يمضي النصفُ الأول من العام الميلادي ٢٠٢٣ ثقيلاً... ثقيلاً ، في ظل حكومة صهيونية تُصِرُّ على استفزاز مشاعر كل عربي ومسلم ، من اقتحامات للمسجد الأقصى المبارك ، وحملات اغتيال وقتل لأحرار الشعب الفلسطيني في جنين ونابلس وأريحا.....وكل مكان....ثم هجمات وغارات على سوريا وغزة ،
وفي الشهر الجاري أيار تم عدوان همجي على غزة دام لأيام راح ضحيته العشرات من الشهداء والجرحى ، تبعه بتاريخ ٢٢ أيار، الموافق للثاني من ذي القعدة اجتياح لمخيم بلاطة في نابلس، مما أدى لارتقاء ثلاثة شهداء ، وأكثر من ستين جريحاً ، ناهيك عن هدم المنازل ومصادرة الأراضي والتخريب والتدمير.
كل هذا يجري وولادة الشعر عندي كعادتها، تكونُ عسيرةً في كثيرٍ من الأحيان.
وبالصّدفة قرأت قصيدةً لشاعرٍ صديق من حمص شمال سورية العزيزة، هو الشاعر ( ورد سَـلُّـوم الخالدي ) ، يذكر فيها لواعج الحزن المختمر في صدره على الشام العزيزة ، وما جرى لها وحصل...
فبدلا من أن أعارض قصيدته استفزّتني كلماتُـها لأبكي معه الشام كلّ الشام....وما آلت إليه الأحوالُ في كلّ بلاد العروبة والإسلام، فكانت هذه القصيدة أخاطبُ فيها صديقي الشاعر (ورد سـلّـوم الخالدي) ومن خلاله كل أخ عربي ومسلم :
شعر : أبكي على الشّامِ :
يـا وردُ والـعـطـرُ طَــيُّ الـورد ِ مَـوضِــعُــهُ
في الشّامِ يا صاحِ نَفحُ الـطّـيـبِ مَـنْـبَـعُـهُ
أبكي على الـشّـامِ وَهَـمُّ الـقُـدسِ يُحـرِقُـني
والـحُـرُّ مَــنْ حَـسْـرَةُ الأوطــان تُـــوجِــعُــهُ
شـــامُ يـا جَـــنَّــ.ـةَ الأوطــانِ يـــا بـَـلـَــــدي
طُــوبَـــى لِــمَــنْ بِــسُـــورِيّــــا مَـــرابِـــعُـــهُ
أرضُ الـياسَـمـيـنِ دِمَــشـقٌ أنـتِ فـاتِــنَــتـي
أرضُ الحَـضـارَةِ فَـخْـرُ الـتّاريـخِ مَـقــالِــعُـــهُ
يـا أنـــتِ سَــيِّـــدَةَ الأوطــــانِ قــــاطِـــبَــــةً
يـا شــامُ والـنّــصْـرُ في حِـطّـيــنَ تَــصـنَــعُـهُ
في الــقـلبِ كَـمْ غَـصَّـةً يـا شــامُ قَـد نَـزَفَـتْ
عَـطـفـاً عـلـى جُـرحِـكُـم سـالَـتْ مَــواجِـعُـــهُ
قَـــلــبــي إذا بَـــرَدى شَــحَّــتْ مَـــنــابِـــعُــهُ
لَــبّــى دَمـــاً أَغْــرَقَ الــشّـــريــانَ يُــتْـــرِعُـــهُ
شَـــامُ يـــا شــــامُ والأحــزانُ تَــــعــصِــرُنــي
والــدَّمـعُ يَــنـثـالُ يَـكوي الـجَـفْـنَ يُـــولِــعُــهُ
يــا سَـهــلَ حَـــورانَ مُــشــتــاقٌ زِيــارَتَــكُــم
حَــبْــواً عَــلــى دَربِــكُــم يــا لَــيْــتَ أَذْرَعُــــهُ
أوّاهُ لَــو كــانَ حَــبــلُ الـــوَصــلِ طــاوَعَــنــي
إنّــــي وُروداً طَـــريـــقَ الــشَّـــمْـــلِ أزرَعُــــهُ
يــا شــامُ يــا خَــيْـمَـةَ الأمــجــادِ تَــجــمَــعُـنـا
والــجَـمْـعُ فُــرقَــتُــهُــم في الــذُّلِّ تُــودِعُـــهُ
يـا لــيـتَ وَحــدَةَ صَــفِّ الأهــلِ تَــشْــمَــلُـــنــا
لَــعَــلَّ خــازوقَ ( إســراطــيــنَ) نَـــقْـــلَــعُـــهُ
أوّاهُ يــــا ذلِـــكَ الـــخـــازوقَ يُــــؤْرِقُـــــنــــا
حَـــتّــامَ فَــجـْــرُ بُـــزوغِ السّــعــدِ مَـطــلَـعُـهُ؟
نــابُــلْــسُ يــا فَـخــرَ أوطــانـي وقَــد نَــزَفَــتْ
تَــروي ثَـــرانـــا دَمــاً مِـــسْـــكٌ طَــبــائِـــعُــهُ
يَـمــضــي شَـهــيــدٌ لـِـتَــتْـلـو الـرّكـبَ كَـوكَـبَـةٌ
جِـنـيـــنُ أم غَــزّةُ كَـــم لِــلــمَـــهْـــرِ تَــدفَـعُــهُ!
