاحها إلا بوجود المعلم المؤهل تربوياً وتخصصياً , ومن هذا المنطلق فقد سعت وزارة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية إلى تطوير المعلم بمختلف الوسائل الممكنة من خلال عدد من المشاريع والبرامج ومنها مشروع " اختبار الكفايات الأساسية للمعلمين " الذي يهدف إلى إعداد قوائم بالكفايات الأساسية التي يفترض توفرها في المعلمين وبناء أدوات لقياس مدى تحقق تلك الكفايات ومن ثم تحديد الاحتياجات التدريبية للمعلمين وتوفير تغذية راجعة لهم تساعدهم على النمو المهني ، إضافة إلى دراسة واقع المعلمين في المملكة العربية السعودية والعوامل التي تؤثر في أدائهم ، ومشروع تطوير استراتيجيات التدريس لعموم التخصصات ومنها التاريخ والمواد الاجتماعية الذي يهدف إلى تطوير ممارسات معلمي التاريخ والمواد الاجتماعية التدريسية، والتي تشمل أساليب التدريس وطرائقة، والمواقف التعليمية داخل الصف وخارجه، من اجل الحصول على نواتج تعليمية جيدة.
يعتبر المعلم حجر الزاوية وقائد العملية التربوية ، وأداة التعبير الحضاري في المجتمع ، ولذا فإن عملية تطوير أدائه تحتل أولوية لها أهميتها وخطورتها ، وذلك لأن نوعية التعليم ومستقبل أجيال الأمة يتحددان بدرجة كبيرة بكفاءة المعلمين، وإن الحاجة اليوم ماسة إلى عملية تطوير شاملة للمعلم في المملكة ، تتميز بالموضوعية والتكامل والتجديد ، والعمق والتركيز والمهنية والوظيفية ، وتتجه بأهدافها نحو التربية المتكاملة التي تدفع بالمعلمين إلى الإفادة من المعارف العلمية والتقنية في عصر الثورة التقنية التي تتميز بالتجديد والتطوير ، ولعل حاجة المعلم اليوم تتمثل في ضرورة توفر الأسلوب المنصف والمناسب لتقويم أدائه ، إذ أن الزيارات القليلة التي يقابل فيها المشرف التربوي ويناقش بعض الملاحظات العلمية والتربوية لا تكفي ، ولا تغطي جوانب مهمة من الممارسات التعليمية داخل الصف الدراسي .
لقد ركزت المدرسة دهراً من الزمان على نقل المعارف إلى الطلاب ، وكان لذلك ما يبرره ، إذ خشى الأباء من اندثار تراثهم المعرفي ، فعمدوا إلى محاولة تخزينه في عقول أبنائهم ، وهكذا أوكل المجتمع إلى المدرسة هذه المهمة . ومع بدايات ثورة المعلوماتية وانتشار أجهزة تخزين المعلومات برزت أهمية إيجاد ثقافة الإبداع وركزت المدرسة على تعليم مهارات اكتساب تلك الثقافة ، وترك وظيفة حفظ المعارف لآلات تصنع خصيصاً لهذا الغرض ، وهكذا ظهرت الحاجة إلى تعلم التعلم أي تعلم مهارات التعلم الذاتى .
ولاشك أن المدرسة المعاصرة تقيم التعلم والتعليم على فلسفات مغايرة لتلك التي كانت تتبعها المدرسة فيما مضى ، فمدرسة اليوم تدعو لنشاط المتعلم قبل نشاط المعلم ، وإلى النظر إلى المتعلم الفرد أولاً ، ثم النظر إلى جماعات المتعلمين ، وتهتم بتوفير الدافعية للتعلم وإيجاد المثيرات اللازمة لذلك .
ويُفسر التعلم دائما وفق نظريات مستمدة من علم النفس التربوي ، وقد انتشرت نظريات ومدارس نفسية متعددة لتفسير التعلم ووصف كيفية حدوثه ، إلا أن المربين المعاصرين يشيرون إلى النظرية البنائية constructivsm theory متمسكين بأهميتها في تفسير التعلم .
