[ عليك صلاةٌ ]
عليك صلاةٌ شعّ في الأفق نورُها
وبالحب في الأنداءِ فاح عبيرُها
عليك صلاةٌ أعبق الغصن وردها
وفي الروض ضاعت واستطابت زهورُها
عليك صلاةٌ أنشد الكون لحنها
وغنت بها الدنيا وطابت دهورُها
ففي كل وقتٍ يملؤ الكون طيبها
وفي كل حينٍ يغمر الخلق نورُها
عليك صلاةٌ أمطر السحب مزنها
وبالخير قد فاضت وفاض غزيرُها
عليك صلاةٌ جاء جبريل مرسلاً
فأنزلت الآيات جلّت أمورُها
عليك صلاةٌ أشرق الحق واعتلى
وأنورت الدنيا وضاءت بدورُها
بذكرك يصفو كل كربٍ وغمةٍ
ونهجك في كل الدروب مسيرُها
وحبك محراب القلوب وقدسها
ومن كل ضيمٍ في الزمان مجيرُها
فكم كربةٍ قد فُرجت بك وانجلت
وكم غمةٍ زالت وولت شرورُها
إذا ما صروف الدهر أثقلنّ كاهلي
ذكرتك فانفضت وولى ثبورُها
وإن أطبقت أيدي الرزايا بعاتقي
ذكرتك فانفكت وحُلت ضفورُها
فكم أمةٍ فوق الكواكب قد علت
وفي هامة الجوزاء شِيدت قصورُها
فلي فيك آمالٌ ترجى وغايةٌ
إذا راعني عند الصراط مرورُها
فكن لي شفيعاً في المعاد ومنقذاً
من النار إن هاجت وشبّ سعيرُها
لأنك من رب الخلائق رحمةٌ
على الخلق قد عمت وفاضت بحورُها
عليك صلاةٌ ما تلألأ بارقٌ
وما روضةٌ في الأرض فاحت زهورُها
إليك رسول الله حبي ولوعتي
وفيك معاني الحب وافى أثيرُها
وبالشوق والأشجان أنشد خاطري
ومنك الأماني قد تجلى وفيرُها
فطبتُ وطابت منك روحي ومهجتي
وفاضت أحاسيسي وفاض شعورُها
وألبسني الإشراق منك ضياءه
ومنك الليالي قد كستني بدورُها
وألهمني الإصباح منك نقاؤه
وريح الصبا أعبق فجري بكورُها
إذا قلتُ شعراً في هواك فأحرفي
تطيبُ وتسموا فيك مدحاً سطورُها
وما الشعر إلا وردةٌ أنت طيبها
وما الحب إلا صفوةٌ أنت نورُها
أحنّ إلى لقياك شوقاً ولهفةً
كما حنّ للأوكار شوقاً طيورُها
وأشتاق شوق الصائمين لشربةٍ
من الكوثر المورود عذباً غديرُها
أغثني بطيفٍ منك يطفي لواعجي
ولو نظرة في النوم يسري عبورُها
فتنبت أزهاري وتنموا غصونها
وتخضر أشجاري وتقوى جذورُها
وتصفو ليَ الأيام عيشاً ومسكناً
وتحلو حياتي مرها ومريرُها
_________________
ك/ عبدالقادر ردمان صهيب