نغمات من نور

 

لا غـروَ إذ يَــبْـتَـليـنـا الـكَربُ والفِـتَــنُ

ويَـخْلَـعُ الـرُشْدَ من أَلـبـابِــنــا الوَسَــنُ

 

 نُـذنِّـبُ الخَصـمَ دوماً فـي تَخَـلِّـفِــنـا

وأنَّـــهُ لِـمُــصــابِ الـقَــومِ يَـمـــتـهِــنُ 

 

والـخَـصـمُ فِيـنـا سَـبى مـنَّـا مَكارِمَـنا

خُـلْـقًـا تَـركْـنــاهُ ضاعَ الإبـنُ والسكنُ

 

والـجَـهـلُ سادَ وصارَ الـعلمُ مـغْـتَـرَبًـا

فَـرضاً جَـفَوْنـا فـغابتْ خـلفَهُ الـسُـنـنُ

 

آهٍ منَ الـعيشِ كمْ في الأهلِ من رَذِلٍ 

كــأَنـَّــه في حِــبـالِ الــذُلِّ يــرتَـــهِــنُ

 

طَــعــامُــنَــا عـلْـقَــمٌ مُــرٌّ يُــمـــازجُــهُ

مــهْـلُ الــصَّـديــدِ وَمــاءٌ أَٰسِــنٌ نَــتِـنُ

 

عَــمِيـدُنـا ضـلَّ يا أخـوانُ فـي سَــفَــهٍ

يَـزهُو بِسرجِ العُـلا في جيــدِهِ رَسَــنُ

 

غريـمُـنـا كَــرَّ يـا رحـمٰـن فــي صَلَــفٍ 

نُــكـابِـدُ الــجــوعَ لا مـــاءٌ ولا مُــؤَنُ

 

حَـياتُنا تَـنـقَـضي والنَّـاسُ في خَــبَـلٍ

لا الحيُّ يَـنـجُـو ولا الأمواتُ تَــندَفِـنُ

َِ

هٰــذا فُــــؤادي سَقيـمٌ مِــن تَـفَــطِّــرِهِ

مِـن بَـعـدِ مُعْـتَصِمٍ قـد طَـمَّنـا الـعَـفَـنُ

 

مـولايَ أحــوالُــنـا شَــحَّـتْ جداولُـهــا

وَحـلَّ في أرضِنــا الضَّـراءُ والــمِـحَــنُ

 

لٰــكـنَّـنـي عــاشِــقٌ أحْـيـا بِــمُــعـتَـقَــدٍ

وَمَـسْـلَـكٍـي نَـهْـجُ حـقٍّ خَـطَّهُ الـزَّمَـنُ:

 

نَـفــسي وَنـاسـي مـقرونـانِ في بَـدَني

فــلا أغـــالـي بِــقــولــي إنَّــهُ الـوَطــنُ

 

مَنْ ظَنَّ إِنِّي سَـلوتُ الأهـلَ قـلـتُ لَـــهُ

لمْ يَـنْفـصلْ رَغْـبـةً عن رَوحِــهِ الــبَـدَنُ

 

إنْ فـاضَ دَمعي فلا نَقْصٌ غَـزا رُتَـبـي

فَيْضُ الـدُّموعِ على قَـدْرِ الـشَّجَا يـَزنُ

 

مَــنْ يَـدَّعـي أنَّ أمْـر الـرِّيحِ فـي يَـدِه

تلقاهُ في البحرِ قَد طافَت بهِ السُـفُـنُ

 

تَــجــري الرِّيـاحُ بِــأَمـرٍ من مُسيـِّرهـــا

لا تَـطْـلُبُ الإذنَ لـمَّـا تَــمْـطُـرُ الـمــُزُنُ

 

مَـولايَ فارحَـمْ قُـلوبًـا تَشـتَـكي الَـمًـا

وكُـنْ لَـهُـم بَـلْسَمًـا يُـشْفَـى بهِ الحَـزَنُ

 

طـوبـى لِــعـبْـــدٍ يُـنــادي ربَّـــهُ رَغَـبًــا 

فَـــرَدَّ يــا عـبـدُ نَـحــنُ الــعَـينُ والأُذُنُ

 

جمال اسدي 

7-3-24