# يـــا بـــــنـــــتَ أمِّ الـــظَـــنِّ

--------------

 

فــيـكَ اضْــطـرامٌ كــامِـنٌ و تَـوقُّـدُ

و مـراجـلٌ بـيـنَ الـضُّلوعِ و مَـوْقِدُ

 

و بـــزوغُ فــجـرٍ لــمْ يــزلْ مُـتَـهَيّبًا

يــدنـو و يــنـأى يَـسْـتَـقِرُّ و يُـفْـقَـدُ

 

مَـنْ أنـتَ ، لا أدري تـشابَهتِ الرُّؤى

الأمـسُ أمْ ذا الْيومُ أنتَ أمِ الْغَدُ ؟!

 

أمْ أنــــتَ شــــيءٌ آخــــرٌ عـنـوانُـهُ

سَـكَنَ الـحشا حـتَّى يحينَ المولِدُ!!

 

سـأبـيتُ أرْقُــبُ مـولِـدَ الآتــي كـما

يـشـتـاقُ لـلـصُّبْحِ الـسّـنيِّ الـمُـسْهَدُ

 

و أسـابِـقُ الأطـيـارَ فــي غَـدواتِـها

أمَــلًا ، و يَـسْـبِقُني الْـفؤادُ الـمُنْشِدُ

 

يــا بـنـتَ شَــكِّ الأمـسِ إنّـي حـائرٌ

أيَنَ اختفى عنْ ناظِرَيْكِ المَشْهَدُ؟!!

 

أَوَ لـيـسَ هــذا الـعـصرُ يـا سَـرْدِيَّةً

هُــوَ شـاهدٌ قـدْ مَـلَّهُ الْـمُسْتَشْهِدُ؟!!

 

أمْ أنَّـــهُ الْــوَضْـعُ الْـمُـقَـنَّعُ يَــرْتَـدي

ثَــوبًـا يُـوَشِّـيهِ الـقُـتامُ الأســودُ؟!!

 

كــمْ صــورةٍ رســمَ الـعـناءُ سِـماتِها

أَسَـفًـا ، و بَـرْوَزَهـا الـزَّمـانُ الأجـردُ

 

كَـــمْ واحـــةٍ غـنّـاءَ تـحـسو ظِـلّـها

فـــي كُـــلِّ يـــومٍ قـيـظُها يَـتَـجَدَّدُ

 

أَفَـلا تَـرِيْنَ عُـروشَ (كسرى) فَوْقَنا

تَــعـلـو ، عــلــى أشــلائِـنـا تَـتَـمَـدَّدُ

 

و قصورَ (قيصَرَ) لمْ تَزلْ تُرْسي لها

فـــي كُـــلِّ قُـطْـرٍ ، خـائـنًا يَـتَـعَرْبَدُ

 

يـــا بـنـتَ شَــكِّ الـيـومِ لا تـتـأوّلي

إنَّ الْــعَــروبَـةَ حــالُــهـا لا يُــحْـمَـدُ

 

مــا عــادَ فــي الْأعْــرابِ إلَّا خـانـعٌ

و مُـــهـــادِنٌ و مُــطَــبِّــلٌ يَـــتَــوَدَّدُ

 

أمّـــا الــرِّجـالُ ، هُـنـا قَـتـيلٌ راقِــدٌ

و هُـنـاكَ مَـسْـجونٌ ، هُـنـالِكَ مُـبْعَدُ

 

و الأمــنـيـاتُ الـحـالِـماتُ يـقـودُهـا

نَــحْـوَ الْــخـلاصِ تَـخـاتُلٌ و تَــرَدُّدُ

 

و غَـريـدُ أشــواقِ الـشُّـعوبِ تــأوُّهٌ

فـــي الـحـالِكاتِ ، و أنَّــةٌ ، و تَـنَـهُّدُ

 

لــكـنَّ رُغْـــمَ الْـقـيـدِ مــازالـتْ لــنـا

إنْ غُــلَّـتِ الأيـــدي ، يَـــدٌ و مُـهَـنّدُ

 

و لَـنا صـباحٌ سـوفَ يقتحمُ الدُّجى

بِــعَــزيــمَـةٍ و قّـــــــادَةٍ لا تَــهْــمَــدُ

 

و سَــتَـشْـهَـدُ الأيَّـــــامُ أنَّــــا أمّــــةٌ

عـــربــيَّــةٌ شـــمَّـــاءُ لا تُــسْـتَـعْـبـدُ

 

يــــا بــنـتَ أمِّ الــظَـنِّ لا تَـتَـعَـجَّلي

قُـرْبَ الـمخاضِ ، لِـكُلِّ شَيءٍ مَوعِدُ

 

الـغُـصنُ يُـولَـدُ صِـنْـوُهُ مِـنْ قَـطْعِهِ

و مِــنَ اكْـتـمالِ الْـلـيلِ فَـجْـرٌ يُـولَدُ

______

 

# عــبـد الـحـكـيم الـمـرادي/اليمن

المصدر: يابنت أم الظن قصيدة للشاعر الكبير عبد الحكيم المرادي /اليمن
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 25 مشاهدة
نشرت فى 30 ديسمبر 2022 بواسطة Yasmenmostafa

عدد زيارات الموقع

97,663