عجبتُ لمن قال السيوفُ قَواطِعُ
وما قال هذا القولَ إلا مُخادِعُ
فلستُ أخافُ السيفَ إن سُلَّ إنما
أخافُ سيوفاً غمّدتها البراقعُ
فإنَّ قتيلَ السيفِ يُقتَلُ مرةً
ومن صابه رمشٌ يظلُّ يُنازِعُ
وكم من شجاعٍ باسلٍ أخضع العِدا
ولكنه للعينِ والرمشِ خاضِعُ
لقد حرّمت كلُّ الشرائعِ قتلَنا
وتقتلُنا الأنثى فأين الشرائعُ ؟!
فيا ربُّ إني لستُ في المالِ طامعاً
ولا أنا في السلطانِ والجاهِ طامعُ
ولا سحرت عيني ولا جُنَّ خافقي
وتيَّمني إلا الخدودُ اللوامِعُ
فيا ربَّنا إنَّ الجمالَ مُدمِّرٌ
وكم أثخنت فينا البدورُ الطوالِعُ
تُخافُ ميادينُ القتالِ وإنما
أشدُّ ميادينِ القتالِ الشوارعُ
قُتِلتُ شهيداً مرةً بعد مرةٍ
لأجلِكِ يا أنثى تطيبُ المَصارِعُ
✒️ حسين السبئي