مرايا تشرين
مَطَر يُهدْهِدُ مُهْجَتِي وَيُنَادِي
همسَ اللَّيَالِي يادوا الأَكْبَادِ
صَوْتٌ يَدُقّ نوافذي فِي بَهْجَةِ
عَزْف تَفَرَّدَ فِي دُنَى الأشْهَادِ
تِشْرِين حَلَّ وَلَمْ أَجِدْ لِي مَوْطِنًا
تَأْوِي إلَيْهِ هَوَاجِسِي وَعِنَادِي
تِشْرِين يَا هَوَسَ المَشَاعِرِ كُلِّهَا
إنِّي الطَّرِيد مُهَشَّم الأوتادِ
مَطَر يُزَمِّلُ فِي التَّنَائِي نبضةً
تَتَرَقَّبُ الإِقْبَالَ فِي الأعيادِ
يَا عَالِقًا فِي مُهْجَتِي لَا تنْسَنِي
فِي مَوْكِبِ النُّواح والسُّهادِ
يَا سَاكِنًا كُلِّي بِرَغْمِ بِعَادِنَا
رَغْمَ الخِصَامِ وَكَثْرَة الحُسَّادِ
أَقْبِلْ إلَيَّ وَلَا تُمَاطِلْ إنَّنَا
بِالوَصْلِ نَحْيَا مُتْعَة الأمْجَادِ
قَالُوا كَثِيرًا أَنَّ نَبْضِي وَاهَمٌ
وَبِأَنّ قَلْبِك مَوْطِن الأَنْكَادِ
فَالبَيْنُ دَرْبٌ قَد تَوَاصَلَ هَمُّهُ
بِبَرَاعَة يَحْيَا عَلَى الأفْرَادِ
أَقْبَل وَهَيّء مَوْطِنًا لِغَرَامِنَا
وَاسْلُك دُرُوبا خَطَوهَا إسْعَادِي
نورا الواصل