أيا للمآذن حين تغيبْ
تناديكَ فجراً ولستَ تُجيبْ
حزينٌ صداها بحيَّ الصلاة
وحيّ الفلاحِ تنادي الحبيبْ
ويبكيكَ مسجدُ كنتَ ضياه
وتبكي غيابكَ تلك الدروبْ
يجيءُ الصباحُ وما فيهِ نور
سماؤه غامتْ بهول الخطوبْ
ويهدلُ فوق القباب حمامٌ
بصوتٍ حزينٍ ملاهُ النّحيبْ
نعتْكَ الدروبُ التي أزهرتْ
بخطوكِ صبحاً وعند الغروبْ
تندّى ثراها بدمعٍ جرى
على خدّ وردٍ طواهُ الشحوبْ
شهيدَ البطولة أنتَ الحياة
ولو غبتَ دهراً فلستَ تغيبْ
فذكراكَ في كلّ نسْمٍ سرى
وعندَ الإلهِ …. بحيٍّ قريب
وتُرزقُ ليسَ ترى من عنا
جنانٌ تطوفُ حماها تجوبْ
هنيئاً وسُعدى أيا شعلةً
تضيء دياجيرَ ليلِ الشعوبْ
عائدة قباني