عـيناكِ مِـن زمـنٍ تـقضُّ مـضاجعي
كــم أضْـرَمـتْ فــي خـافقي نـيرانا
.
كالشمسِ في صدرِ السماءِ تكوَّرتْ
لـتضيءَ فـي عُـمقِ الـمدى أكـوانا
.
قــد حـرَّكـتْ بـيـنَ الـضـلوعِ زوابـعـا
ولــطـالـمـا قــــد فــجَّــرَت بــركـانـا
.
واسْـتَـحْدّثَتْ ثـوراتِ عـشقٍ زلْـزَلَتْ
عـــرشَ الـفـؤادِ واسـقـطتْ أَركـانـا
.
وبـسـرعـةٍ رفَـعـتْ بـيـارقَ نـصـرِها
فـــوقَ الــجـراحِ فـخـلّـفتْ أحْــزانـا
.
مــاعـدّتُ احْـتَـملُ الـفِـرَاقَ وإنّـنـي
مِــن قـبـلُ حـبـكِ أدَّعــي الـعصيانا
.
قــاومـتُ طـغـيـانَ الـعـيـونِ تـجـبُّـراً
وظــنـنـتُ أنّـــي أهـــزِمُ الـطـغـيانا
.
والـيـومَ جـئـتكِ طـائـعاً مـستسلماً
أرجـــو الـسـماحَ وأطـلـبُ الـغـفرانا
.
فـتـرفّقي فـي مَـنْ أتـاكِ ولـمْ يـزلْ
فــي الـصـدرِ يـحـملُ رقــةً وحـنـانا
.
هــيّــا لـنـنـبـذَ كــــلَّ صـــدٍّ زائـــفٍ
ولـنـمـسـحَ الأحـــزانَ مــنـذ الآنَـــا
.
ولــنـوصـلَ الــروحـيـنِ دونَ تــــرددٍ
فـالـوصلُ يـبعثُ فـي الـهوى إيـمانا
.
عبدالناصر عليوي العبيدي