في محراب ربّي
إذا ضاقَ صَدري باتِّســاعِ مواجعي
ونامَتْ عيونُ النّاسِ حولي وأسْهَدُ
وأظلمَ فـــــي عينيّ ليــلٌ حَسِبْتُهُ
خليلًا ، وشَقَّ الجفنَ بالسّهدِ مرودُ
تلوذُ ببـــــابِ اللهِ ليلًا جَوارحي
فَتسكنُ في محرابِ ربّي وتَسجدُ
يَقيني بأنَّ اللهَ يقبلُ عودتي
فكلُّ ذليـــلٍ بالإنـــابَةِ يُسْعَدُ
يُزقزِقُ قلبي فــــي الضُّلوعِ كأنّهُ
يَمـــــامٌ علــــى غُصنِ الأراكِ يُغَرِّدُ
تفرُّ الهُمومُ السُّــودُ مِنّــي إذا رَأَتْ
خَفوقـي بكَفِّ البــــاقِيــــاتِ يُوَسَّدُ
وصدري بذكرِ الصّـــالحــاتِ يَسرُّهُ
نسيمٌ ، فَيَعلو فـــي الضّلوعِ التَّوَرُّدُ
ويُسْمِعُ جَوْفَ الليلِ قلبي فكلّما
دعوتُ ؛ صَداها في الضّلوعِ يُرَدِّدُ
فَلِلَّيـــلِ ثُلثـــــانِ وَثُلْثٌ لِدَعوةٍ
ويلهجُ فيهــا بالدّمــوعِ التَّهَجُّدُ
ومــا أجمل الدّعْواتِ والمـاءُ باردٌ
وكلُّ وُضـوءٍ قد تَلاهُ التَّشَهُّدُ !
وكم يُنعشُ الأرواحَ ذِكْرٌ لِأحمدٍ
فكلّ قَفــــارٍ قد رواهُ محمّدُ
صلاةٌ علـــى المختـارِ ما حَلَّ ليلُنا
وكلّ صَبـــاحٍ من حَشا الليلِ يُولَدُ
أدهم النمريـــني