يقع هذا الجامع بشارع التبانة أنشأ الطنبغا الماردانى أحد أمراء الناصر محمد بن قلاون وزوج ابنته. ابتدأ فى بنائه سنة 739 هجرية = 1338 /39م واتمه سنة 740 هجرية = 1340م بإشراف مهندسه المعلم ابن السيوفى رئيس المهندسين فى دولة الناصر محمد. وهو يشبه فى تخطيطه جامع الناصر محمد بالقلعة إذ يتكون من صحن مكشوف تحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة الذى يشتمل على أربعة صفوف من العقود بينما بكل من الأروقة الثلاثة الأخرى صفان فقط. وتقوم أمام المحراب قبة تحملها أعمدة ضخمة من الجرانيت ذات تيجان مذهبة وبأركان مربعها مقرنصات من الخشب منقوشة ومذهبة تحصر بينها شبابيك من الجص المفرغ المحلى بالزجاج الملون ، وبأعلى العقود الحاملة للقبة طراز مكتوب به آيات قرآنية ، ويكسو جدران رواق القبلة وزرة من الرخام الملون يتخللها بعض مراتب من الخردة الدقيقة المطعمة بالصدف كما تتخللها مراتب أخرى بها كتابات كوفية مربعة. ويتوسط جدار القبلة محراب من الرخام الملون المطعم بالصدف يعد فى مجموعه من أجمل المحاريب وأدقها صناعة ويقوم إلى جواره منبر من الخشب يعتبر هو الآخر من المنابر الدقيقة الصنع التى جمعت بين دقة الحفر فى الخشب ومهارة التطعيم فيه. أما سقف الجامع فمن الخشب المدقوق بزخارف هندسية منقوشة بالألوان ومذهبة وقد جدد قسم منه برواق القبلة ، ويحيط بدائ السقف إزار مكتوب به آيات قرآنية باللون الأبيض على أرض زرقاء تتخللها فروع نباتية مذهبة. ويفصل رواق القبلة عن باقى الجامع حاجز من الخشب الخرط المحفور بزخارف دقيقة ينتهى من أعلى بطراز كتب به بالحفر من الوجهين آيات قرآنية. وتحلى وجهات الصحن أعلى العقود زخارف جصية على هيئة دوائر ومعينات وبخواصرها صفف عقودها على شكل مراوح ترتكز على أعمدة ملتصقة ويتوج هذه الوجهات شرفات مسننة حليت أوجهها بزخارف جصية ، وفوق كل شرفة مخروط من القاشانى الأخضر ، وفى أركان الصحن وعند منتصف أضلاعة تقوم الشرفات خوذة يعلو كلا منها مخروط من القاشانى الأخضر أيضا. ووجهات الجامع الخارجية كغيرها من الوجهات تقسمها صفف قليلة الغور تنتهى بمقرصنات فتح بها نوافذ سفلية أعتابها ملبسة بالرخام على هيئة شرفات مزررة تعلوها أخرى من الجص المفرغ على هيئة أشكال هندسية ، ويمتد بطول الوجهات قبل نهاية الصفف من أعلى طراز مكتوب به آيات قرآنية حفرا فى الحجر كما تتوجها شرفات مسننة. وللجامع ثلاثة أبواب أهمها البابان البحرى والغربى فالأول يقع داخل صفة معقودة ويغطى حجره مقرنصات ذات دلايات كما يحلى صدره زخارف ورخام ملبس فى الحجر على هيئة أشكال زخرفية وتقوم المنارة على يساره وهى مثمنة وتتكون من ثلاث دورات. أما الباب الغربى فتغطيه طاقية بأسفلها مقرنصات جميلة ومكتوب عليه كما هو مكتوب على الباب البحرى اسم منشئ الجامع وتاريخ الإنشاء. وقد تداركت لجنة حفظ الآثار العربية هذا الجامع فعنيت به وجددت ما تشعث من جدرانه وأبدلت ما تداعى من أعمدته وأصلحت وزرته الرخامية وأعادت لحالته الأولى كلا من المنبر والشبابيك والأبواب وأنشأ فوق محرابة قبة بعد أن أصلحت مقرنصاتها ونقشتها وبنيت الطبقة العليا من المنارة ورممت جميع سقوفه وكان الشروع فى ذلك كله سنة 1314 هجرية = 1896م وإتمامه فى سنة 1321 هجرية =1903ميلادية

  أعداد وصياغة د. زينب نصر الدين حسين

المصدر: مواقع من النت
  • Currently 90/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
30 تصويتات / 844 مشاهدة
نشرت فى 12 يونيو 2010 بواسطة Zeinab

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

164,045