✓أفديك بنيّ
أَفــديـكَ يـا بلـجـةَ الإصبـاحِ بـالمُــقَـلِ
حَـمــاكَ ربـِّـي مـن الـلأْوَاءِ والـــعِــلــلِ
مـلـيـحُ وَجــهٍ كــأَنٌَ البـَـدرَ يَـشــحـنـُــهُ
بـشـعلـةٍ طــاف فيهــا من زمـانِ عَـلــي
قـَد أسكَنَ الحُـسـْنُ في عينيـك َرَونـَقَهُ
والوردُ يشــتـاقُ أَنْ يـلـقـــاكَ بالــقُـبـَـلِ
وأنـفُـكُ الـلافتُ الـجـذّابُ قـد جُـبِلَــت
أقسـامُـهُ السُّمْـرُ مـن إطـلالة الـجَــبَـلِ
أرضُ بــلادي لـقــد أَعطـتكَ حمـرَتَــهـا
في وجنـَـتـَيـكَ بَـهــاءّ شـبــهُ مُـكتَـمٍـلِ
جـمــيـلُ قـولِـك أخّــاذٌ لســـامــعِـــــهٓ
ونصحُك الحـقُ من فـكَيّـكَ كالعَــسَـلِ
وَقـَدُّكَ الأجــدلُ الــمـفــتـولُ بـنـيتُــهُ
أًشاوسُ القومِ فـي رَصْـدٍ وفـي وَجَلِ
وبـأسُك الـحـازمُ الـمـخـشـيُّ صولـتُـهُ
من جُرأةِ الـصحبِ رُمـنـاهـا بلا مَـلَـلِ
شريـفُ أَصلٍ، رحيبُ الصَّدرِ ذو خُُلُـقٍ
غـَضِيضُ طَـرفٍ عن الزَلاَّتِ والخَطَـلِ
لبستَ من سَـالِـفِ الأَجـدادِ حُـلَّـتَـهُـم
عَـفافُ نَفـسٍ وعنك الطُّـهـرُ لم يـَحُـلِ
جذورُ أصـلِكَ لا يَــرقَــى لـِسـُؤدُدِهِــا
مـَنْ سـارَ نَحوَ العُلا بالحَذْو والحِيَــلِ
ومنكَ ضاعَتْ عطورُ الحقــلِ صافيـةً
كـأنّ في صِـنـفِــهـا طِـيــبًا مـنَ الأزَل
بُـنَـيّ أكـسيـكَ ثـــوبًــا طــاهِرًا عَـطِــرًا
خيطانُهُ الصدقُ والإخلاصُ في العَمَـلِ
مـا أَحسنَ الْـمَـرْءُ إِنْ جــادَت فَـضـائـِلُـهُ
فالفـضلُ في المـَرءِ طَبـعٌ غيـرُ مُنـتَـحَـلِ
فاسلك ْسَبيلَ الهُدى والفضلِ تَرقَ بـــهِ
ولا تُــهــادِنْ طـريـقَ الـشــرِّ أَو تَــصِــلِ
إِنَّ الــلـيـالـي عـزيـزَ الـنَّـفـسِ تُـخـضعُـهُ
وتَــدَّعـي الفضلَ في زَيـفٍ وفُـي دَجَــلِ
واعـلـم عزيزي إذا الأحـلامُ قَـد سُـلبَـت
فالـصٌُبحُ يُـنهـي مَـنـامَ الـحـالـمِ الـوَجـلِ
مـا دامَ حــالٌ كَــمـا التٌـاريـخُ يُـخــبرُنـا
فالليـلُ في مـحنَــةٍ وَالفَـجـرُ فـي أمَـلٍ
بـُـنـَــيَّ فاصبـر فـإِنَّ الــكـربَ مُـرتَـحِـلٌ
والـنَّـصــرُ آتٍ بــإِذنِ الـلـَّهِ فــي عَـجَـلِ
وَنَــسـتَــرِدُّ فَــخَــــاراً زال مـــن أمَــــدٍ
لأُمَّـــةٍ زَهْـوُهــا في الـعـالـمــيـن جَـلـي
بقلمي: جمال أسدي