حسبي من الشعر
حسبي من الشعر بيتٌ قالني حقّا
فإنّ أعذب شِعرٍ ما روى صِدْقا
يموت كلُّ ذَوي حَرْفٍ عدا قلمٍ
لم يرتضِ الضيمَ حتما ذكرهُ يبقى
نوائب الخلقِ حُزْنٌ بعدهُ فرَحٌ
إلا نوائبَ مسلوبِ التُُّقى حرْقى
كم راعني ظلمات الفكر ناعِبُها
غوى فِراخ الكناري وانتوى فِسْقا
يا أيها الغَرِدُ النوَّاح في مُرَجٍ
كيف استبحت غناء العُهر للحمقى
هانت عليك نوادي الذكر تهجرها
ما ضلّ قبلك طيرٌ بالسما الزرقا
يا ناعيَ الكلمِ الأنباءُ ما كذبت
غث القوافي رَقَتْ أشعارنا خنْقا
قلّ النوابغ والأفهامُ قد ركنت
إلى الخلاعة يكسو بحرُها الغرقى
يا ليت أني بدار الشعر خوختُها
ما كنت أحجب نجماً بالعلا يشقى
ما كنت أحبس قطر الغيم في دِيَمٍ
حُبلى بغيث الفَلا يشتاقها شوقا
ما بالُ قومٍ إذا قيل الغِوى رقصوا
خاب المَلَا ما نوى عزَّاً ولا عِتْقا
إني براءٌ من الأشعار لو عكفت
أورادُها تنحني للخُنع تُستلقى
نبعُ الجمال نقيٌّ مثل واردهِ
ما خبَّب البئر بل صفَّاهْ واسْتبْقى
آيُ الجمال بنظمٍ لم يُبِنْ سُتُرَاً
دع المجون ولو حَبْراً به استسقى
إن المجون طريقٌ ضلَّ راكبها
أمّا الحصافة أنّى ضلَّها الأتقى
فاربأ بنفسك عن أفنان معصيَةٍ
وانشُدْ رواء حروفٍ عذبُها أرقى
عبداللطيف عباده