موقع الدكتور عباس علام

للبحوث والدراسات التربوية

أهم أساليب التطوير الجارية للمناهج المدرسة علي المستوي العربي ما يأتي :

 

1)  إعادة صياغة الأهداف العامة لمجموعة مناهج في مجال ما ، وعلي الرغم من سلامة هذا الخطوة إذا نظرنا إليها من منظور الإجراءات العلمية لعملية التطوير ، إلا أنه يكتفي عادة بهذه العملية دون أن يكون لها صدي علي العمليات والإجراءات التالية .

2)  وضع أهداف إجرائية للمنهج ، وهو أمر بعيد عن خطأ في المفهوم ذاته ، فالأهداف الإجرائية أهداف تعليمية خاصة بالموقف التدريس اليومي، ومن ثم لا يجوز إعداد أهداف من هذا النوع لتكون علي قمة المنهج المدرسي.

3)  إعادة النظر في مضمون الكتاب المدرسي ، فتحذف اليوم نسبة منه ثم يحذف جزءا أخر أو نسبة أخري فيما بعد ليصل مجموع ما حذف 30% أو أكثر أو أقل من حجم المادة العلمية ، وهنا قد يحذف موضوع أو جزء من موضوع ، وقد يستبدل موضوع بموضوع أخر أو غير ذلك ، وفي هذه الحالة يكون التطوير تطويرا بالحذف أو الإضافة أو التعديل أو البديل ، وهو في جميع الأحوال ليس تطويرا بالمعني الذي سبق تقديمه ، وإنما هو جهد غير مخطط وليس له أي أساس أو رؤية علمية يجري بدعوي التخفيف عن الأبناء وتحاشيا لاعتراضات وشكأوي أولياء الأمور .

4)  تدريب المعلمين من خلال دورات تدريبية علي عدة مستويات من أجل رفع مستوي المعلم ، فتقدم بعض المحاضرات وحلقات المناقشة ، وعلي الرغم من أهمية هذا الأمر إلا إنه لا يجري في إطار النظرة الكلية لعملية تطوير المنهج ، وبالتالي يأتي هذا الجهد جزئيا وغير مرتبط بالتطور الواسع لعملية تطوير المنهج .

5)  اقتراح وسائل تعليمية معينة ، وتزويد المدارس بها علي اعتبار أن هذا من شأنه تطوير عملية التدريس داخل الفصول المدرسية ، وعلي الرغم من أهمية هذا الأمر إلا أنه أيضا يعبر عن نظرة جزئية .

6)  المناداة بتوفير فرص النشاط بشتي أشكاله وأنواعه أثناء تنفيذ المنهج ، والحقيقة أن هذا الجانب غائب تماما عن مدارسنا علي الرغم من أننا نؤمن به ، وعلي الرغم من أن المعلم مدرك لأهميته ، ولكن كما نعلم أن غياب فلسفة للمنهج وعدم وضوح فكرة النشاط يؤدي إلي غيابها تماما من عمليات المنهج التخطيطية والتنفيذية ، ومن هنا فإن اقتراح مجالات للنشاط في إطار المنهج هو دعوة للتطوير لا تجد صدي ، فضلا عن أنه إذا أتيحت الفرص لتطبيق ذلك فلابد أن يكون في الإطار الشامل السابق.

7)  المناداة بإضافة مادة أو إدخال جزء من نظام معرفي جديد ليكون ضمن الجدول المدرسي ، كأن ينادي البعض بإدخال منهج عن الأخلاق في صف دراسي ، أو مناداة البعض الأخر بتدريس شيء عن الأمن أو البيئة والتلوث البيئي والسكان والتربية السكانية والتربية السياسية أو تنمية الوعي بخطورة المخدرات وغير ذلك ، حقيقة إن كل هذا مهم جدا ولكنه لابد أن يتم تنأوله في إطار نسق علمي ، والمقصود بذلك هو أن تكون البداية عملية مستندة إلي أصول علمية ، وبعد ذلك ليقول الفكر والنموذج كلمته .

8)  المناداة بتقليد دول أخري أو الأخذ عنها دون دراسة علمية لدي صلاحية ما ينادى بالأخذ به ، إن ما يخطط من مناهج في دولة ما هو إلا تعبير عن هذه الدولة ووليد ظروفها وإمكاناتها ، ومن ثم فهو لا يصلح لنا أو لدولة أخري ، ومن هنا تكون المناداة بهذا من قبيل الأخذ بالشكل دون الجوهر والتشبه بالآخرين ليقال أننا أخذنا بأسباب التقدم والعصرية دون أن يكون الواقع مهيأ لذلك.

  • Currently 35/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
11 تصويتات / 642 مشاهدة

ساحة النقاش

دكتور عباس راغب علام

abbasallam
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

368,147