<!--
<!--<!--<!--
بالأمسِ خذلتني الحقيقةُ و الرؤى واليـومُ أضـحـى خـائني الإلهـامُ
فَتَـقَـهْقَـرَت كُلّ السِنُـونِ بورقـتي وأســاد بـأسـاً عُـمْـرَها الإظــلامُ
ما بالـها الأقدارُ تَعْـصِفُ بالنــهى ما بال فَـرَحَي نـال مِـنْهُ سَـــقَامُ؟
ما بال أحكامُ الهـوى تغـتالنـــي وتـعود تَـوْصِلُ غَـدْرهَا الأرحــامُ؟
أو يُـقْـهَرُ الإنسـانُ فيـني كُـلًّـــمَا هَـدَتِ الجـــــــــراح ولَـفَّهَا الإيـــلامُ؟
فاليـوم يَقْـهَرُني فِـرَاقُ أحبـتــــي عَــــــزَّامُ سُنَّتْ للـوِصَـالِِ سِــهَـــامُ
فَبَقَرْنَ حُلْمِاً إنْ هـممت بثديـــــه وخَلَـعْنَ قَـلْبَا إنْ أُرِيـدَ فِـــــطَامُ
مِنْ أين بالنـور المضـــــيء لِـليْلِنَا مِنْ أيــــــن للصُبْحِ البـهي قــــــوامُ
فالأفق مِنْ ضيقٍ تلاشـى مَــــــدَّه والنيــلُ أسِـفاً جَـرَّه الهَـــــدَّامُ
عَـزَّامُ يجهشني البُكَاءُ واشتهـــي لــو في الأنـامِ أراك يـا عَــــزَّامُ
لو كان في وسعي فديتكَ باســــماً لولا المشيئة ما سَرَتْ أحـكامُ
ففداك روحي يا أُخَيَّ سبـقتني وسَمَـوْتَ مجـداً ما إليه مُــرامُ
قد كنت فينا وردةً مِن طيبهــــا تَهِبُ البراءة ملـؤها الإســـلامُ
شَــرَفْتَنَا بِصـــــداقَةٍ فـخراً لنـا وبَقيتَ فيـنا ما سَـرَت أيــــامُ
لم نـجـتـمع يوماً بمعصـــــيةٍ ولا حَـفِلَـت مـجالسنا بها الآثـــامُ
فلكلِ ما صنعت يداك حــــــلاوةٌ ولكلِ ما همست شِفَاك وئــــامُ
يا مَنْ تـرافقه البشاشةُ مــــــطلقاً يا مَنْ صَفَت مِنْ خُلْقِه الأنسـامُ
يا مَنْ رعاك الصِدق فيــــنا إخوة يا مَنْ هـواك الصـبرُ والإقـــدامُ
يا مَنْ تذكـرنا قـدوم صـلاتـــــنا يا خَيْرَ مَنْ أحييت ذاك حــرامُ
يا خَـيِّراً وُدَّاً رويـت قلـوبـــــنـا ما عـاقـنا يـوماً إليـك خِـــصَامُ
وتعود تفـترق القلـــــوبُ ومِلْؤُهَا كل الـمحبةِ شـوقها وســــلامُ
عَزَّامُ خَصَّاك الرحـــــيم بـفضله وهُدِيـت رزقاً سـاقه العَـــــلَّامُ
فَرَحَلْتَ عَنَّا صــــــائماً مُتَعَبِّداً بُشْرَاك يا بُشْرَاك ما الإكــــرامُ
وغَدَوْتَ في زمرٍ صــــفاهم ربهم فأكْرِم بِخَـتْمٍ ما علاه خِــــــتَام
فعساك في الجناتِ ترفل ناعــماً وعســــاك في نَيْـلِ المـنى آرامُ
مِنْ أين لي برثاء موفـور التقـــى مَنْ بالوفاء لِخِـلِّهِ الإحـــــكامُ
قد خِلْــته مَلَك الكمالِ بِكَوْنِنَـــا لـولا المنيــــة سـاقَهَا القَــسَّامُ
اليوم امسـك دفـتـري مـتأســـفاً يا ويح شعري و ما عليه لِجـامُ
لا تَوْصِف الكَلِمَاتُ مَنْ كَمُلَتْ بِهِ سمح الخصال وأُجْزِل الإنْـعَامُ
طُوِيت صحائفُ فَرَحَنا مِنْ بعده نَضَبَ الهَنَاءُ وجَفَّتِ الأقـــلامُ
ساحة النقاش