هذا الحَرَاكُ صلاةُ عِشقٍ ثَائِرٍ
مُتَوَهِّجٍ قد أَبدَعَتْهُ يَدُ القَدَرْ
قُدسٌ تَثُورُ على الطُّغَاةِ كَأَنَّها
يومُ النُّشُورِ وفيهِ يُحشَرُ مَنْ حُشِرْ
بِنَفِيرِهَا مَجدٌ تَمَرَّدَ وانْحَنَى
للهِ لَا لِسِوَاهُ كَلَّا والقَمَرْ
هِيَ كَالجُذُوعِ تَجَذَّرَتْ بِعُرُوقِهَا
رَيَّانَةً قد أَتعَبَتْ تِلكَ الحُفَر
لَا تَنثَنِي لِعَوَاصِفٍ ورُعُودِها
لا تَنْتَشِي إلَّا بِذَيَّاك المَطَر
نُذِرَتْ لَهَا الأَكبَادُ حتى تَرتَوِي
بِدَمٍ زَكِيٍّ عَاشقٍ يَأبَى الخَطر
بِصُدُورِهَا تَلقَى الرَّصَاصَ كَأَنَّهُ
ذَرَّاتُ رَمْلٍ أَو غُبَارٍ أو مَدَرْ
يَاحُسنَهَا مِنْ جَنَّةٍ قَد أُزْلِفَتْ
لِمُقَاوِمٍ فَعَنَا لَهَا وَجْهُ القَدَرْ
تَأْبَى الخُضُوعَ وَإنْ رَوَتْهَا دَمْعَةٌ
فَيَّاضَةٌ عَبَرَاتُهَا تَجْلِو النَّظَرْ
بقلمي:أحمد شريف