♠ ♠ ♠ القصة القصيرة ♠ ♠ ♠ ♠

♠ ♠ ♠ بلاد لا تحترم النساء ♠ ♠ ♠

♠ ♠ كنا قد تعلمنا أننا كلما تطورت عقولنا كلما عرفنا فضل النساء ، وتعلمنا ونحن صغار أن نأخذ بيد الأخوات ، وأن توصينا أمهاتنا بأن أختك أمانه حافظ عليها ، ولا تترك يديها ، وكبرنا فإذا هذه الكلمات مازالت ترن في الأذهان وتغير فقط من في يدي من أخت ، الي حبيبة ، الي زوجة ، أفعل معها ما أوصتني به أمي ، وتعلمنا في صغرنا أن البنت مثل الولد لا يختلفان إلا في شئ واحد ، وهو أن البنت مهما صغرت هي أم ، عندما تكون صغيرة تلعب بالعروسة ، وتهننها كما تفعل الأم بأطفالها ، وتعلمنا أن الأخذ بالرأي لا يفرق بين رأي بنت أو ولد ، وتعلمنا أن يحترم كل منا رأي الأخر، إتفق أو إختلف معه ، وتعلمنا أن الأم في البيت هي وزيرة المالية ، التي تجيد إدارة محفظة البيت ، وجد المال بوفرة أم لا ، فهي تجيد الإلتفاف حول الظروف حتى توفر للبيبت حاجاته ، وتعلمنا أن نأخذ بمشورة الكبير، وكانت الأم تقول من ليس له كبير فاليبحث له عن كبير ، وتعلمنا أن الأب إذا حضر الي البيت ، أول ما كان يفعله أن يقبل يد الأم ورأسها ، وكبرنا وهذه الصور ماثلةً أمامنا ، إحترمنا شريكة الدرب وزميلة رحلة الحياة ، وعندما نرى في الأفلام أو المسلسلات أن رجل يسب إمرأة أو يتعمد إهانتها ، نقول هذه الأحوال لا نعرفها ولم نتربى عليها ، ناهيك على أن ترى رجل يضرب إمرأة ، نقول هل لم يسمعوا هؤلاء رسول الله وهو يقول ( إستوصوا بالنساء خيراً ) ، وقوله ( لا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم ) ، وتعكس هذه السلوكيات علاقة بعيدة عن المعروف قريبة من حياة الهمجية ، حتى عندما ترى أن بلاد تبيع النساء إما بالزواج الغير مضمون ، كما يحدث في بعض القرى التي تزوج البنات الصغيرات الي شيوخ ، ولا يستمر الزواج ، وتعود الي بيت أهلها ، ومعها ولد أو إثنين ، وفي عيادة طبيب أسنان صديق في يوم من الأيام ، رأيت سيدة جميلة وتحمل طفلاً ومعها رجل عربي شيخاً كبيراً يرتدي شبشب ، ويلعب في أظافر قدمه القذرة ويجلس بطريقة غير معتادة ، وعرفت من الطبيب أن هذا الشيخ زوجها ، وفي مرة إخرى في نفس العيادة ، وجدتها وحدها وطفلها فسألتها عن زوجها ، قالت طلقني ، تعجبت من كلامها ، فإذا هي تقص عليَ حكايتها ، وفي مرة إخرى سوف أروي قصتها ، أما اليوم فأفول عنها قولاً سمعته منها لن أنساه أبداً ، عندما قالت لي أريد أن أتزوج رجلاً نظيفاً ، في جسده وفي عقله ، تحية لكل سيدة ، فالمرأة يا سادة إذا قلنا عليها أنها نصف المجتمع ، فإنها أنجبت وربت وأطعمت من جسدها ثم بيدها النصف الأخر ، حتى إستطيع أن يطعم نفسه بيده ، ومجتمع لا يعرف للمرأة قدرها ، هو مجتمع بعيد عن المنطق في الحياة ، ويخرج بنات وبنين لهما أفكاراً مشوهه ، وأنا من الذين يحمدون الله على أني تربيت في بيئة سوية تعرف للأنثى قدرها وعندما كبرت ، إنعكست تربيتي في الصغر على حياتي وأصبحت المرأة من أهم إن لم تكن أهم ما في حياتي.

♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 38 مشاهدة
نشرت فى 26 أغسطس 2016 بواسطة WWWkolElkhwater

مجلة كل الخواطر

WWWkolElkhwater
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

529,894