في آخر يوم من 2022 أقترح عليكم هذه القصيدة التي لم تنشر من قبل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عنوان القصيدة : دنْيا بوحلاسة ... جميلةٌ جزائريةٌ أخْرَى

مؤلفها : الأستاذ الدكتور بومدين جلالي

بحرها : الخفيف ( فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن x  2 )

قافيتها : من نوع المتواتر ( /0 /0 )

رويها : عينية مطلقة

عدد أبياتها : 23 بيتا

تاريخ كتابتها : 28 / 08 / 2022

مكان كتابتها : عين الحجر – سعيدة – الجزائر

موضوعها : مشهدية الفتاة الشهيدة الجزائرية القائدة الكشفية البطلة دنيا بوحلاسة ( الصورة )  وهي تحترق أثناء إنقاذها لأشبال فوجها الكشفي من لهيب حرائق صيف 2022 بالشمال الشرقي الجزائري، رحمها الله تعالى وخلّدها في الفردوس الأعلى .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ القصيدة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دنْيا بوحلاسة ... جميلةٌ جزائريةٌ أخْرَى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سَأَلَتْنِي بُنَيَّتِي بِالدُّمُوعِ    **  وَبِلادِي تَرْوِي اللّظَى فِي خُشُوعِ :

لِمَ مَاتَتْ دنْيا الْجَمِيلَةُ حَرْقاً ؟ ** يَا أَبِي هَلْ نَمُوتُ دُونَ رُجُوعِ ؟

لَمْ أَجِدْ مَا أَقُولُ .. كَفْكَفْتُ دَمْعِي**زَمَناً حَتَّى خَفَّ وَيْحُ الرُّبُوعِ

ثُمَّ بِالْهَمْسِ قُلْتُ:لَا تَحْزَنِي يَا**كَبِدِي..فِي الْفِرْدَوْسِ خُلْدُ الْجُمُوعِ

إِنَّمَا هَـذِهِ الشَّهِيدَةُ رَمْزٌ ** مِنْ جَمِيلاتِ الْأَرْضِ ذَاتِ السُّطُوعِ.

بَهْجَةٌ، مِنْ رُوحِ الْجَزائِرِ تَهْوَى**دَفْعَ أَوْزَارِ الْهَوْلِ دَفْعَ الدُّرُوعِ

لَامِعٌ صَفْوُهَا كَلَيْلَةِ قَدْرٍ،   **   كَبَنَاتِ الْهَادِي، كَأمِّ الْيَسُوعِ

بِتَسَامِي كَشَّافَةِ الْفَضْلِ سَارَتْ**سَيْرَ جُودٍ فِي رُشْدِ خَيْرِ الطُّبُوعِ

وَارْتَقَتْ بِالصَّفَاءِ قَائِدَةً فِي ** فَوْجِ صَفْوٍ كَالشَّمْسِ حِينَ الطُّلُوعِ

سَافَرَ الْفَوْجُ نَحْوَ صَيْفِ حُبُورِ** فَغَدَا الْجَوُّ مِنْ جَحِيمٍ مَنُوعِ

وَتَلَظَّى الْمُحِيطُ فِي لَحَظَاتٍ**حَقَنَتْ فِي النُّفُوسِ خَوْفَ الْخُضُوعِ

لَمْ تَغِبْ عَنْ أَدَاءِ مَا كَانَ فَرْضاً**لَمْ يُصِبْهَا فِي الْقَلْبِ رُعْبُ الْخُنُوعِ

حَوْقَلَتْ .. أَشْهَدَتْ .. وَهَبَّتْ تُبَارِي**حَظَّهَا فِي مَا بَانَ خَلْفَ الصُّدُوعِ

تَحْتَ دُخَّانِ النَّارِ تَجْرِي بِحُبٍّ** فَاقَ مَا يُبْدِي الْأَصْلُ نَحْوَ الْفُرُوعِ

حَوْلَهَا الْأَشْبَالُ الصِّغَارُ صُرَاخٌ**فِي انْفِجَارَاتٍ مِنْ شَظَايَا الْجُذُوعِ

وَلَهِيبُ الْأَخْشَابِ يَأكُلُ لَحْماً **  وَدَماً فِي أَطْرَافِهَا وَالضُّلُوعِ

أَنْقَذَتْ.. أَطْفَأَتْ .. تَجَلّتْ بِعَزْمٍ**كَصَنَادِيدِ الْحَرْبِ حِينَ الْوُقُوعِ

فَإِلَى ذَا مَدَّتْ يَداً مِنْ حَنَانٍ ** عَلَّهُ يَنْجُو مِنْ فِرَارٍ جَزُوعِ

وَإِلَى ذَاكَ كَانَ مِنْهَا نِدَاءٌ ** فِي مَدَاهُ تَهْوِينُ رَوْعٍ هَلُوعِ

هَكَذَا ظَلَّتْ وَالْحَرَائِقُ تَعْلُو**فَوْقَ غَابَاتٍ فِي جَفَافٍ خَدُوعِ

ثُمَّ حَانَتْ شَهَادَةُ الْخَتْمِ حَتْفاً** بِحُرُوقٍ فِيهَا وِسَامُ السُّطُوعِ

لَمْ تَمُتْ، بَلْ هِيَ الْحَيَاةُ دَوَاماً**كَجَمِيلَاتٍ مِنْ حُمَاةِ الرُّبُوعِ

عِشْقُ أَرْضِ الْأَبْرَارِ يُنْتِجُ مَجْداً**خَالِداً، فِي الْآفَاقِ رَاقِي الذّيُوعِ.

المصدر: الشهيدة الشاعر الكبير بو مدين جلالي من الجزائر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 44 مشاهدة
نشرت فى 31 ديسمبر 2022 بواسطة Yasmenmostafa

عدد زيارات الموقع

97,638