دواليب ...دواليب ... دواليب ...دواليب ...
دواليب ... تملأ رأسي
فأصدقائي الذين ماتوا قمت برصهم في طرود
بجوار بعضهم البعض ...
ولففت الطرود بغلاف الدهشة الذهبية 
حتي لا يتعرضوا للرطوبة أو الصدأ
ووضعت الطرود في دولاب بالجهة اليمنى في رأسي
وأحكمت الإغلاق
...................
أصدقائي الذين على قيد الحياة ...
رصصتهم في طرود ..الواحد عكس الأخر 
بجوار بعضهم البعض أيضا 
ولففت الطرود بغلاف الدهشة الفضي 
حتي يستمدوا نور النجوم المتلألئة 
ووضعت الطرود في دولاب بالجهة البسرى في رأسي
وأحكمت الإغلاق 
....................
أصدقائي الذين سوف ياتون فيما بعد 
رصصتهم في طرود وهم وقوف متقابلين لبعض
ولففت الطرود بغلاف التوجس المضيء كالصباح 
وضعت الطرود - أيضا - في دولاب في الصدارة داخل رأسي
....................
جلست أستريح من جهد الرص والتربيط للطرود 
وفجأة .............
أسمع نداءا صادرا من أحد الدواليب
خمنت انه صادر من دولاب الجهة اليمني
من أصدقائي الذين ماتوا ..
فالنداء كزفيف الريح من نافذة موروبة
توجهت للدولاب ...نعم فالنداء منه والصوت واضح للغاية 
فتحته ...النداء يخفت ...قلبت بين الطرود ..
يزداد خفتانا ..فتحت الطرود ..
غاب النداء نهائيا وكأنه تبدد في فضاء واسع
ولم أستدل على مصدر النداء فأغلقت الطرود و الدولاب 
حتى لا يتعرضوا لعبث العابثين ...أو اللصوص
.....................
بعد برهة ...سمعت النداء مرة أخرى
فخمنت أنه صادر من دولاب الجهة اليسرى
فكم من أصدقائي الحاليين ينادونني
توجت للدولاب ...نعم فالنداء منه والصوت واضح للغاية 
فتحته ... النداء يخفت ..قلبت بين الطرود
يزداد خفتانا ...فتحت الطرود 
غاب النداء نهائيا وكأنه تبدد في أرض فلاة
ولم أستدل على مصدر النداء فأغلقت الطرود والدولاب 
حتي لا يتعرضوا لعبث المتطفلين ...وسارقوا قوت المتعبين 
.........................
وبعد دقائق قليلة ..صدر النداء مرة أخرى
هذه المرة كان قويا مدويا ...
مستغيثا ...متألما ...كصراخ الطيور المعذبة 
كصوت طاحونة حجرية لا تتوقف 
تأكدت أنه صادر من الدولاب الذي بالصدارة من رأسي
توجهت إليه بسرعة ...فالنداء منه والصوت واضح للغاية
قبل أن أفتحه ...صدر نداء من داخل دولاب الجهة اليمني
ثم نداء من داخل دولاب الجهة اليسرى 
إختلطت النداءات ...علت ...زادت علوا ....
الدواليب إرتجت ...إهتزت بعنف ...
رأسي يكاد ينفجر من النداءات 
هممت بالهروب من رأسي ...جريت ..
جريت خلفي النداءات...زدت في الجري بغية الهروب
وصلت الى تلة عالية ..عالية ...عالية 
هناك .....وجدت " نوفاليس" الشاعر
لمّا رأني ألهث ...ضحك ضحكة عالية 
كان يهش الذباب من فوق القصائد النشوى بالرعب
قال لي : من أي شيء تهرب يا صديقي ...؟
إهدأ ...وإجلس ها هنا 
أنت تهرب من الممالك المعذبة للشعراء ...!!!
.............................
امسكني مروحة اليد التي يذب بها الحشرات ..ومشي
وهو يضحك ...وصدي صحكته يزداد في الفضاء وهو يردد:
أنت تهرب من الممالك المعذبة للشعراء ...!!!
الممالك المعذبة للشعراء ...!!!
المعذبة للشعراء ...!!!
***
" شنقرابيات " نداء لا يسمعه أحد 
رسم وكلمات / محمود الشنقرابي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 109 مشاهدة
نشرت فى 20 أغسطس 2016 بواسطة WWWkolElkhwater

مجلة كل الخواطر

WWWkolElkhwater
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

548,813