لـولا رجــالٌ

أسـاررُ الـليـلَ والأقــمـارُ تــرتـَـحـلُ:

حتَّـامَ نَـبقى بنَـارِ الظـلمِ نَـشـتـعِــلُ

تَضَرَّمُ الأرضُ وَغْرًا تـحت ساكِنِـهــا:

"سأقذفُ الرّعبَ حتّـى يدمعَ الرّجـلُ

المالُ قـد فـاض ثمَّ الْهَـرْجُ مُضطَغِنٌ

ومـا يُرى فـيكمُ التّـقوى ولا الوَجـلُ"

تُرغـي وَتُـزبِـدُ بالأفــلاكِ غَـيمــتُـنــا:

"الــشَّـرُّ نَـهـر جَـرى يـقـتـادُهُ الـدّجَـلُ

سأرسلُ الغيثَ فَيْضًا ساخِطًا حَنِقًــا 

حتى ترى النّاسَ سَكْرَى أو بِهم هَلـلُ

أو أمسِكُ القطـرَ حـينًا لا يُــثَبِّـطُـنـي

أنـيـنُ شـيخٕ نـأتْ عـن دربـهِ الحِـيَـلُ"

والزّرعُ تلقـاهُ في الـبستانِ مُـكـتَئِــبًـا

لا الظّلَّ يُـلـقـي ولا الأحمالُ تَكـتـمِـلُ

واستَوطنَ الضبعُ أَسْنَى روضَ جنتِنا

فَـصــارَ بـَيــداءَ مَـنـفـانـا لــنـا الـنُّــزلُ

يَـمشون جَـهرًا وزَهْـوًا فـي مساكِـننِـا

ونَـجـرعُ الــمــرَّ والـنَّـعْـمَـــاءَ نــفـتَعِـلُ 

لـولا رجــالٌ رَسـولُ الـلـهِ قُـدوَتُــهُــم

ومـن جِنـانِ الـهُـدى سُـقـيـا ومغتَسَلُ

لَـمـا حَفـظنـا مـسمًّـى بعـدَ تَـسـمِـيَــةٍ

ومـا لَــنـا دارُ عـــزٍّ عَـدلُـهـــا الـعَـمَــلُ 

أنـهـارُهـا مِن مَـآقيـنـا جـوىً صُـبِغَـتْ

والـصَّخـرُ من صدرِنـا والبيدُ والجَـبَلُ

أجدادُنـا في الرَّوابـي صَبرةً غُرِسُـوا 

وطِـفلُـنـا في الـبـراري مُـكْـنَـةٌ جَــلـلُ

عَـصْـمـاءُ ديـرتُـنـا، فيحـاءُ ساحـتُـنــا 

هوجــاءُ قـبـضـتُـنــا لـلـخـلِّ تـمـتَـثِــلُ

يا ليلُ لا تحسبِ الأقمارَ قد طُـمِسَـتْ

وإنَّـــمــــا فــي مَـــدارٍ مَـــدُّهُ الأمَــــلُ

بقلمي: جمال اسدي