قادة بن عمار

أحد الشباب الثائرين في واحدة من المدن المحررة في ليبيا، رفع صورة اللاعب الأرجنتيني المتألق ليونال ميسي، وتحتها كتب بلغة انجليزية بسيطة، أنقذنا يا ميسي؟!

  • وقبلها بأيام، كتب اللاعب البرتغالي المعروف، كريستيانو رونالدو، على صفحته في تويتر، جملة واحدة، يقول فيها "أنا مهتم بما يحدث في مصر، أكثر من الكلايسكو بين الريال والبارصا"، فاحترمه الجميع على هذه الجملة، وأشادوا بموقفه؟!! في مصر نفسها، كشفت التحريات الأخيرة، وعقب فحص وتمحيص وثائق أمن الدولة السرية، عن وجود ملفات ومحاضر، تتعلق بسيرة اللاعب الدولي البارع، والمحترم، محمد أبو تريكة، وبأن النظام الفاسد في مصر سابقا، كان يبحث للاعب الأهلي عن أي جريمة يُلصقها به، ولأن الرجل، ليس "بتاع نسوان ولا حفلات"، خططوا لتوريطه بالانتماء لتنظيم الإخوان؟!! أبو تريكة نفسه رفع شعارا على قميصه الداخلي، يقول فيه، نحن مع غزة، فاحترمه العرب من المحيط إلى الخليج، وفي مقدمتهم، الغزاويون المحاصرون، تماما مثلما احترمنا لاعبا برتغاليا في نادي بورتو، رفع هذا الأسبوع شعار "نحن مع اليابان" بعد الزلزال الذي ضربها، كما تضاعفت أعداد المعجبين بفريق البارصا، عندما وقف نجومه دقيقة صمت على أرواح الشهداء الذين سقطوا في ميدان التحرير بمصر. النماذج السابقة، تؤكد لنا مرة أخرى، ارتباط السياسة بالرياضة، والكرة بالثورة، وتثبت أيضا، أنه مثلما للأنظمة أصواتها ونجومها ونخبتها المصنوعة في مخابر السياسة وجحور المخابرات، فإن للشعوب أيضا، نجومها المنتخبة في الشارع، والمختارة بعناية وشفافية من الجماهير الحرّة. يكفي أن الله منحنا عمرا، حتى رأينا رئيس حكومة عربية، يختاره الشارع في ميدان الحرية؟!! ميسي ورونالدو، والبارصا، وغيرهم، يفهمون السياسة بهذا المنطق، ويجعلون الرياضة في خدمتها وفقا لهذا الأساس، وليس مثلنا نحن معشر العرب، حين نسيّس الكرة، في لقاءات الدرابي، بين الجزائر ومصر، أو المغرب وتونس، أو حتى في الخليج، فنخسر الرياضة والسياسة معا؟! الشاب الليبي الذي استنجد بصورة ميسي في ليبيا كان يبحث عن رمز يعينه في مأساته، فقام بجلبه من ملهاته، على أساس أن الكرة، لهو ولعب، أما الشباب الذين تعلقوا بفريق برشلونة، أو الريال، فهم يدركون تماما أنّ أي خطوة أو كلمة، أو حتى صورة، من هؤلاء النجوم، دفاعا عن قضيتهم المشروعة، أو انتصارا لحقوقهم المهضومة، ستكون لهم بمثابة الدعم الكبير، والمساندة التي قد لا يعثروا عليها في رموز أمتهم، ثم أن دقيقة الصمت الواحدة في ملعب الكامبو نو في برشلونة، أو ملعب البيرنابيو في مدريد، تفوق في أهميتها مليون مرة، دقائق الصمت المنافقة التي يقدمها المسؤولون العرب، رغم أن القضايا التي تجلب الحزن ودقائق الصمت تلك، هي قضايا إسلامية أصيلة، وجرح عربي في الصميم؟! الرياضيون الأنقياء، باتوا سفراء فوق العادة للشعوب الضعيفة، أو المقهورة، وتلك هي السياسة التي نحب أن نراها تتحقق في لقائنا المقبل مع المغرب، منعا للمزايدات، أو قطعا للطريق أمام العابثين بالعلاقات بين الشعوب، وبين المسلمين، كما أن جلدا منفوخا، يتلاعب به ميسي ورونالدو وأبو تريكة، أفضل مائة مرة من بطون منفوخة بعقول فارغة، كالتي تتحكم في مصير الأمة الآن؟!

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 317 مشاهدة
نشرت فى 17 مارس 2011 بواسطة aanoan

ساحة النقاش

احمد عبدالله

aanoan
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

15,044