مئةٌ وعشرٌ ثمّ عشرُ تخاذلوا
وأدوا الشهامةَ خيرَهُم لا تأمَلوا
أين المروءةُ ؟! لا مروءةَ للأُلي
باعوا الكرامةَ بالخنوعِ تسربلوا
خلعوا رداءَ العزِّ والمجدِ الذي
أجدادُهم يوماً بفخرٍ أسدلوا
في صولةِ الأحرارِ في نقعِ الوغى
حلّوا إزارَ شجاعةٍ وتحللوا
ليسو سوى أتباعَ شرذمةِ العدا
كم صفّقوا لفعالهم كم هلّلوا
متصهْينونَ مطبّعونَ ومن درى
أحفادُ خيبرَ بلْ همُ فلْتسألوا
برئتْ عروبَةُ من مثالبَ غدرهم
أذيالُ خزيٍ في النجاسةِ أوغلوا
تبتْ أيادٍ لا تُمدُّ لجائعٍ
مطرُ السّما رثَّ الثيابِ يُبلّلُ
بردٌ تسلّلَ للعظامِ يدقُّها
يسري بأوصالٍ لهُ يتغلغلُ
ومدافعٌ أزّتْ تدكُّ ديارهُ
ورصاصُ قنّاصٍ لهُ يتسللُ
ماذا دهاكم هل عميتم أم تُرى
ضُربت عليكم ذلّةٌ لم تخجلوا
هدموا المآذنَ يا رعاعُ فأبصروا
حرقوا المدائنَ واستجارَ المنزلُ
قتلوا الطفولةَ ما رعوا حرماتنا
أسروا النساءَ ببغيهم وتغوّلوا
عاثوا فساداً في البلادِ وأجرموا
شيبٌ شبابٌ كالورودِ تُقتّلُ
أينَ الضمائرُ أمْ قلوبٌ أُقفلتْ
فجذوعُ نخلٍ كيفَ يوماً تعقِلُ
فعسى إلهي قاصمٌ أركانكم
ومهدّم كلَّ العروشِ مزلزلُ
عائدة قباني