وَجدٌ
قَـلبـي تَــبَـدَّدَ حـتَّى شـقّـهُ الـكَــبَـدُ
والجسمُ واني الحَشَا والشؤم يَحتشِدُ
لَـعـَلَّ طَـيـفـَكِ في الأفْـلاكِ مُنبلـجٌ
تُـضيءُ مفخرةً من بـَرقـِه الـجُـدَدُ
إِنْ لاحَ فـالبـَدرُ يَـخبو في مَنـازِلـهِ
والـوردُ -إِنْ هـلَّ- في البستـانِ يُفـتَـقَـدُ
يا ساكنًا روضَ قلبي كيفَ تهجرُهُ
هل صارَ طبعَكمُ الهجرانُ والنَكَدُ؟
فكيف حَـنـَّثتَ عـَهْداً بـِتُّ أَحْرسُهُ؟
فالـودُّ فيكَ قضى والوَجْدَ لا تجدُ
فَما قَضَتْ مُهجَـتي من قربِكم وَطـَراً
وخَـابَ حلـمُ غرامـي ما لهُ عَضُدُ
من شِدَّةِ الوَجدِ عَيني فاضَ مَدمعُهَـا
فَـذرّفَـتْ أَدمُــعًــا يَــرنــو لَــها الـبَـرَدُ
فَـكـُلَّـمـا حَلََّ في الأَذهـانِ رسمُكُمُ
يَحُـفُّني من شَذى أَنْـسامـِكُم مَددُ
سأَشْتَكِي سطوَ بُعْدٍ قَضَّ في جسدِي
كَــأَنَّـهُ الـجَـمرُ في الأَمـعاءِ يـتَّقِـدُ
يَـا حَادِيَ العيسِ لِي في ظَعنِكُمْ قَمَرٌ
هيفـاءُ قدٍّ، رَشًـا والحسنُ مستندُ
سمراءُ خـدٍّ، مَـهًا والسـنُّ من دُرَرٍ
خنسـاءُ شِعـرٍ، بِهـا القرّاءُ قد سُعِدُوا
سَأَرشُـفُ الرَّاحَ ما يَـهمي بِمَبـسَمِـهِ
عُذوبـُها من رِضاب ِالشَّـهدِ تُعـْتَـمـدُ
تـَهمـي عليـكُم جُفـونُ السُحْبِ باكِـيـةً
فيَـرتـَوي من نَـداها الجَدُّ والـولَـدُ
ومُهـجَـةٌ قـد كَـواهــا طُـولُ بَـيـنـِكُـمُ
والـسَّامـعُ الـلــهُ ربٌّ واحـدٌ أحـدُ
بقلمي
جمال اسدي
١٦-٧-٢٠٢٣