الثوب السيناوى المطرز

مئات السيدات يتفنن في صنعه داخل بيوتهن البدوية تحرص سيدات البدو على أن تدل الألوان المستخدمة في تطريز وصناعة الثوب على الحالة الاجتماعية للمرأة («الشرق الاوسط») 
 

صناعة الملابس البدوية مهنة تحمل تاريخ وثقافة بدو شبه جزيرة سيناء، وهي مصدر رزق أساسي لآلاف السيدات البدويات، حيث يقمن بصناعة الملابس البدوية التراثية المطرزة داخل منزلهن الصغيرة، وذلك تحت إشراف جمعيات أهلية بسيناء تعمل على زيادة دخل المرأة البدوية والحفاظ على التراث السيناوي. ويقبل السياح الأجانب على شراء هذه الأزياء التي يتم تصنيعها بشكل يدوي في معظم مراحل التصنيع.
كما تجتذب بطرزها البدوية البديعة أعدادا كبيرة من المشترين الأجانب يقبلون على شراء هذه الأزياء بخاصة أنها أصبحت تصنع وفق موديلات وأذواق حديثة.

.

لكن هل يستغرق تصنيع الثوب البدوي وقت طويلا؟

نعم.. فأحيانا الثوب الواحد يستغرق تطريزه ثلاثة أشهر.. إنني أعمل في وقت الفراغ فقط وبعد الانتهاء من كل الأعمال المنزلية.. العمل يتم بشكل يدوي لذلك يستغرق وقتا طويلا.

تتقن المرأة البدوية فن تطريز الملابس بالفطرة ودون دراسة منذ الصغر حيث تبدأ في تطريز فستان زفافها وملابس عرسها وهي في سن التاسعة إضافة إلى اهتمامها الكبير بتطريز «القنعة»، وهو غطاء الرأس الذي ترتديه معظم البدويات ويدل عادة على القبيلة التي تنتمي إليها الفتاة حيث أن لكل قبيلة وحدات زخارفية خاصة بها تميز فتياتها عن فتيات القبائل الأخرى.

وتحرص سيدات البدو على أن تدل الألوان المستخدمة في تطريز وصناعة الثوب على الحالة الاجتماعية للمرأة. فالثوب المطرز باللون الأزرق ترتديه السيدة الكبيرة في السن والسيدة الثيب، أما السيدة المتزوجة فترتدي الثوب المطرز باللون الأحمر، فيما ترتدي الفتاة الصغيرة الأثواب المطرزة بألوان فاتحة.

ويقولرئيس جمعية الحفاظ على التراث رئيس مجلس إدارة جمعية التدريب والإنتاج لزيادة دخل المرأة السيناوية والتي تعمل في مجال الملابس البدوية المطرزة : الجمعية لديها نحو 700 سيدة بدوية تعيش في تسع قرى بشمال سيناء يعملن في مجال تطريز الملابس وذلك داخل منزلهن في أوقات الفراغ.

ويشير إلى أن العمل يتم من خلال تعيين مشرفة لكل قرية تقوم بزيارة البدويات في منزلهن وتوزيع الأقمشة عليهن. وحول منافذ بيع هذه المنتجات وزبائنها، يشير الحلو إلى أنه يتم طرح الإنتاج للبيع في محلات كبرى بالقاهرة والأقصر وأسوان بالمناطق التي يرتادها رواد من السياح الأجانب، إضافة إلى بعض الأسواق الخاصة بالقوات الدولية العاملة بسيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء والغردقة.

ويصل سعر الثوب البدوي إلى نحو 300 جنيه مصري على الأقل، وأحيانا يزيد السعر داخل المحلات بسبب طبيعة الثوب والوقت الذي يستغرقه، لأن العمل يتم في معظم مراحله بشكل يدوي، وهو ما يضفي عليه قيمة الأصالة.

وبعد الانتهاء من عملية التطريز إنه يراعى فيها الدقة والجودة العالية وظروف السوق.

ومن أبرز ما يعكسه الزي السيناوي أنه يعد بطاقة تعريف مهمة بالشخص الذي يرتديه، كما يشير إلى تراثه القبلي، فبعض الأثواب المطرزة تدل على المنطقة التي تعيش فيها المرأة والقبيلة التي تنتمي إليها فهناك ثوب يسمي «الخويلدي» وهو خاص بنساء قبيلة السواركة التي تعد من اكبر قبائل شبه جزيرة سيناء.

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

35,860