وتشير الأدبيات إلى أن البنائية قد نشأت في مهدها كنظرية في المعرفة تسعى لتوضيح كيفية نمو المعارف البشرية ، إلا أنها أصبحت بعد ذلك نظرية في التعلم تفسر كيفية تعلم الفرد، وتشرح كيفية اكتسابه للمعاني Meanings ، وتنطلق هذه النظرية من قاعدة أساسية مؤداها أن الفرد يبني _ أو يبتكر _ فهمه الخاص أو معارفه بالاعتماد على خبراته الذاتية ويستخدم هذه الخبرات لكشف غموض البيئة المحيطة به، أو حل المشكلات التي تواجهه .
ويرى البنائيون أن احتكاك الفرد بالظواهر والأنشطة والأفكار يُعد مهماً لتذويب الأفكار الجديدة في بنائه الفكري الراهن، بل وغير الفكري أيضاً، إذ إن البنائيين المعاصرين تعددت مجالات اهتماماتهم متخطية بناء المعارف إلى مجالات أخرى مثل البنائية النفسية Psychological Constructivism والبنائية الاجتماعية Social Constructivism (وزارة التربية والتعليم 1426هـ ، موقع إنترنت ).
وبرغم التأكيد على كون البنائية نظرية في التعلم وليست نظرية في التعليم (التدريس) ، إلا أنها وضعت المربين أمام تحديات تتعلق بترجمة أفكار هذه النظرية إلى نظرية في التدريس تتضمن أسئلة حول أدوار المعلم والمتعلم المناسبة لمساعدة المتعلمين على بناء خبراتهم، ولعل من أبرز القواعد الموجهة لمثل تلك النظرية في التدريس الاهتمام بإنماء قدرة المتعلم على حرية اختيار أساليبه التعليمية، وإنماء مهاراته المتعلقة بالعمل الذاتي والتعاون مع الآخرين من أجل التعلم ؛ ويقود ذلك إلى خلاصة مؤداها أن البنائية قد فرضت فلسفة جديدة للتدريس والتعلم تغير من أدوار المعلمين وتتطلب سعيهم المستمر للنمو المهني من خلال فهمهم لمسلمات البنائية .
وتركز بعض الدراسات على أهمية التعلم في ضوء الفلسفة البنائية ، إذ ترى أن ذلك يؤدى على المدى الطويل إلى بناء ابستمولوجية مختلفة للفرد، ويعني مصطلح أبستمولوجية الفرد Personal Epistemology معتقدات الفرد حول ماهية التعلم وأهمية التفكير، وافتراضاته حول ماهية المعرفة ذاتها . ولاشك أن التدريس وفق هذه الفلسفة يؤدي إلى أشخاص يختلفون عن أولئك الذين أعدوا في ضوء الفلسفات التقليدية التي تعتمد على تلقين المعارف، ولعل تفحص ابستمولوجية الأفراد الذين يعدون في ظل طرق التدريس التقليدية يُظهر محدودية قدراتهم المتعلقة بالنمو الذاتي سواء في الجوانب المعرفية أو غير المعرفية، الأمر الذي يتعارض مع مسلمات عصر المعلوماتية الذي سبقت الإشارة إليه.
وعند اعتماد البنائية نظرية نفسية لتفسير التعلم، وأساساً رئيساً من الأسس النفسية لبناء المنهج المدرسي، فإنه من الضروري تغيير كثير من الممارسات التدريسية التي تشيع في المدرسة ، إذ إن افتراضات البنائية كأساس لتفسير التعلم سيكون لها آثارها على مفهوم المنهج وعناصره، من أهداف ومحتوى واستراتيجيات للتدريس والتقويم .
وبرغم أهمية الجهود التي قدمها عالم النفس الشهير جان بياجيه Jean Piaget في تأسيس نظرية البنائية، إلا أن هناك جهوداً مفيدة متوازية قدمها مربون آخرون أمثال جون ديوي John Dewey ، و دونالد شين Donald Schen ، وقد أسهمت هذه الجهود في تأسيس فكرة ضرورة التركيز على نشاط المتعلم الجسمي والعقلي، وضرورة الممارسة التي تعتمد على إعمال العقل والتفكير التأملي Reflective thought الهادف إلى الفهم وتوليد المعاني تأسيساً على مسلمة مؤداها أن الإنسان يمتلك قدرة طبيعية على المعرفة، كما أن لديه قدرة طبيعية على امتلاك طرق الحصول عليها، ومن ثم فإن المعلمين مطالبين بتصميم استراتيجيات تدريس تتسق وهذه المسلمة .
