يا أيـهـا الــشــعــراءُ، يا رمــزَ الـفِـدا
يا صــوتَ فــجـري، يا أذانَ صَـلاتي
يـا وردةً شـــاخَ الــربــيــعُ بِــكُــمِّــهــا
واسـتَــوحَـشَـتْـهـا رِقَّـةُ الــنَّـسَــمـاتِ
أنا مِـثلُـكم تبكي عُـيـونُ قصائدي
وتَــنــوحُ بـيــنَ دفـاتــري أبـــيــاتي
بُـحَّـتْ حناجـرُ أحرفي، وتَـيَـتَّـمَـتْ
حَـرَكاتُـهـا؛ فَـمَـضَت مع الـسـكَـنـاتِ
مـاتَت أغاني الـحُـبِّ، أجهَـشَ نايُهـا
واسـتـسـلَـمــت لِـعـنـائِـهـا نَــغَــمـاتي
يَـمـضي الـزمـانُ، وثَـمَّ جُرحٌ نـازفٌ
تَــحــمَــرُّ مـنـه بَــراقِــعُ الــســنَــواتِ
عجزت أيادي الصبرِ عن تضميدِهِ
بـل نَـالَ مـنـه تَــتَـابُــعُ الـطــعَــنـاتِ
الـجُـرحُ أدمىٰ، إن يكن من خِـنـجَـرٍ
قد كُـنـتَ تَـصـقُـلُ نَـصـلَـهُ بِـثَـبـات
***
يا لَـمسةَ الإبداعِ، يا عِطرَ الـشـتـا
يا خَـمـرةَ الـنُّـدَمـاءِ في الـسـمَـراتِ
سـيــروا بِـدربِ الــطـيـبـيـنَ بِـهِـمَّـةٍ
سـيـروا، ولا تَـخـشَـوْا من الـعـثـراتِ
ولِــخَــادِعِ الأضــواء لا تَــتَــلَــفَّــتُـوا
فالـحُـلـمُ يـرمُـقُـكـم من الـشـرُفـاتِ
وَقِـفُــوا كَـطَـوْدٍ، لا تَـهُـزُّ شُـمـوخَـهُ
ريـحُ الـوَنىٰ، وعَواصِفُ الـحَـسَـراتِ
ولـتُرسِـلـوا الـدعَـواتِ خالـصةً؛ إذا
مـاجَـت رِمــالُ الــدهـرِ فـوقَ رُفـاتي
أ. محمد درويش أبوالعز