موقع الدكتور عباس علام

للبحوث والدراسات التربوية

المهارات الاجتماعية (ماهيتها/علاقتها بالمهارات الحياتية/أهمية تنميتها)

 

ماهية المهارة الاجتماعية:

نذكر فيما يلى بعض الآراء التى قدمها المربون العرب والأجانب فى المهارة الاجتماعية، ثم نخرج بتعريف عام لها:-

-   عرفها "كومبس" Combs و"سلابى" Salaby أنها القدرة على التفاعل مع الآخرين فى إطار اجتماعى محدد، وبأساليب معينة مقبولة اجتماعياً.

-   وعرفها "مورجان" Morgan   بأنها سلوك مكتسب مقبول اجتماعياً، يمكَّن الفرد من التفاعل مع الآخرين تفاعلاً إيجابياً.

-   وعرفها " أبو الفتوح رضوان" بأنها تتعلق بأساليب التعامل والتفاهم مع الناس والتعاون معهم، وتدعيم العلاقات وحل المشكلات.

-   وعرفها " أحمد اللقانى" بأنها كسب الأصدقاء، والتأثير فى الآخرين ، والتفاهم والتعاون معهم، وحل المشكلات الاجتماعية .

-   وعرفها "محمد إسماعيل عبد المقصود " بأنها القدرة على التفاعل المقبول بين الفرد وغيره من الأفراد فى إطار المعطيات الثقافية العامة للمجتمع.

 

      فى ضوء ما سبق يمكن القول بعمومية بعض التعريفات السابقة وخصوصية البعض الآخر، ولكنها اتفقت جميعا على التركيز على السلوكيات الاجتماعية السوية للفرد، وتفاعله الاجتماعى المقبول مع الآخرين، والتى يتمخض عنها النتائج الإيجابية فى المجتمع المحيط بالفرد.

 

     والآن يمكننا تحديد المهارات الاجتماعية والتى تشتمل على: مهارات التعرف على خصائص الجماعة ، مهارات التفاعل مع المجموعات، مهارات الحديث، مهارات الاستماع، مهارات التعاطف، مهارات الاتصال غير اللفظى، مهارات التعرف على مشاعر المرء الذاتية، مهارات التحكم فى الذات، مهارات كسب الأصدقاء، مهارات التسامح، مهارات القيادة ومهارات المشاركة الاجتماعية ...إلخ).

 

- العلاقة بين المهارات الاجتماعية والمهارات الحياتية:

 

والآن بعد أن عرفنا المهارات الاجتماعية، نجد السؤال التالى يطرح نفسه بشدة :-

هل المهارات الاجتماعية هى المهارات الحياتية؟

 السؤال بصيغة أخرى: ما العلاقة بين المهارات الاجتماعية والمهارات الحياتية؟

للإجابة نقول:

كما تعددت تعريفات المهارات الاجتماعية ، فقد نالت المهارات الحياتية أيضاً اهتماماً على المستوى العالمى والمستوى العربى على النحو التالى:- 

-   عرفتها" منظمة الصحة العالمية"World Health Organization 1993  بأنها: قدرات الفرد على السلوك التكيفى والإيجابى التى تجعله يتعامل بفاعلية مع متطلبات الحياة اليومية وتحدياتها.

-   عرفها " وليم عبيد" بأنها: المهارات التى بامتلاكها يكتسب المتعلم خبرات تعينه على تعرف قدراته ونواحى تميزه فى الجوانب المعرفية والمهارية، و توفر له فرص التفاعل والاتصال بما يمكنه من التعامل الذكى مع معطيات المجتمع الذى يعيش فيه ويتعايش معه.

-   وعرفها " أحمد اللقانى" و" فارعه حسن" بأنها: أى عمل يقوم به الفرد فى حياته اليومية التى يتفاعل فيها مع أشخاص ومؤسسات وأشياء وآلات ومعدات، وبالتالى فإن هذه التعاملات تحتاج من الفرد أن يكون متمكناً من المهارات الأساسية.

-   وعرفها " رضا هندى" بأنها: المهارات التى تساعد الفرد على إدارة حياته، والتعايش مع متطلباتها، والتعامل بإيجابية مع مشكلاتها، ومواجهة التحديات التى يفرضها العصر، والاتصال الفعال مع الآخرين.

-   وعرفتها" خديجة بخيت" بأنها: مهارات إدارة الحياة والتكيف مع الذات، والتعايش مع المتغيرات الحادثة ومع متطلبات الحياة، كما تجعل الفرد قادراً على تحمل المسئولية ومواجهة المشكلات والتحديات التى يفرضها العصروتحقق ثقته بنفسه، والاتصال الفعال مع الآخرين بل والتفاعل الإيجابى مع الحياة.

