خاطرة بعنوان: جريمة في وضح النهار
بقلم الأستاذ بدرالدين ناجي
كانت تحلم بأنها ستكبر مثل رفيقاتها و كانت تفرح كلما نزل المطر. كانت ترى الحياة تدب في جسمها و هي تكبر يوما بعد يوم. كانت تحلم بثمار التوت و هي تملأ أغصانها و ترى الأطفال و هم يمرحون و يلعبون حولها و يقطفون التوت منها. كانت تسمع أصواتهم و ترى ابتساماتهم. كانت سعيدة لسعادتهم و سعيدة و هي تحلم بمستقبلها الجميل. لكن في يوم من الأيام حدث أمر خطير أوقف حلمها . هي شجيرة صغيرة ضعيفة تقدم نحوها وحش أدمي و أمسك بها و أطلق قهقهته و قال لها سأكسر عنقك أيتها التافهة. كلمته مستعطفة قلبه أن يتركها تعيش و تكبر. اخبرته أنها ستجعل اولاده يستفيدون من توتها و أنهم سيستظلون بظلها. لكنه لم يستمع لكلامها و شدد من قبضته على ساقها. فصرخت من الالم الضعيفة و قالت له: ألا تحب وطنك ألا تحب تراب مدينتك؟. ألا تعلم أنني أحمي المدينة من الانجراف و أنني أزينها بمنظري الجميل؟. رد عليها قائلا: أنا أكره الجمال و أكره الأشجار. استعطفته مرة أخرى و الوجع يزداد عليها قائلة: ارحمني ارحم ضعفي و صغري. ماذا ستستفيد ان كسرتني؟. لكنه لم يتأثر بكلامها لان قلبه القاسي لا يحب الجمال و قام بكسرها و انصرف يضحك بكل فخر. كأنه انتصر على عدو له. قتلها و ذهب من غير أسف. آه لو عرف أنه لجريمة كبرى في حق الانسانية و في حق الطبيعة قد اقترف. لكن كيف لمن لا قلب له أن يعرف الرحمة و الاسف.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 40 مشاهدة
نشرت فى 26 أغسطس 2016 بواسطة WWWkolElkhwater

مجلة كل الخواطر

WWWkolElkhwater
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

530,562