(حكم سيوفك في رقاب العذل)
وكيان أعداء القبيلة زلزل
كن شامخا كالطود عال رأسه
(وإذا نزلت بدار ذل فارحل)
(و إذا بليت بظالم كن ظالما)
و إذا لقيت أخا العدالة فاعدل
واعلم مع العلماء كن كفؤا لهم
(وإذا لقيت ذوي الجهالة فاجهل)
(و إذا الجبان نهاك يوم كريهة)
فانزل إلى الهيجا عدوك جندل
أو قال صاحبك العزيز إلى هنا
(خوفا عليك من ازدحام الجحفل)
(فاعص مقالته و لا تحفل بها)
وعنان أدهم في المعامع أرسل
ودع الخوالف فالخيام مكانهم
(واقدم إذا حق اللقا في الأول)
(واختر لنفسك منزلا تعلو به)
وإذا بدأت صعود طود أكمل
واسق الفوارس سم سيفك عنوة
(أو مت كريما تحت ظل القسطل)
(فالموت لا ينجيك من آفاته)
ترياق طب طعمه كالحنضل
أو كاهن أو عالم بالسحر أو
(حصن ولو شيدته بالجندل)
(موت الفتا في عزة خير له)
من عيش ذل بعد عمر أرذل
ويبيت خير في الفيافي مفردا
(من أن يبيت أسير طرف أكحل)
(إن كنت في عدد العبيد فهمتي)
قد طاولت كل الرجال الكمل
وسيوفهم جنب السيوف وصارمي
(فوق الثريا و السماك الأعزل)
(أو أنكرت فرسان عبس نسبتي)
فالسيف عن نسب القنا لم يسأل
ماضرني أني بغير قبيلة
(فسنان رمحي والحسام يقر لي)
(وبذابلي و مهندي نلت العلا)
ومهندي لا يستقر بمحملي
والفخر عندي دائما بشهامتي
(لا بالقرابة و العديد الأجزل)
(و رميت مهري في العجاج فخاضه)
والحرب تغلي مثل غلي المرجل
والخيل يعزف ضبحها بمشقة
(والنار تقدح من شفار الأنصل)
(خاض العجاج محجلا حتى إذا)
حمي الوطيس عليه لم يتحول
ذهب البياض من الدماء فعندما
(شهد الوقيعة عاد غير محجل)
(ولقد نكبت بني حريقة نكبة)
خروا لها والكل لم يتحمل
وعلا صراخ القوم في وقت الضحى
(لما طعنت صميم قلب الأخيل)
(وقتلت فارسهم ربيعة عنوة)
ودعوته نحو المنية أقبل
وقطعت رأس الغول قائد جيشهم
(والهيذبان وجابر بن مهلهل)
(وابني ربيعة والحريش ومالكا)
وغدوا هشيما تحت وقع الأرجل
ونسيت أكثرهم فلست أعدهم
(والزبرقان غدا طريح الجندل)
(وأنا ابن سوداء الجبين كأنها)
مزجت بجينات الغراب الأكحل
وتزوجت وحش الجبال كأنه
(ضبع ترعرع في رسوم المنزل)
(الساق منها مثل ساق نعامة
حازت جمالا دون أي تجمل
والجيد ريم والعيون عيونها
(والشعر منها مثل حب الفلفل)
(والثغر من تحت اللثام كأنه)
بيد أضاءتها بوارق منصل
وتبسم الثغر الخجول كأنه
(برق تلألأ في الظلام المسدل
(يانازلين على الحمى ودياره)
هل همكم في مشرب أو مأكل
يا من قبعتم في الخيام وظلها
(هلا رأيتم في الديار تقلقلي
(قد طال عزكمو وذلي في الهوى
يا مزن من عين الهصور لتهطلي
أو تعحبون من الفوارس إن بكت
(ومن العجائب عزكم وتذللي
(لا تسقني ماء الحياة بذلة
بل هات كأس السم دون تمهل
وعلي لا تمنن بكأس بارد
(بل فاسقني بالعز كأس الحنضل
(ماء الحياة بذلة كجهنم
والذل يردي من علا للأسفل
ورفضت بالذل الجنان وحورها
وجهنم بالعز أطيب منزل
ذل لغير الله لست أطيقه
والذل من يلمس يصيب بمقتل
محرز بن زايد🌹 عنترة العبسي