-   وعرفها " ليبرمان" Lieberman أنها القدرة على حل المشكلات ومواجهة التحديات التى تواجه الفرد، والرغبة فى تعديل أسلوب حياة الفرد والمجتمع، وتشمل قاعدة المهارات الحياتية: التعاون، الاتصال الشخصى، والتفكير فى حل المشكلات.

-   كما عرفتها" إلين " Ellen بأنها قدرة الأفراد على التعامل بإيجابية مع مشكلات الحياة المتعددة، وأنها تشمل: التفكير الإبداعى، اتخاذ القرار، اكتساب المعرفة، المسئولية، مهارة الاتصال، تقدير وفهم الذات، والتفاعل مع الآخرين.

 

فى ضوء ما سبق من تعريفات للمهارات الحياتية يمكن القول بأنها مهارات أساسية ضرورية للحياة فى أى حقبة حضارية، حيث تمكن الفرد من الاندماج فى المجتمع لارتباطها بالمشكلات الإنسانية، وهى تتكون من المهارات التى تساعد الفرد للعيش حياة صحيحة ومثمرة، وحفظ الفرد قوى وصحيح.

 وبعد أن استعرضنا فيما سبق المفاهيم والآراء التي كتبت عن كل من المهارات الاجتماعية والمهارات الحياتية، تبين أن المهارات الاجتماعية جزء أساسي من المهارات الحياتية، بل قلب تلك المهارات؛ لأن حياة الإنسان لا تستقيم إلا وسط جماعة تتطلب منه في كافة المواقف الحياتية أثناء تفاعله مع الأخرين علي كافة المستويات – ابتداء بالأسرة وانتهاء بجماعة العمل – مجموعة من المهارات تيسر وتضفي على علاقاته الاحترام والتقدير والحب والتعاطف والمشاركة والتواصل، والتى تجعل لحياته بشكل عام معني وقيمة.

 

أن تركيزنا على المهارات الاجتماعية لما تلعبه هذه المهارات من دوربارز فى حياة الفرد، بل نستطيع القول – على نحو ما سنرى – بأن الفرد الذى يتمكن من المهارات الاجتماعية سوف يتمكن من بقية المهارات بسهولة ويسر، الأمر الذى ينعكس على حياته بالإيجاب بصفة عامة، وبهذا يمكن أن نطلق على هذه المهارات بأنها "المهارة الأم". ومن هنا تأتى أهمية هذه المهارات.

 

أهمية اكتساب وتنمية المهارات الاجتماعية :

 

ولبيان أهمية المهارات الاجتماعية  – موضوع هذا الكتاب – قمنا بتقسيم جوانب الأهمية إلى محورين :-

المحور الأول: أهمية المهارات الاجتماعية بصفة عامة ( وهذا ما نتحدث عنه الآن).

المحور الثانى: أهمية كل مهارة فرعية لمجموعة المهارات الاجتماعية على حدة (سوف نتحدث عنها فى موضع قادم من هذا الكتاب).

 

المحور الأول: لبيان أهمية المهارات الاجتماعية بصفة عامة على الفرد، سوف نذكر أهمية تنميتها واكتسابها، ثم نعقبها ببيان بالمشكلات التى تنجم عن عدم تنميتها، والتى تؤكد أيضاً أهميتها.

 

أولاً: نتائج تنمية واكتساب المهارات الاجتماعية .

1-  مساعدة الأبناء على تعلم تبادل المشاعر مع الآخرين، واستخدام أساليب فعالة للتوافق مع المواقف والصراعات اليومية فى الحياة.

2-  مساعدةالأبناء على اكتساب مهارات التواصل، حيث يقابلون الكثير من الأفراد، الأمرالذى يساعدهم مستقبلاً على الحصول على الوظيفة التى يرغبونها، والتقدم فى المهن والعلاقات.

3-     اكتساب المهارات الاجتماعية يوفر وسائل وأساليب للأفراد يمكنهم استثمارها، فتؤدى إلى أن يصبح الإنسان أكثرسعادة.

4-     اكتساب الأبناء السلوكيات الاجتماعية المرغوبة والهامة يؤدى إلى النتائج التالية:

- نمو الوعى بحقوق الآخرين.

    - جعل العملية التعليمية مرغوباً فيها؛ حيث ينخرط الأبناء فى سلوكيات مشجعة على

      التعلم بالود والحب والحرية.

    - نمو وتحسين التوافق الشخصى لدى الأبناء.