ولعلنا نخلص مما سبق إلى أن التدريس المعتمد على نشاط الطلاب يُعد التطبيق الفعلي للبنائية كأساس فلسفي ونفسي للمنهج، وقد توصلت بعض الدراسات إلى ضرورة تصميم الأنشطة التربوية وفق قواعد عامة تشمل تشجيع الاكتشاف ودراسة أساليب معالجة المشكلات اليومية ، والبعد عن الأشكال التقليدية لتصميم التعليم، التي تهتم بتأكيد المعارف ، وبلغة أخرى ، فإن التركيز على التفكير والاستقصاء والنمو الذاتي في ميدان أساليب البحث ، والتعلم من أجل مزيد من التعلم، وتوظيف ما نعرفه لاكتشاف مالا نعرفه و يٍعد محور استراتيجيات التعلم البنائى .
ولذا كان من الضروري تأسيس قاعدة تربوية تقضي بإيجاد استراتيجيات التدريس التي تشجع الطلاب بصورة مستمرة على اكتشاف المعارف وبنائها، والرؤية التعددية _ وليس الأحادية _ للمعاني.
وعليه فإن استراتيجيات التعلم وفق الفلسفة البنائية لابد أن تتضمن نشاطات يدوية مفتوحة النهايات Open-ended hands on activities ، كما تسمح بنشاطات متنوعة لطرح الأسئلة ، وتتضمن استخدام التعلم التعاوني Co.- Operative Learning, ودورة التعلم Learning Cycle كاستراتيجيات تعتمد على المشاركة بعمق في متطلبات وأحداث عملية التعلم .
و يشير بعض الباحثين إلى أهمية التفكير الناقد في التعلم البنائي ، حتى أنهم يعرفون التعلم بأنه اكتساب مهارات التفكير الناقد التي تمكن الطالب من التقدم بوعي وثقة إلى مستويات أكاديمية جديدة ولعل ذلك يعنى التركيز على استراتيجيات التدريس التي تنمى التفكير الناقد وتركز عليه .
وخلاصة القول أن التعلم في الفلسفة البنائية يتطلب نشاط المتعلم ، ويحتوى على محاور للتركيز على بيئة التعلم التي تتضمن مشكلات حقيقية دائمة، ووسائل لتوجيه الطالب أثناء اقتحامه تلك المشكلات، وهذا يتطلب رؤى جديدة من قبل مخططى التدريس ليهتموا بالنمو الذاتي للمتعلمين وتوفير بيئة التعلم النشطة اللازمة لذلك .
وفي ضوء ذلك يمكن اعتماد التدريس البنائى الذي يقوم على بناء استراتيجيات تركز على التعلم أكثر مما تركز على التعليم ، كما تركز على تعميم مواقف التعلم الفردي ، أو التعلم في مجموعات صغيرة وليس التعلم الجمعي في مجموعات كبيرة .
وتعتمد استراتيجيات التدريس البنائى على ممارسة الطلاب الاستقصاء لحل مشكلات حقيقية في البيئة ، كما قد تعتمد على أساليب مثل المناقشة والعصف الذهني والتعلم التعاوني وغيرها من الاستراتيجيات التي لا تقدم المعرفة جاهرة للطلاب ، و إنما تستحثهم على العمل النشط الدؤب لبناء تلك المعرفة بذاتهم وداخل ذواتهم .
وتتطلب استراتيجيات التدريس البنائى بناء مهارات التعلم الذاتى لدى الطلاب ، واضطراد نمو هذه المهارات مع اضطراد تقدمهم في السلم التعليمي ، ونقترح تقسيم استراتيجيات التدريس إلى ثلاث مراحل وفقاً للتقسيم الحالي للسلم التعليمي كما يلي :
1) استراتيجيات تدريس ثقافة الاتصال ، وتستمر طوال المرحلة الابتدائية ، وتهتم ببناء قدرات الطلاب على الاتصال واختبار تلك القدرات في مواقف متنوعة للحصول على المعارف وتوظيفها في مواقف مختلفة ، وتركز استراتيجيات التدريس في هذه المرحلة على المهارات اللغوية الأساسية والمهارات الرياضية والثقافة العلمية الأساسية أيضاً ، بالإضافة إلى استخدام الوسائل التقنية للحصول على المعرفة .
