.......................(فِي سَبِيلِ الْحَقْ)
وَلِـي قَلْبٌ بِحُبِّ الخَيـْرِ يَشْدُو
وَيَرجُو فِي سَبِيلِ الْحَـقِّ نَصْـرَا
وَيَدْعُـو اللَّــهَ أَنْ يَمْحُـو ذُنُوبـًا
وَيَهْـدِي مَـنْ عَصَىٰ وَأرَادَ شَــرَّا
وَضَلَّ عَنِ الطَّرِيقِ بِفِعـلِ سُـوءٍ
أَقَـضَّ مَضَاجِعًا وَأَمَـاطَ سِــتْرَا
وَأَوْغَلَ فِي الْخَطَايَا دُونَ قَيْـدٍ
وَلَـمْ يَربـَـأْ عَــنِ الْبُهْتَـانِ كِبـْــرَا
وَكَــانَ يَظُــنُّ أَنَّ الْحَـظَّ بـَــاقٍ
وَنَجْـمُ السَّعْدِ قَدْ وَافَـاهُ عُمْــرَا
فَـــرَاغَ بِهَـــذِهِ الدُّنْيـَــا مُـــدِلًّا
وَمَا أَعطَىٰ لِصَرْفِ الدَّهْرِ قَـدْرَا
وَلَــمْ يَحفَــلْ لِطَارِقَــةِ اللَّيَالِـي
تَـهُــزُّ مَوَاجِعـًا وَتُشِيبُ شَــعْرَا
وَتَقْتُلُ فِي حَنَايَا الصـَّدْرِ حُلْمـًا
يُمَنِّـي النَّفْـسَ بِالآمَــالِ تَتْــرَىٰ
وَتَنْثُـرُ مِنْ رَحِيقِ الْـوَرْدِ عِطـرًا
وَتَسْـكُبُ لَحْنَـهَا لِلنـَّاسِ طُـــرَّا
فَيَا مَـنْ عَاشَ فِي بُعــدٍ وَصَـدٍّ
عَــنِ الْخَــلَّاقِ يَلْهُـــو مُشْمَخِرَّا
وَيَنْتَهِـبُ اللَّـذَائِــذَ كُــلَّ حِيــنٍ
وَيَخْطُرُ بِالْحِمَىٰ تِيهـًـا وَفَخْـرَا
حَـذَارِ حَـذَارِ مِـنْ قَـــدَرٍ يُنَـادِي
عَلَـىٰ الْمُغْتَــرِّ بِالنُّعمَـىٰ تَحَــرَّىٰ
لَـعَــلَّ تَقَلُّــبَ الْأَحــوَالِ يُــزْرِي
وَطَعمُ الشَّـهْدِ قَـدْ تَلْقَـاهُ مُـــرَّا
فَـــلَا عَيـْـشٌ بِدُنْيَانَــا رَغِيـــــدٌ
وَلَا فَـرَحٌ يُضِيءُ الْوَجْـهَ بِشْـرَا
هِــيَ الْأَيـَّـــامُ تَغْـــدُرُ فَالْقِيَنْهَـا
بِصَبْــرٍ يُورِثُ الْمَحزُونَ طُهْــرَا
وَقَـدِّمْ مَا اسْتَطَعْتَ قُبَيْلَ فَوْتٍ
مِنَ الطَّاعَاتِ مَا يُجْزِيكَ أَجْــرَا
وَيَرفَــعُ مِـنْ مُقَامِـكَ عِنْــدَ ربٍّ
يُجِيبُ دُعَـاءَ مَنْ أَزْجَـاهُ شُكْرَا
وَيُدخِلُ مَنْ يَشَاءُ جِنَـانَ خُلْــدٍ
هُــوَ الرَّحمَـنُ لَا أُخْفِيـكَ سِـــرَّا
.. رشاد عبيد
سورية ـ دير الزور