    - تعمل على إحداث التوافق الاجتماعى مع المجتمع.

والأبناء الذى يكتسبون مهارات التوافق مع المجتمع يصلون إلى النجاح التام، وعندما يصل هؤلاء الأبناء إلى مراحل تعليمية أخرى، فإن المهارات الشخصية سيتم إدراكها، حيث أن التلميذ الذى اكتسب مهارات سليمة فى المدرسة، من المتوقع أن تكون عنده نفس الاستجابات عندما يواجه نفس الظروف فى مجتمع آخر فى المستقبل، وبهذا يكون التعليم وظيفياً، وبذلك يتأكد صدق المثل الشعبى " التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر".

5-  تعمل التفاعلات الاجتماعية السوية التى يكتسبها الأبناء عن طريق المهارات الاجتماعية على التكيف مع البيئة؛ لأنها تعمل على:

      - تحسين و تطويراحترام الذات.

      - تطوير الاستقلال بهدف دعم الانفصال الطبيعي والهادىء عن الأسرة فيما بعد.

      - تطوير الأحكام الأخلاقية والقيم الاجتماعية. 

      - بناء نظم لدعم الحاجات الاجتماعية الوجدانية.

      - اتباع سلوك إيجابى يشبه سلوك الكبار.

      - دعم منزلة الفرد داخل مجموعة الأصدقاء.

      - المشاركة والاختيارالصحيح للرفيق.

6-  كما أن للمهارات الاجتماعية أهمية مستقبلية على مستوى الفرد والمجتمع، حيث أنها تكفل للفرد التفاعل والتكيف مع النفس ومع الآخرين، الأمرالذى ينعكس إيجابياً على المجتمع.

7-  كما تبدو أهمية المهارات الاجتماعية  فى هذا العصرالذى يتسم بالثورة التكنولوجية والانفجار المعرفى، حيث تكسب الأفراد التواؤم والتكيف مع هذه المستحدثات، حيث ينبغى أن يتعلم الأنظمة التى يعيش الناس بمقتضاها، ويحترمونها ويقدرونها، كما يجب أن تكون لغتهم مهذبة، وأن يسلكوا الطرق والعادات والقوانين التى يتبعها المجتمع.

 

ثانياً- النتائج المترتبة على عدم تنمية واكتساب المهارات الاجتماعية :

1-     الانعزال عن الآخرين، مما يؤدى إلى القلق والتوتر والاكتئاب.

2-     الفشل فى إقامة علاقة اجتماعية سوية.

3-  مواجهة الفرد لصعوبات تتعلق بـ ( تبادل التعامل – التفاعل مع الآخر – المشاركة فى الاستمتاع – التعاطف – التداخل فى اهتمامات الآخرين – الاحتفاظ بالتواصل ...إلخ). 

4-     صعوبة تكوين علاقات شخصية قوية ( ذات معنى).

5-     السلوك العدوانى وتفشيه.

6-  نقص المهارات الاجتماعية يؤدى إلى اختلال اجتماعى مثل: (الانحراف والتسرب من المدرسة – الأمراض النفسية – الإدمان – السلوكيات غير الاجتماعية ...إلخ).

7-  كما أن إهمال المهارات الاجتماعية  – كما أكدته الأبحاث والدراسات السابقة – ينتج عنه سوء سلوك التلاميذ والطلاب داخل الفصول والمدارس، الأمر الذى يجعل عملية التدريس صعبة إن لم تكن خطيرة، وينتج عن ذلك التحصيل الدراسى الضعيف .

عزيزى: ( فتش فى ذاكرتك سوف تجد العديد من زملاء الدراسة بالمراحل التعليمية المختلفة ممن ينطبق عليهم الحديث السابق ).

لذا يمكن القول أن السلوك الاجتماعى مهم للدراسة الأكاديمية، ومن أجل ذلك يعتبر تحسين السلوك الاجتماعى اتجاه ضرورى وهام للتعلم فى المدرسة، لذا من الضرورى أن تحتوى العملية التعليمة على جوانب اجتماعية جنباً إلى جنب مع الجوانب الأكاديمية.

 

المصدر: كتاب المهارات الاجتماعية في حياتنا المعاصرة للدكتور/عباس راغب علام 2008
  • Currently 50/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
14 تصويتات / 8952 مشاهدة
نشرت فى 2 ديسمبر 2010 بواسطة abbasallam

ساحة النقاش

seadiamond

جهد رائع . والكتاب موجود بمكتبة كلية التربية جامعة بورسعيد

دكتور عباس راغب علام

abbasallam
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

258,245