2) استراتيجيات تدريس التفكير و البناء المعرفي ، وتستمر طوال المرحلة المتوسطة وتهتم بتدريب الطلاب على التفكير الناقد ، و على اكتشاف المعارف وجمعها من مصادرها ،كما تهتم بإبراز أهمية البناء المعرفي للبشرية مادة وطريقة .
3) استراتيجيات تدريس البحث والاكتشاف ، وتستمر طوال المرحلة الثانوية ، وتركز على وضع الطلاب في مشكلات حقيقية ، يمارسون خلالها مهارات التعلم الذاتى للبحث والاستقصاء .
وتأسيساً على ما سبق ، فقد يكون من المناسب تحديد المهام أو الأدوار المطلوبة من المعلم في استراتيجيات التدريس وفقاً لنظرية البنائية فيما يلي :
1. توفير بيئة صفية آمنة فيزيائياً وعاطفياً يعبر فيها الطالب عن رأيه بحرية تامة ، بعيداً عن الخوف من الإهمال أو الاستهزاء أو الانتقاد .
2. توظيف الخبرات السابقة للطلاب في المواقف العملية _ التعليمية الجديدة وربطها بالتعلم الجديد لمساعدة الطالب في بناء الخبرات الجديدة المكتسبة ، وعليها ، بشكل ينتج تعلماً متميزاً مدمجاً بشكل سليم في البناء العقلي Cognetive Structure للطالب .
3. تقديم مواقف وخبرات ومشكلات حسية وغير حسية ،حقيقية وغير حقيقية تستثير الطلاب وتحفزهم على التفكير الإيجابي في الموضوع ، والعمل جسمياً وعقلياً لإيجاد الحلول المطلوبة وحلول أخرى أبعد منها .
4. إثراء بيئة الصف والمدرسة بالمثيرات المتنوعة التي تشجع الطالب على العمل والبحث عن المعرفة وتوليدها وبنائها وتوظيفها .
5. توفير خبرات تعلمية وفرصاً تعلمية داعمة تتطلب من الطالب العمل العقلي والجسدي ضمن الفرق والمجموعات المتعاونة كما تتطلب منه القيام بالعمل مستقبلاً معتمداً على قدراته الذاتية .
6. توفير فرص العمل الذاتي للطالب بتكليفه بالعمل في واجب أو مشروع ، بحيث يعمل ويبحث عن المعرفة من مصادر متنوعة داخل المدرسة وخارجها ، في المجتمع المحلي لكل ما يملكه من مصادر ويمكن أن يتجاوز مجتمعه إلى مجتمعات أخرى مستفيداً من التكنولوجيا المتقدمة كشبكة الإنترنت .
7. توفير مصادر تعلم يمكن للطالب أن يصل إليها وأن يستخدمها .
8. تنظيم الخبرات التعلمية بحيث تساعد الطالب في بناء خبرات التعلم بشكل يساعد الطالب نفسه على التفكير النقدي / التأملي Reflective Thinking في ممارسته التعلمية لاكتشاف الأخطاء وتصويبها.
9. توفير الأنشطة التعلمية وتغيير الأساليب التدريبية بما يلبي حاجات الطلاب ويراعي الفروق الفردية بينهم .
10. تقييم تقدم التعلم (Learning progress) تقييماً تحليلياً مرحلياً وختامياً ، وتوظيفه لتقديم تغذية راجعة بنائية ( Constructive feed back ) للطلاب تساعد في توجيه التعلم وتطويره .
11. توفير أنشطة صفية وغير صفية تنمي لدى الطلاب مهارات البحث والاكتشاف والمغامرة العلمية للوصول إلى المعرفة أينما كانت ومن ثم " كيف يستخدمها " في تعليم آخر أبعد أو وظيفياً في الحياة .
