# إلـــهِي.
إلــيـكَ شـكـوتُ الـهـمَّ و الـقـلبُ مُـتْـعَبُ
و عـــنْ عِـلـمـكَ اللهمَّ لا شـــيءَ يَـعـزُبُ
فــهـذا هـــوانُ الـحـالِ ، يــزدادُ سـطـوةً
لـــهُ فــي بــلادِ الـعُـرْبِ نــابٌ و مـخـلبُ
إلامَ كِــتـابَ الــدَّهْـرِ مـــازلـــتَ حــافــلاً
بـآلامِـنـا تـمـحـو الـسُّـطـورَ و تـكـتـبُ ؟!
نـسـيـرُ بــلا هَــادٍ ؛ إلــى أيــنَ يــا مَــدى
و دربُـــكَ أعــثـارٌ ، و لـيـلُـكَ غـيـهَـبُ ؟!
أ نمضي إلى حيثُ اقْتَفى الصَّمتَ ناطِقٌ
و نـرنو إلى حيثُ ارْتدى الغَيمَ كوكبُ !!
هُــنـالِـكَ حــلــمٌ غـــارِقٌ فـــي سُـكـونِـهِ
لَــهُ فــي رؤى الأشــجانِ ومـضٌ مُـحبّبُ
نـقـشنا خُـطـى الآمـالِ صَـمْتًا و لـمْ نـزلْ
نُـخَـبِّيءُ فــي الأعـمـاقِ سِـرًّا و نَـحْجُبُ
نَــصـوغُ حُـــروفَ الأمـنـيـاتِ قَـصـائـدًا
و نـعـصـرُ أشـــواقَ الـنُّفوسِ و نَـشْـربُ
و نــغـدو و نـمـسـي و الــزّمـانُ مُـخـاتِلٌ
يُــقِــرُّ و يــنـفـيْ ، يَـسْـتَـقِـرُّ و يَــذْهَــبُ
و فــي كــلِّ مـعنىً غـائبٍ فـي شُـجونِه
غـريـدٌ ، و لـحـنٌ فــي الـشّـغافِ يُــؤوِّبُ
نــكــابـدُ أعـــبــاءَ الــزّمــانِ و نَــرْتَـجـي
مِــنَ الـنّـاقةِ الـعـجفا الـخلاصَ و نـرقُبُ
أتــدريــنَ يــــا بــنــتَ الــظّـنـونِ بــأنّـنـا
لـنـا فــي طـريـقِ الـشَّوكِ حـادٍ و مـركبُ
لــنـا فـــي خِــضَـمِّ الـحـادثـاتِ مـسـارحٌ
و خـلفَ سُـفوحِ الـموتِ مـلهىً و مـلعبُ
و فـــوقَ رؤوسِ الـعُـرْبِ ضـيـمٌ مُـتَـوّجٌ
يـعـيـثُ خــرابًـا فـــي الــبـلادِ و يـنـهـبُ
أنـَخْـنـا لـــهُ الـهـامـاتِ حــتّـى اسْـتـخفَّنا
و قــامَ عـلى الأشـلاءِ يـشدو و يَـخْطُبُ
و بـاتـتْ عـيـونُ الْـمُسهدينَ مِـنَ الأسـى
تُـلـمـلـمُ غَــيـمـاتِ الــدّمـوعِ و تَـسـكـبُ
تَــمُـدُّ الـــرُّؤى نــحـو الـصّـبـاحِ و كُـلّـمـا
تَـبَدَّى و مـيضٌ خـافتُ الـضّوءِ يـغربُ !!
تَــصَـحَّـرتِ الأيّــــامُ ؛ و الـحـالُ مُـقْـفـِرٌ
و ذاقــــتْ عــذابــاتِ الـتَّـسَـلُّطِ يَــعْـرُبُ
إلـيـكَ شـكـوتُ الـهّـمَّ يــا سـامـعَ الـدُّعـا
و إلاّكَ هـــلْ يــدعـو الْـلَـهيفُ و يـَطـلبُ
فــأنـتَ مـــلاذُ الـخـائـفينَ و أنـــتَ مَــنْ
يـنـاجيكَ فــي الأسـحـارِ شـعـبٌ مُـعَذّبُ
# عــبــد الـحـكـيـم الــمــرادي/ الـيـمـن