قصيدتي التي عارضتُ فيها قصيدة (بغداد) للشاعر الكبير/نزار قباني و التي يقول في مطلعها :-
(مدي بساطي واملأي أكوابي... وانسي العتاب فقد نسيت عتابي)
و هذه هي قصيدتي 👇👇👇👇
# صـــــــــــــــنـــــــــــــــعــــــــــــــاءُ
(صـنـعاءُ) لَــوْ طـالتْ سُـنونُ غـيابي
و مَــضَـى الــفـراقُ مُـعَـتِّقًا أوْصـابـي
و تَــنـافَـرَتْ خُـطـواتُـنا و تَـمَـتْـرَسَتْ
فــــي دَرْبِــنــا الأبــــوابُ بــالأبــوابِ
فَــلأنْـتِ يـــا كُــنْـهَ الـمُـعـنَّى لَــوْحَـةٌ
عَـكَـسَتْ فُـصـولَ تَـنَـعُّميْ و عَـذابـي
شَــوقــي إلــيــكِ تَــواتَـرَتْ أخــبـارُهُ
فـــي مُـسْـنَـدِ الـعُـشَّـاقِ و الأحــبـابِ
(صـنعاءُ) يا روحًا سَرَتْ في مُهْجَتي
و سَــقَـتْ (مِـــرَارِيَ) لـــذَّةَ الأعـنـابِ
و كَـسَـتْ خـريـفَ الـعُمْرِ كُـلَّ نَـضارَةٍ
فَــتَـسَـنْـدَسَـتْ بِـرَبـيـعِـهـا أثـــوابــي
(صــنـعـاءُ) يــــا حُــبًّـا تـتـابَـعَ مَـــدُّهُ
كَــتَــتـابُـعِ الأجـــيـــالِ و الأحـــقــابِ
يـــا سُــورةَ الـحُـسْنِ الَّـتـي سَـمَّـيْتُها
(بـلقيسَ) فـي شَـيْخُوخَتي و شبابي
أهــواكِ يــا نَـجْـوى الـفـؤادِ و جَـهْرَهُ
يــــا شَـــأوَةَ الْأورادِ فـــي مِـحْـرابـي
تَــسـري إلـيـكِ عـلـى بُــراقِ تَـنَـفُّسي
فـــي كُـــلِّ لَــيـلٍ ،بـالـمُـنى أســرابـي
و إلــيـكِ أحْـــدَاقُ الـوصـالِ تَـمُـدُّني
أَمَــلاً ، و تُـزجـيْ أسْـطُـريْ، و كِـتابي
يــا مَـنْ إلـيكِ و مِـنْكِ أصـلُ بـدايتي
و نـهـايـتـيْ ، و تَــغَـرُّبـي ، و مــآبــي
قـولـيْ مـتـى يـلـقى الـفـؤادُ فـؤادَهُ؟
و مـتـى رؤاكِ تـنـامُ فــي أهـدابـي ؟
و متى إلى (طَوْدَيْكِ*) أُعلي هامَتي
لِأشُــمَّ فــي خَـدَّيْـكِ عِـطْـرَ تُـرابـي ؟
و مـتى سَـتَنْقُشُ في رِحابِكِ خَطْوَها
قَدَميْ و يَسْـطَعُ فـي سَـماكِ شِهابي ؟
هـــذي الـبـيوتُ تـسـاءَلَتْ أشـطـارُها
رُحْـماكِ ، هـلْ أعـياكِ شَـطْرُ جوابِ ؟!
آآهٍ أيـــا (صـنـعـاءُ) لَـــوْ تــدريـنَ مــا
أضـنـى مَـشُوقَكِ ، مـا أطـلتِ عِـتابي
أنــا لَـوْ نـظمتُ مُـعَلَّقاتٍ فـي الـجَوى
و جَــمـعـتُ حــولِـيَ أمْــهَـرَ الـكُـتَّـابِ
و حَـشـدتُ أقـلامِـيْ ، و كُـلَّ دفـاتري
و رَكَــمْــتُ إســهـابًـا عــلـى إســهـابِ
مــازدتُ حـرفًـا ؛ غـيـرَ أنّــي ظـامِيءٌ
و بــغـيـرِ كــأســكِ لا أذوقُ شــرابـي
---------
*(مرارٌ) جمعُ مُرٍّ و مَرائرٌ جَمعُ مَريرة
* (طَـوْدَيْكِ) هُـما جـبلا نُقُمٍ و عيبان
# عــبـد الـحـكيم الـمـرادي / الـيـمن