شعراءُ العرب القدماء فرسانُ الفصاحةِ و البلاغة و البيان ، و هم أصحابُ الشِّعرالعربيّ الأصيل ، و الصُّور الفنيَّة الرَّائعة ، و الخيالِ الفنِّيّ البديع ، و لنا فيهم أسوةٌ حسنة ، و لذلك ارتأيتُ أن أقلِّدَهم ، وأحذُوَ حذوَهم في بعضِ خصائصِ القصيدةِ العربيَّة العريقة و ملامحها ،و لا سيَّما الوقوفَ على الأطلال ، و ذلك من خلال قصيدةٍ أقول في مطلعها :
أنا فارسُ الفُرسانِ أكرَمُهُمْ دَمَا …. أنا شاعرُ الشُّعراءِ أنطَقُهُمْ فَمَا
هل تعرفونَ هويَّتي أو كُنيتي ؟ …. أنا مَن أُكَنَّى في الرِّجالِ أبا اللَّمَى !
كنَّيتُ نفسي باللَّمى مُتيمِّناً …. ببُنيَّةِ العمِّ الَّتي تُدعى لَمَى
ركِبتْ لَمَى خلفي حِصاني الأدهَما …. فتكَمَّشتني باليدينِ تحَزُّما
فشعرتُ بالجسدِ الرَّشيقِ كأنَّهُ …. تِلقاءَ ضمَّتِها هوى وَ تهدَّما
وَ بكيتُ ضمَّتها بكاءَ تشوُّق ٍ …. كالطِّفلِ ماتتْ أُمُّهُ وَ تيتَّما
رُحماكِ يا لميا رويدَكِ يا لَمَى …. بيديكِ أرغَبُ أن أموتَ وَ أُعْدَما
وَ أنا أُطارِدُ لستُ أدري صيدتي …. هل كنتُ ألحَقُ أرنباً أمْ ضيغَما ؟
و مها فلاة ٍ مثلُ عينكِ عينُها …. أخطأتُها و رميتُ عنِّي الأسهُما
وَ لرُبَّ ظبي ٍ كانَ جِيدُكِ عندَهُ …. حرَّرتُهُ من صائد ٍ لكِ مُكرِما
يا دارَ لميا بالشَّآمِ تحيَّةً …. منِّي إليكِ مُرحِّباً وَ مُسلِّما !
وَ لقد مررتُ على الدِّيارِ فرابني …. أثرُ الزَّمانِ على الدِّيارِ تَقَدُّما !
وَ وَقفتُ فيها ناقتي فبكَتْ معي …. آثارَ لميا حسرةً وَ تألُّما
كنَّا هُنا معَ بعضِنا كنَّا هنا …. منذُ الطُّفولةِ في المحبَّةِ توءَما
وَ أصيحُ أصرُخُ كم أنادي يا لَمَى!.... و صدى صياحي كادَ يُسقِطُ أنجُما !
مازالَ قلبي بالمحبَّةِ نابِضاً …. و لسوفَ أبحثُ عنكِ لا لن أسأما
وَ إذا حُرِمنا في الدُّنى من بعضِنا …. فعسى بيومِ الحَشْرِ ألَّا نُحْرَما
الدكتور ياسر قديري سورية