12. توفير بيئة تعليمية تنمي مهارات مرغوبة في الطالب مثل :.
• العمل الجماعي .
• العمل بروح الفريق .
• القدرة على حل المشكلات .
• التأمل ( التفكير الناقد ) Reflective thinking
• الدعم المتبادل الإيجابي Positive Interdependence
• تعلم كيف يتعلم .
• التقييم الذاتي .
13. توجيه الطلاب بشكل غير مباشر ، بعيداً عن النصح المباشر الذي قد يثير ضجر الطالب ، ويولد فيه اتجاهات سلبية نحو المعلم والتعليم .
14. تعرف خصائص الطلاب وتوفير خبرات وأنشطة ومواقف تعلمية تتفق وهذه الخصائص وتطورها بشكل يجعلها أكثر ملاءمة لبناء مواقف تعلمية جديدة تقود إلى أبواب جديدة للتعلم.
15. اختيار أساليب تعليمية _ تعلمية يكون دور المعلم فيها محدوداً و مقتصراً على كل ما سبق ، وعلى إدارة التعلم تقديم التعزيز المتنوع الداعم الذي يثير دافعيه الطلاب للبحث والاستقصاء والمغامرة .
هذا ويمكن تلخيص النظرة الحديثة إلى استراتيجيات التعليم والتعلم وفق النظرية البنائية في النقاط التالية :
1) في حين ينظر إلى المعلم على أنه هو القائد والموجه والمنظم للخبرات التعليمية والمسهل لعملية التعلم، فإن دور المتعلم يعتمد على النشاط والحيوية والإيجابية نحو التعلم .
2) التركيز على نشاط المتعلم وتوجيه هذا النشاط نحو المزيد من التعلم .
3) أهمية الدافعية للتعلم والاستفادة من المثيرات الداخلية والخارجية اللازمة لزيادة تلك الدافعية نحو التعلم .
4) تشجيع المتعلم على الاكتشاف ودراسة أساليب معالجة المشكلات اليومية .
5) التركيز على المستويات العليا من التفكير والفهم القائم على التحليل والنقد بدلاً من التركيز على الحفظ والتذكر .
6) أهمية الخبرات والمعارف السابقة للمتعلم في بناء الخبرات الجديدة وتنظيم التعلم .
7) أهمية النشاط الصفي وغير الصفي التي يكون المتعلم محوره والذي يساعد على رفع مستوى التعلم .
8) أهمية المراوحة بين التعلم الفردي والتعلم التعاوني .
9) أهمية إكساب المتعلمين مهارات التفكير المختلفة والتفكير الناقد بشكل خاص .
10) التركيز على الأساليب التي تشغل حماس المتعلمين وتستحثهم على بناء معارفهم بأنفسهم وداخل ذواتهم مثل أساليب المناقشة والعصف الذهني وغيرها .
تعريف مشروع تطوير استراتيجيات تدريس التاريخ والمواد الاجتماعية:
يعنى المشروع بنقل أساليب تدريس التاريخ والمواد الاجتماعية نقلة نوعية تعتمد على الدور النشط للطالب في عملية التعلم من خلال تطوير استراتيجيات التدريس التي يتبعها معلمو المواد الاجتماعية لتكون مواكبة للتطور العلمي والتقني في شتى المجالات، ولبلورة شخصيات الطلاب بما يوائم تحديات العصر وهو لذلك يدرب المشرفين التربويين والمعلمين على استراتيجيات تدريسية محددة وبأدوات تعليمية متخصصة أعدت لهذا الغرض(وزارة التربية والتعليم ، 1425هـ ، بتصرف ).
مبررات التطوير :
جاء مشروع تطوير استراتيجيات تدريس التاريخ والمواد الاجتماعية استجابة للعديد من المبررات ومن أهمها:
1. العمل على استخدام طرائق وأساليب تساعد على تنمية التفكير لدى الطلاب لتعلم التاريخ والمواد الاجتماعية، وإتاحة الفرصة لهم للإبداع والابتكار والمبادرة.
2. اعتماد نسبة كبيرة من معلمي التاريخ والمواد الاجتماعية على طريقة الإلقاء التي تنتهي إلى أن يحفظ و يردد الطالب ما تعلمه، مما ساهم في تعزيز الدور السلبي للطالب في عملية التعلم.
