بهجةُ الروح
قُمْ واطْفَحِ الأجواءَ بالأشواقِ
وأقِـم دروسَ تَــعَـبّـدٍ يا راقـي
حيثُ العبادُ رَجَوْا جنى أَفنانِها
وَغَشَتْ عليهمْ هَـيْـبَـةُ الخـلّاقِ
والحقلُ يـَزهو في وشاحٍ آسِرٍ
أعـلاهُ نَــخـلٌ طــابَ لـلأذواقِ
والطيرُ صلَّى في خشوعٍ صادِحًـا
مُـتَأسِّـيًا في خَـافقي الـمُــشـتــاقِ
فأَصخْ إِلى الـحسُّونِ شَجْوِ غناءِهِ
حـضَّ الـدموعَ بـِمَـدمعـي الدفّـاقِ
ناحَتْ لِشَـكوايَ الجبالُ فـأَجدبَـتْ
وَتَـشَـقَّـقَـتْ غَــمَّــا مـِنَ الإشـفــاقِ
فَـإِلى مـَتى حشدُ اللئامِ يُضيـرُني
عيشي ضناهُ الكربُ غيـرُ مـُطَـاقِ
أَوَليسَ لِلـخَطْـبِ النَّـكودِ نِـهـايـةٌ؟
فَـسَـنا عُـيـونـي غَـمَّ فـي إمـحاقِ
يـا مُرسِلَ الرُسْـلِ الكِـرَامِ تـَلَطـُّفـاً
بـيـتُ الحرائرِ مــا لـَـهُ مِــن وَاقـي
صَبُّوا عـليَّ من الضَّغـائـنِ حُـزمـةً
فَـتَـمــازجَـتْ بِــكَـراهـةٍ وشــقــاقِ
لا الإنسُ يَنجو إنْ سَرى من بـلوةٍ
والـزَّرعُ يَـنــدِبُ لَــوعَــةَ الإحـراقِ
إِلاَّ جــِـوَارَك أَبـتَــغـيـهِ مَــحَـمَــدًا
فَعسى الرحيمُ يحلُّ عقدَ وَثـاقـي
أَصبو لِـرَوضَـتِـكَ الـشَريـفَـةِ منـَّة
خَـصْمِـي لَــدودٌ قَـد أَمَـدَّ خـناقي
فَحفـظْـتُ مِيـثـَاقـاً غَليـظـاً أَنَّـني
مَـهْـمَـا طُـعِـنْتُ فَـإِنَّ عَـهدِيَ بَــاقِ
في ردهةٍ بـالقلب ِصُنـتُ عَقِيدَتي
فَسَرَتْ كَبـَرقِ الشُهْبِ في أعماقِي
أَمسكتَُ بالدينِ الحنيـفِ بـِحِكـمَةٍ
مِــنـهَــاجِ عَــدْلٍ مُـتْـقَـنِ الإِرتــَاقِ
أورثتُ دِينَ اللَّـه مزهوَّ الرُّؤى
أَتممتَ فـِيـهِ مَـكـارمَ الأَخـلاقِ
إنْ كانَ حظُّـكَ بين أطباقِ السَّمـا
سـيـحِلُّ نـُجم الصُبـحِ إثرَ غـِسَـاقِ
جمال اسدي
٢٣-٢-٢٠٢٤