لا تهجري الفكر
لا تهجري الفكر والأقلام والكُتُبَا
فيها التلاقي ومنها حبنا شرِبَا
لا تهجري المورد الصافي الذي نهلت
قلوبنا منه ما أحيا الذي خربا
هل تذكرين الليالي طال موهنها
كان الأنيس لفجر خير ما كُتِبا
يسامر النجمُ أشواقا نرتلها
ويرقص الزهر من أنغامنا طربا
ويشهد البدر أن الحب عهدتنا
فتستضيء سطور عانقت شهبا
ألبستك النور ثوبا فاتنا ألقا
قلَّدْتكِ الدرَّ والياقوت والذهبا
نبدد الهم بالأشعار نطردها
كأنها شمسُ صيف فرقت سحبا
أحلامنا في فضاء المجد أجنحةٌ
مع النسيم تحاكي كوننا الرحبا
كم شدنا من رُواء الوصل أحجية
كم أسعد القلب تذليل الذي صعبا
نرقى وترقى مع الأيامِ همتنا
نستسهل الحَزْنَ والأثقال والوصبا
كم خلوة كان فيها الحرف ثالثنا
نعم النديم لنا ما خان من صحبا
لم نخش في عشقنا من راح يعذلنا
فعذره بالذي قد لامنا وجبا
بقلمي : رفيق سليمان جعيلة السليماني