3. الحاجة إلى استراتيجيات تدريسية تثير دافعية التعلم لدى الطلاب وتشوقهم للتاريخ والمواد الاجتماعية، وتعمل على تنمية الثقة في نفوسهم، وتكسبهم القدرة الذاتية على التعلم.
4. ضعف إلمام بعض معلمي التاريخ والمواد الاجتماعية باستراتيجيات التدريس التي تجعل الطالب محوراً نشطاً للعملية التربوية والتعليمية.
5. قصور الأساليب والطرائق التدريسية المعمول بها حالياً في تنمية مهارات الطلاب في العمل التعاوني، وتطوير الكفاءات اللازمة للعمل بروح الفريق.
6. الحاجة إلى تدريب مشرفي التاريخ والمواد الاجتماعية على كيفية تنمية استراتيجيات التدريس، ووسائل التعلم التي يستخدمها المتعلمون أثناء تعلمهم.
7. ظهور اتجاهات حديثة في التربية تتعلق بمبادئ التدريس وأساليبه، والتنوع في الطرائق والوسائل التعليمية.
الهدف العام للتطوير :
تطوير ممارسات معلمي التاريخ والمواد الاجتماعية التدريسية، والتي تشمل أساليب التدريس وطرائقة، والمواقف التعليمية داخل الصف وخارجه، من اجل الحصول على نواتج تعليمية جيدة.
الأهداف التفصيلية للتطوير :
للوصول إلى نقل تدريس التاريخ والمواد الاجتماعية نقلة نوعية تعتمد على الدور النشط للطالب في عملية التعلم، تبرز الأهداف التفصيلية التالية:
1. تزويد معلمي التاريخ والمواد الاجتماعية بذخيرة من مهارات التدريس وأساليبه.
2. تطوير مهارات مشرفي التاريخ والمواد الاجتماعية في مجال استراتيجيات التدريس.
3. تكثيف نشاطات إشراف المواد الاجتماعية في الميدان والموجهة إلى المعلمين.
4. نشر الوعي في المجتمع التربوي حول استراتيجيات التدريس وبيان عائداها على عملية التعليم على وجه العموم.
5. اكتشاف المبدعين من التربويين في الميدان في مجال استراتيجيات التدريس، وتفعيل دورهم بما يخدم مشروع استراتيجيات تدريس التاريخ والمواد الاجتماعية ويحقق متطلباته.
6. إثارة دافعية معلمي التاريخ والمواد الاجتماعية نحو النمو المهني، وخلق جو تعاوني بينهم.
فلسفة المشروع :
إن أجواء التغيير التي تشمل معطيات الحياة عامة شملت المدرسة المعاصرة، فحرصت هذه المدرسة على تقديم التعليم والتعلم وفق فلسفات حديثة تدعو لدور نشط للمتعلم في عملية التعلم، وتركز عليه فرداً وضمن مجموعة، وتهتم بجميع خصائصه النمائية، واستعداده التطوري للتعلم بشكل شمولي تكاملي؛ فأعارت اهتماماً كبيراً إلى ظروف التعلم والتعليم والحوافز المؤثرة فيهما. وفي هذا السياق يفسر التعلم وفق نظريات مستمدة من علم النفس التربوي تصف ظروف التعلم وكيفية حدوثه؛ ترى هذه النظريات أن احتكاك الفرد ببيئته بما فيها من ظواهر وأنشطة وأفكار، ومن ثم تفاعله معها بشكل مناسب، يؤدي إلى إدماجها في بنائه العقلي بشكل مثمر ذي معنى. ولعل هذه الأفكار تضعنا أمام تحد كبير ألا وهو كيف نحولها إلى سلوكيات لدى المعلمين والطلاب في الموقف التعليمي التعلمي ؟ و ما الأدوار التي سيضطلع بها كل من المعلم والمتعلم في ظل هذه التحديات والتوجهات؟ لذا كان من الضروري تأسيس قاعدة تربوية تقضي بإيجاد استراتيجيات تدريس تشجع المتعلمين على اكتشاف المعارف وبنائها، وتتضمن نشاطات وخبرات حسية مباشرة ونشاطات مفتوحة النهايات تسمح للمتعلم بالتفكير الحر النشط في شتى الاتجاهات، وتحفزه للتساؤل والبحث والعمل مستقلاً أو ضمن مجموعات متعاونة بحيث يتواصل ويتعلم وينتج بفاعلية ونجاح؛ وبعبارة أخرى، يولد المتعلم المعرفة ويبنيها. تتطلب استراتيجيات هذا النوع من التدريس بناء مهارات التعلم الذاتي وتعزيزها في المتعلمين واستمرار نموها ورقيها كما ونوعاً مع استمرار تقدمهم في السلم التعليمي. وفي ضوء هذا المشروع يمكن تقسيم استراتيجيات التدريس بشكل عام إلى ثلاثة أنواع متداخلة وفقاً للسلم التعليمي المعمول به في المملكة العربية السعودية على النحو التالي:
1- استراتيجيات تدريس ثقافة الاتصال ، وتستمر طوال المرحلة الابتدائية، وتهتم ببناء قدرات الطلاب على الاتصال واختبار تلك القدرات في مواقف متنوعة للحصول على المعارف وتوظيفها في مواقف مختلفة ، وتركز استراتيجيات التدريس في هذه المرحلة على المهارات اللغوية الأساسية أيضا ، بالإضافة إلى استخدام الوسائل التقنية للحصول على المعرفة .
2- استراتيجيات تدريس التفكير والبناء المعرفي ، وتستمر طوال المرحلة المتوسطة وتهتم بتدريب الطلاب على التفكير الناقد ، وعلى اكتشاف المعرفة وجمعها من مصادرها ، كما تهتم بإبراز أهمية البناء المعرفي للبشرية مادة وطريقة .
3- استراتيجيات تدريس البحث والاكتشاف ، وتستمر طوال المرحلة الثانوية ، وتركز على وضع الطلاب في مشكلات حقيقية ، يمارسون خلالها مهارات التعلم الذاتي للبحث والاستقصاء .
الآثار المتوقعة للمشروع على الميدان التربوي :
في ظل هذا المشروع وما يطرحه من استراتيجيات تدريسية تؤدي إلى توليد المعرفة وبنائها يكون للمعلم والمتعلم أدوار تجديدية تفاعلية يمكن تلخيصها على النحو الآتي:
أولاً: دور المتعلم :
1. هو محور العملية التعليمية .
2. يشارك في تصميم التعلم وبيئته.
3. يعمل مستقلاً أو ضمن مجموعة متعاونة بحيث يتواصل ويتفاعل ويقدم الدعم للآخرين ويستقبله ( يمارس الدعم المتبادل ).
4. يمارس الاستقصاء وحل المشكلات بحيث يقدم حلولاً ذكية للمشكلات التي تواجهه أو تواجه مجتمعه في الحياة.
5. يفكر تفكيراً تأملياً يظهر إيجابياً في طريقة تعلمه وجودة هذا التعلم ونوعيته.
6. يبحث عن مصادر المعرفة ويصل إليها ويتواصل معها بكفاءة وفاعلية.
7. يبادر ويناقش ويطرح أسئلة ذكية ناقدة تطور التعلم وترقى بنوعيته.
8. ينتج المعرفة ويبنيها ويطورها من خلال ممارسة التفكير بشتى أنواعه.
ثانياً : دور المعلم:
1. توفير بيئة صفية آمنة فيزيائيا وعاطفيا يعبر فيها الطالب عن رأيه بحرية تامة ، بعيدا عن الخوف من الإهمال أو الاستهزاء أو الانتقاد .
2. توظيف الخبرات السابقة للطلاب في المواقف العملية – التعليمية الجديدة وربطها بالتعلم الجديد لمساعدة الطالب في بناء الخبرات المكتسبة بشكل ينتج تعلما متميزا مدمجا بشكل سليم في البناء العقلي Cognitive Structure للطالب .
3. تقديم مواقف وخبرات ومشكلات حسية وغير حسية ، حقيقية وغير حقيقية تستثير الطلاب وتحفزهم على التفكير الإيجابي في الموضوع ، والعمل جسميا وع�
ساحة النقاش