سُــحــقـاً إذا الـقَـبْـــرُ لـلأحــرارِ ِ مَــسْـكَــنُــهُــم
والــعَـــيْــشُ قَـــد بـــاتَ لِــلأنْــذالِ مُــمْـتِـعُــهُ
مــا أنــكَــدَ الــدّهــرَ والأيّـــامَ إذْ خَـــفَــضَــتْ
لِــلــحُــرِّ لــكِــنْ تَــراهَـــا الـــوَغـْـدَ تَـــرفَـــعُــهُ
آهٍ عــلـى الــعَــيْــشِ والأيّـــامِ إذْ عَــبَــسَـتْ
لــلـوَبْــشِ قَــد بَــسَــمَــتْ والــحُــرُّ تُـــفْـــزِعُــهُ
مَـــنْ قــالَ سُــورِيّـــةُ الــفَــيـْـحــاءُ مُـــثْــقَــلَــةٌ
بــالـحُـزنِ والــمَــسْـخُ يُـقْـصـي الـنَّـسْـرَ يَـصْـفَـعُـهُ
بـَــغــدادُ أَوّاهُ كَـــــمْ بـــاتَـــتْ تُــــعَـــذِّبُـــنـــي!!
عِـــراقِِـــيٌَــــةٌ نَــــدَبَــــتْ عِــــزّاً مَــــدامِــــعُــــهُ
أبْـــكـــيــكِ بَـــغـــدادُ أمْ أبْــــكــي عَـــلــى يَـمَـنٍ
مــا مَـــسَّ صَــنْــعــاءَ أدمــى الـــقَــلــبَ أوجَــعَـهُ
أم فــي طَــرابُــلـــسَ لِــلأسْـــمـــاعِ مَـــبْـــهَــجَــةٌ
أخــبــارُ قَـــوْمــي عَـــذابُ الــرّوحِ مَـــسْــمَـــعُــهُ
أبــكـي عَـلـى مِــصْــرَ هَــلْ شــاخَــتْ كِــنـانَــتُــنـا؟
قـــادَ الـــعُــروبَـــةَ مُــــذْ غــابَــــتْ لَـــواكِـــــعُـــهُ
أبـــكــيـــكَ سُــــودانُ والــــغِــــربـــانُ تُــــغـــرِقِــهُ
تَـــنـــازُعُ الأهْـــلِ فــــي الــــسّــودانِ يَـــصـــرَعُـــهُ
يــا قَــومُ نَــحــتــاجُ صَــوتَ الـــعَــقــلِ يُــرشِـدُنـا
ذُقْــــنـــا مِـــنَ الـــذُّلِّ مـــا بِـــالـــمُـــرِّ نَـــكْـــرَعُـــهُ
ثُـــوبُـــوا إلـــى رُشْـــدِكُــم تَـــكــفــي مَــتـاهَــتُــنـا
يَــكــفـي قُـــعُـــوداً عَــلــى الــخــازوقِ نَــبْــلَـــعُــهُ
سـتَّـةٌ وعشرون بيتا/ البحر البسيط.
الخميس ٢٥ أيار ٢٠٢٣م// ٥ ذو القعدة ١٤٤٤هـ
ابن جنوب الشام/ حسام صايل البزور/ جنين / فلسطين