قصيدة ( كوكبُ العِشْقِ ).......
يا مَنْ إذا ذُكِرَتْ أُغتَالُ بالشَّوْقِ
والوجدُ يقسمُني نصفين كالفَلْقِ
أصبو إلى نظرةٍ كالصَّعقِ تُسعِفُني
مِنْ رجفةٍ أَغلَقَتْ قلبي عن الدَّقِّ
أهواكِ يا ظبيةً في رِقَّةٍ سكنت
شطآنَ أوردتي ما فارقت حَدْقي
باتت تُرَافِقُني كالظِّلِّ يتبعُني
والشَّمسُ لو غَرَبَت هادت إلى عِرْقي
الرُّوحُ تألفُها مِنْ قبلِ رؤيتِها
والعينُ تعشقُها مِنْ بادئِ الخَلْقِ
مذ مهجتي بُعِثَت في الكونِ سابحةً
تتلو شهادتَها في مَعرِضِ الصِّدْقِ
هُنالِكَ اعترفت باللَّه خالقِها
لكنَّها عَلَقَت في كوكبِ العِشْقِ
ناجت مُحَيَّاكِ والأضواءُ تَخْطَفُها
يا نجمةً لمعت بالحُسنِ كالبرْقِ
هامت بعينيكِ والأفلاكُ شاهدةٌ
على تَبَعثُرِها في الغربِ والشَّرْقِ
أنتِ الَّتي زَرَعَت في الرُّوحِ سوسنَةً
فاحت نسائمُها في القلبِ بالخفْقِ
والنَّفسُ لو جَدَبَت والقحطُ حاصرَها
تُحييْنَ نُضْرَتَها يا غيمةَ الودْقِ
ذكراكِ لو عَبَرَتْ عينايَ تفضحُني
كالعودِ يعرفُهُ العميانُ بالحرْقِ
يا مُنيَةَ الرُّوحِ إنَّ البُعدَ يفلقُني
والوصلَ يجمعُ لي نِصفَيَّ كالرَّتْقِ
ما بيننا لُغَةٌ والصَّمتُ أحرفُها
والعينُ تفهمُها مِنْ مُعجَمِ الشَّوْقِ
كانت قصائدُها تختالُ بالصِّدْقِ
والرِّمشُ سطَّرَها في بؤرةِ الرَّمْقِ
كأنَّها بُعِثَت مِنْ عزفِ قافيةٍ
ألحانُها نغمٌ ينسابُ بالنُّطْقِ
أبياتُها نُظِمَت مِنْ جوفِ أفئدةٍ
دَقَّاتُها حِمَمٌ سالت مِنَ الحَلْقِ
أَحيَت عواطِفَنا كالشَّمسِ إذ بَعَثَت
صُبْحًا جدائلَها الصَّفراءَ للنَّبْقِ
ما كنتُ أهواكِ بل أنسابُ في فَلَكٍ
للعشقِ يجذبُني غصبًا بلا رِفْقِ
والشَّوقُ سَهَّدَني والوجدُ هَدْهَدَني
والهجرُ أرجَحَني كالموتِ بالشَّنْقِ
والحبُّ قيَّدَني في الأسرِ أزمنةً
لكنَّني أبدًا ما تُقْتُ للعِتْقِ
بقلمي حازم قطب
