من القديم، ( فرعون ) وما أكثر الفراعنة
فرعونُ ما زال فينا، عابس الطّلَّةْ
جَزَّ الرقاب، وما حِدْنا عن المِلَّةْ
كفراً أراد لموسى بعدما سطعتْ
شمسُ الحقيقة والأسياف مُسْتَلَّةْ
شاهت وجوهٌ على الأجداث قد رقصتْ
ما بالها اليوم بالأحْزان مُحْتَلَّةْ!!
فأيُّ ذئبٍ عَلا أنْجاس بَلْدتنا
حتى رأينا ثيابَ القومِ مُبْتَلَّةْ
كم كان يخشى رِعاعُ الذُّل لُعْبَتَهُ
لا ترفعوا ذا الغطا (عفريتُ) بالحَلَّةْ
كم عاب رابعة الأطهار جاهلهمْ
وهْي البتول بدمع الزُّهد مُبْتلَّةْ
كم شقَّ موسى بحار الكفر معجزةً
لكنَّ جُلّ عقول الخلق مُخْتلَّةْ
مَنٌ وسلوى على أنطاع سُفْرتنا
هلَّا اشتهاء رديء الطعم من عِلَّةْ؟!
هنا (أمينٌ) و(مأمونٌ) على شَغَفٍ
تُرى بمنْ ترقصُ الصّلبانُ في القِبْلةْ؟
الناعقون على الآذان ديدَنهمْ
لَعْق التراب لمن بانتْ لهم غَلَّةْ
والخاسرون بصمت الخِزي تلْمَحُهمْ
بين الشقوق كما الجرْبانُ في عُزْلةْ
يا أيها السائر المذبوح من قِدَمٍ
أغمضْ جناحك رأس الكُلِّ في السلّةْ
أمَّا الأبيُّ فليس الذُّل مَسلكهُ
موتُ العظام كوَسْمِ المُلْكِ للقِلّةْ
عبد اللطيف عباده