نرجس
......
الملم اغراضي الصغيرة على الطاولة استعدادا للمغادرة ، تهمس باذني:
_ القي نظرة أخيرة في المرآة بجوار باب الخروج .
ابتسم تبادلني الابتسام ، امسد براحتي على خيوط البلاتين اللامعة فوق رأسي ، أمط شفتي للأمام متعحبا، تلتصق بي ، تمسك بذراعي رأسها فوق كتفي ، تغمز لي بعينها اليمنى ،ارد عليها بغمزة من عيني اليسرى تقرب شفتاها من أذني تتمتم :
_بلاتينك سر جاذبيتك.
تجلس بجواري في المقهى نتجاذب أطراف الحديث يقطع حوارنا النادل يسألنا عما نطلب من مشاريب،فكرت أجيبه بطلب اي مشروب ساخن ؛ لينصرف لنكمل حديثي الممتع معها ، انتبه إليها وهي تذكرني بأنها تفضل مشروب الكاكاو الساخن خاصة وقت هطول المطر وهي تتابعه من خلف الواجهة الزجاجية للمقهى والرجال والنساء يهرولون تحت المطر يضحكون تحت مظلاتهم ،والصغار يمدون ايديهم للمطر ناظرين إلى السماء يستمطرونها بكلمات تذكرني بكلمات غابت في تلافيف الذاكرة :
_ رخيها ...رخيها ..خلى البط يعوم فيها.
يعود النادل يسألتي عن طلبي اجاوبه:
_ كاكاو ساخن مزدوج.
أرتشف معها المشروب المنعش وتعاود حديث الذكريات وتروي ذكرياتنا مع البحر ورائحته النفاذة المنعشة، وتحلق بنا فوق البحر مع النوارس التي تشاركنا صيد الأسماك وتنتفض قلوبنا مع ارتعاشات السنارة وهي تقتنص كل سمكة، يمضي الزمن الحقيقي في أعمارنا يمورر مور السحاب،تلفحنا الشمس وتصبغ جلودنا بلونها الذهبي، نعود للشاطيء نطفيء لهيب الصيف بامواج تغمرنا تدغدغنا، نعود ادراجنا لأهلنا يغمرنا شعور بالفخر والاعتزاز بحفنة أسماك تعد على أصابع اليدين وننام طويلا كأهل الكهف.
يتوقف هطول المطر، تعود الشمس تطل بشعورها الذهبية من بين الغيمات و السحب تعد بالنور وبالدفء .
نغادر المقهى تأخذنا خطواتنا إلى الشاطيء بغير إرادتنا نجد أنفسنا بنفس مكان ما كنا نصطاد يجلس صبي بيده سنارة يحركها لأعلى ولاأسفل ، يتمتم بكلمات ، يرفع فجأة بعدها سنارته لأعلى ويزيد في صياحه قابضا على ما قنصته سنارته.
وتبدو الشمس في الافق قرص من
لهيب قاني تقترب في خجل ودعة لاحضان لجة البحر اللازوردي.
نشعر بالجوع ينال منا، افكر في أكثر من وجبة أفاضل بينها وأعود اشاورها تذكرني بأنني أعرف انها تشتهي الشواء في الهواء الطلق ، انعطفت بها الى محل الشواءالشهير بتجمع أضرحة وجوامع أولياء الله الصالحين. 
التهمنا كل ما قدم إلينا من شواء وسلاطات كمن لم يقتات من أيام!!
نعود منهكين من يوم طويل جميل تصاحبني رفيقتي حتى مخدعي وترقد بجواري تلتصق بي تغشاني وتعود تسكنني و مازلت في مسكني أعيش وحيدا.
...............(حسني الجنكوري ).

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 49 مشاهدة
نشرت فى 9 أكتوبر 2016 بواسطة WWWkolElkhwater

مجلة كل الخواطر

WWWkolElkhwater
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

497,450